البلاغة الإيجاز، وفي الشعر العربي قصص حب رويت في بيت شعر واحد، وهذه نماذج منها:
قال الأعشى:
علقتها عرضا وعلقت رجلا *** غيري وعلق أخرى غيرها الرجل
فهذا صاحبنا يقع عرضا في حب فتاة هيفاء عندما مر صدفة بحيّها، ثم اكتشف أن هيفاءه تذوب حبا برجل وسيم غيره، ولكم كان حظ الهيفاء نكدا عندما اكتشفت أن فارس أحلامها الوسيم متيم بحب حسناء نجلاء من الحي المجاور.
ومما يروى في الاستشهاد بهذا البيت ما ينسب إلى أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه - أنه قال لشيعته من أهل العراق: و الله! لوددت لو أني أقدر أن أصرفكم صرف الدينار بالدراهم عشرة منكم برجل من أهل الشام! فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين! أنا وإياك كما قال الأعشى:
علقتها عرضا و علقت رجلا غيري وعلق أخرى غيرها الرجل
وأنت أيها الرجل علقنا بحبك و علقت أنت بأهل الشام وعلق أهل الشام بمعاوية.
وقال الشاعر شمس الدين بن العفيف الملقب بالشاب الظريف:
رأى فحب فرام الوصل فامتنعوا *** فسام صبرا فاعيا نيله فقضى
وهذا بطل قصة أخرى رأى فتاة تخطر في حيه فوقع حبها في قلبه، فأرسل أمه تخطبها على سنة الله ورسوله فرفضوا طلبه لأنه فقير وليس معه شهادات، فشكى أمره إلى الله وتعلق بأهداب الصبر يتجرع مرارته وتكتوي به جوانحه حتى شفه الوجد و زاره ملك الموت.
وقال ابن رشيق القيرواني:
وأحب ليلى وهي ليس تحبني ***وتحبني لبنى ولست أحبها
وهذا شاب تعلقت به فتاة اسمها لبنى، غير أنه لم يبادلها هذا الحب وتكبر عليها وتعرف على ليلى ذات الدلال والرشاقة فتعلق بها، غير أن ليلى صدته بحزم وتكبرت عليه لانه فقير وهي غنية.
ويقول أحمد شوقي في بيت يصلح أن نسميه قانون الحب:
نظرة فابتسامة فسلام *** فكلام فموعد فلقاء
لذا كانت النظرة الأولى لك، ثم تغض الطرف فتسلم، وإلا اقتحمت عليك ابتسامة جرت خلفها سلاما تبعه كلام ذو شجون لا ينقضي إلا بموعد فلقاء...
وأخيرا يقول قيس بن الملوح:
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى *** فصادف قلبا خاليا فتمكنا
فهذا شاب في مقتبل العمر كان غافلا عن أمور الحب والغرام إلى أن لفت انتباهه يوما جمال ابنة الجيران فأحس أن فؤاده يخفق بقوة وملكت عليه شغاف قلبه.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد