استخدام الكمبيوتر ساعتين يومياً يصيب بـ متلازمة الحاسوب البصرية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

أكد استشاري سعودي في أمراض وجراحة مقدمة العين إمكانية إصابة أي شخص يقضي ساعتين وأكثر أمام شاشة جهاز الكمبيوتر يومياً بمرض \"متلازمة الحاسوب البصرية\"، أو الإصابة ببعض أعراضه، مبيناً أن الدراسات الطبية تشير إلى أن حوالي 60 مليون شخص في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها ممن يستخدمون أجهزة الحاسبات الآلية يعانون من المرض أو بعض أعراضه.

وقال استشاري أمراض وجراحة مقدمة العين ورئيس قسم العيون في مستشفى الجبر في الأحساء الدكتور أحمد الخواجة إن أعداداً ليست بالقليلة من مستخدمي الحاسب الآلي يعانون من الإصابة بهذا المرض أو بعض أعراضه دون تنبههم لوجود الإصابة، موضحاً أن مرض متلازمة الحاسوب البصرية هو عبارة عن مجموعة من الأعراض التي يعاني منها أكثر المشتغلين بأعمال الحاسوب وغيرهم ممن يقضون أوقات طويلة أمام شاشة الحاسب.

وأضاف أن أعراض المرض تتلخص في الشعور بجفاف وتهيج بالعين، أحياناً تكون مصحوبة بحكة ودموع، وصعوبة التركيز والرؤية بوضوح أثناء القراءة، ورؤية الحروف وكأنها أكبر أو أصغر مما هي عليه فعلاً في بعض الأحيان، وصعوبة النظر للبعيد بعد التركيز لفترة على شاشة الحاسوب، والصداع والشعور بالإرهاق والشعور بثقل بالجفون، بالإضافة إلى آلام الظهر والكتفين.

وأرجع الدكتور الخواجة أسباب المشكلة إلى عدة أسباب، من بينها أن شاشة الحاسوب تختلف عن المادة المطبوعة بأنها مكونة من نقاط دقيقة تدعى الواحدة منها \" بكسيل\"، وباعتبار أن عين الإنسان لا تستطيع التركيز على هذه النقاط لمدة طويلة كونها غير محددة الأطراف، فإن العين تقوم بإعادة التركيز عليها باستمرار لكي تراها بوضوح، والنتيجة هي التعرض لإجهاد عضلات العين بعد فترة من العمل على شاشة الحاسوب، لافتاً إلى أن أعراض الإصابة بهذا المرض تشتد عند من تزيد أعمارهم عن الـ 40 عاماً بسبب عامل آخر يتمثل في صعوبة رؤية الأشياء القريبة من العين، مع صعوبة تكيف عدسة العين عند النظر للأشياء القريبة.

ونصح الدكتور الخواجة بتفادي الإصابة بالمرض بوضع شاشة الحاسوب بحيث تكون على بعد 18 إلى 28 بوصة من العينين، واستخدام النظارات الخاصة بذلك والتي تعطي الرؤية الواضحة على هذه المسافة بدون أي إجهاد على عضلات العين، وكذلك احتواؤها على مضادات للأضواء المنعكسة، وكذلك استخدام عدسة مكبرة توضع أمام شاشة الحاسوب تقوم بتكبير الصورة المرئية لتقليل الحاجة للتركيز عليها من قريب وبالتالي تقليل الإجهاد على العين، ويجب أن يكون مستوى شاشة الحاسوب أدنى من مستوى العينين بمقدار 10 إلى 15 درجة، ويكون أعلى الشاشة أبعد قليلاً عن العين من أسفلها، بالإضافة إلى أخذ استراحة قصيرة بعد كل نصف ساعة عمل على الحاسوب ومحاولة النظر أثناء ذلك إلى أشياء بعيدة كالنظر من خلال نافذة الغرفة مثلاً وذلك لإرخاء عضلات العين، مشددا على كثرة الرمش من أجل ترطيب العينين وتقليل الشعور بالتهيج، مبيناً في هذا الصدد أن الأرقام الإحصائية تشير إلى أن الرمش يقل بحوالي خمس مرات عن الطبيعي عندما ينهمك الإنسان بالعمل على شاشة الحاسوب.

وأكد استشاري أمراض وجراحة مقدمة العين على ضرورة محاولة الرمش ببطء عشر مرات في فترات الراحة أي كل نصف ساعة تقريباً، ومنع الإضاءة الخارجية وتقليل الإضاءة الداخلية لتكون حوالي نصف الإضاءة المعتادة، مع تقليل الإضاءة الجانبية بالغرفة لتقليل الوهج الضوئي، مع التأكيد أن يكون طلاء جدران الغرفة غير لامع لتقليل الأضواء المنعكسة منها، وبالتالي تقليل الوهج، وتعديل مستوى الإضاءة لشاشة الحاسوب لتكون بالقدر المريح للعين.

وذكر أنه بإمكان الأطفال الإصابة بالمرض أو ببعض أعراضه وخاصة أولئك الذين يقضون أوقات طويلة أمام شاشة الحاسوب لعمل الواجبات المدرسية أو اللعب أو الدردشة على الإنترنت، موضحاً أنه في الولايات المتحدة الأمريكية يحث الآباء أبناءهم منذ سن الثالثة لاستخدام الحاسوب، ويستخدمه حوالي 45 مليون شخص دون سن السادسة عشرة في أمريكا وحدها.

وأشار إلى أن هناك اعتقادات طبية وشعبية على نطاقٍ, واسع أن استخدام الحاسوب في العقدين الماضيين قد زاد من نسبة قصر النظر لدى هؤلاء الأطفال الذين يقضون ساعات طويلة أمام شاشات الحاسبات الآلية، بسبب عدم التنبه لهذه المشكلة وأخذ الاحتياطات اللازمة لها.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply