بسم الله الرحمن الرحيم
أبلغت السلطات الفيدرالية الأمريكية وسلطات عديدة من الولايات مثل مينسوتا وميتشجان العديد من المدارس الإسلامية في الولايات المتحدة بأنها ستقوم بقطع المعونات عنها إذا لم تتخل عن الطابع الإسلامي بها وتخفض المواد الشرعية التي تقوم بتدريسها فضلا عن ضرورة توضيح هذه المدارس لحجم التبرعات والهبات التي تصل لها إذا أرادت لهذا الدعم أن يستمر.
وهددت السلطات الفيدرالية بإغلاق هذه المدارس في حالة عدم انصياعها لهذه المطالب، وعدم تنفيذ الاشتراطات الخاصة بالمناهج التي تقدمها هذه المدارس ومراعاتها للقيم والأعراف الأمريكية، وما من شك أن إثارة هذه القضية في هذا التوقيت يطرح عددا من التساؤلات حول مستقبل المدارس الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية في ظل الأجواء المعادية لكل ما هو إسلامي التي انعكست بقوة بعد الانتقادات الشديدة التي وجهها الرئيس الأمريكي جورج بوش للمسلمين متهما إياهم بالفاشية وتزايد حجم التمييز ضد المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية في المطارات والجمارك والوظائف وتوسيع دائرة الاشتباه ضدهم رغم عدم وجود دلائل على تأييدهم للعنف أو تخطيطهم لأية عمليات داخل الولايات المتحدة.
جدير بنا أن نذكر في البداية أن المدارس الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية تزيد على أكثر من مائتي مدرسة تنتشر في جميع الولايات الأمريكية خصوصا في واشنطن وكاليفورنيا ومتشجن وفريجينيا وغيرها من الولايات.
وتتلقى هذه المدارس، دعما من وزارة التعليم الأمريكية و الولايات الفيدرالية بشكل منتظم تسهم بلا شك في استمرار رسالة هذه المدارس وقد استمرت هذه المدارس تمارس دورها بمنتهى الحرية حتى جاءت أحداث 11 سبتمبر التي قلبت الأوضاع رأسا على عقب داخل هذه المدارس فزادت الرقابة على أنشطتها ووضعت جميع الهواتف الخاصة بها تحت المراقبة ووجهت اتهامات لها بالعلاقة مع جماعات متطرفة تتبنى العنف والإرهاب.
مضايقات
وحظيت مدرسة القلم للبنات الأكاديمية السعودية في واشنطن بنصيب كبير من هذه المضايقات حيث طالبت الجهات الأمريكية هذه المدارس بمراجعة مناهجها خصوصا التي تتحدث عن الجهاد وقتال أهل الكتاب وعدم موالاتهم وإلغاء أي موضوعات تتحدث عن كراهية اليهود، ووصلت هذه المضايقات إلى حد الربط بين استبدال دولة فلسطين بإسرائيل في مناهج الجغرافيا التي تقوم المدرسة بتدريسها وكذلك إلغاء جميع المقررات التي تحذر من اتباع اليهود والنصارى، بل إن بعض الولايات قد ربطت أيضا بين سماح المدرسة لطالباتها بارتداء الحجاب، وبين استمرار تقديم الدعم لهذه المدارس رغم مخالفتهما لتعاليم الدستور الأمريكي العلمانية التي ترفض اتخاذ قرارات بناء على اعتبارات دينية، وما من شك أن الدعم المقدم من جانب الولايات الأمريكية لهذه المدارس شديد الأهمية بالنسبة لها بعد تراجع الدعم العربي والإسلامي خصوصا بعد أحداث 11 سبتمبر.
صعوبات
وتجد المدارس الإسلامية صعوبات شديدة للوفاء بالتزاماتها المادية حتى إنها لجأت في فترة معينة للاستعانة بمدرسين من المنطقة العربية أو مدرسين غير مؤهلين حتى تستطيع استكمال هيئات التدريس، وهو الأمر الذي حظي باعتراضات من الجهات الأمريكية التي اشترطت إخضاع هؤلاء المدرسين لاختبارات ثقافية ودينية وضمان عدم تبنيهم لأي أفكار متطرفة.
حملات إعلامية
وتواجه المدارس الإسلامية في أمريكا التي يزيد تعدادها على 200 مدرسة حملة إعلامية شديدة من جانب اللوبي الصهيوني، الذي زاد من ضغوطه في الفترة الأخيرة على هذه المدارس باتهامها بالتحول إلى أوكار للإرهاب ونشر الفكر المتطرف لدى الشباب والنشئ، حتى إن الحملة عدت هذه المدارس بمثابة طابور خامس تقدم دعماً لوجيستياً لمنظمة القاعدة وخلاياها بهدف الإضرار بالأمن الأمريكي وتغير النظام الثقافي والاجتماعي الأمريكي ومحاولة فرض النمط الثقافي الإسلامي على الولايات المتحدة الأمريكية.
وطالب اللوبي الصهيوني بوقف الدعم المقدم لهذه المدارس والذي يصل إلى 7 آلاف دولار إذا لم تخضع هذه المدارس لمطالب بعض الولايات.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد