رسالة إلى من يهمه الأمر أو رسالة إلى من يملك بقية من إحساس..


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 سيدي الكريم..

 امرأة لفظتها الأيام وتقاذفتها الأقدار لم يعرف الأمان طريقاً إلى شاطئها تتخبط بين الظلمة، والظلمة، واللجة، واللجة.. رياح السموم أبت إلا أن تهزها وما حملها على الثبات إلا بقية من (جذور متينة)......

 

 تلومون المرأة سيدي.. تجعلونها أصل الخطايا والبلايا تظلمون المرأة سيدي فلم تعد المرأة أنثى.. غدت رجلاً.. غدت عاملاً.. موظفاً.. سلعة استهلاكية... غدت أما محرومة من حنان الأمومة.. أنثى مجروحة  الكبرياء.. مطعونة في أرق الأحاسيس... مرمية على أطراف الزمن..

 

  تدعون سيدي إلى مجتمع يتمسك بحبائل الأخلاق تحيطون بكل ما يحتاجه هذا المجتمع ليكون مجتمعنا صالحاً؟؟... تنسون المرأة (وهي أصل الخطايا).. ليتكم تنقبون في زوايا البيوت المهملة.. في زوايا الأرصفة، والحوانيت ليتكم سيدي لا تجتازون الأقنعة الملونة، إلى أقنعة أشد ذكاء وإتقاناً.. لا تظن سيدي أنني أتجرأ حين أقول ذلك فكثيراً ما تحمل تلك الأقنعة الملونة وراءها من الطهر ما لم تستطع إخفاءه أشد الأقنعة إتقاناً...

 

 ليت منكم عصبة تبحث في زوايا النفس الإنسانية الأنثوية ترد إلى الأنوثة أنوثتها، إلى المرأة كيانها المهدور تطبق الإسلام حقاً في مكان تبعدون عنه الإسلام وكأن ذاك المكان قاذورة نتنة.....

 

 كثيرون ممن يحملون لواء ديننا الحنيف، ويدعون إليه، أمام الناس هم ألوية، شعارات.. ولكن تعال إلى بيوتهم.. نقب خلف جدرانهم وفروعهم تراهم أبعد الناس عما يجري.. لفظوا تلك الفروع، تخلوا عنها وكان الأحرى بهم أن يتعهدوها بالرعاية، بالحسنى، بما يأمر به ديننا العظيم تركوا تلك الزهور التي أينعت فوق تلك الأغصان تركوها في الوحول تغمرها تتقاذفها رياح السموم.. وفي النهاية... كبوا عليها الزيت وأحرقوها.....

 

 غريبة تلك الأقدار، الأصل الطيب المغمور بالوحل يأبى إلا أن يتشبث ببعض مما نما عليه على الرغم من كل الوحول التي حاولت جرفها إليه! ! لماذا لا يعودون إلى ردة عظبمة لا ردة إلى الجاهلية والوثنية... ردة إلى ديننا العظيم دون أن ينصبوا أنفسهم قضاة.. حكاما.. وجلادين.......

 

 فأنتم.... يا.. من نصبتم أنفسكم وجعلتم المرأة في قفص الاتهام نسيتم أنها من ضلعكم خلقت وبها كلفتم، بالحنان.. بالرعاية.. بالأبوة.. نسيتم كل شيء إلا غرائزكم نحوها... ثم بالأقدام دستموها وتركتم دماءها على الطرقات ليتجرعها أشباهكم غصصاً وأشواك أنين....

 

 نسيتمونا أيها الآباء.... أيها الأزواج، والإخوة، ولما حدنا عن الطريق أدنتمونا... ومع هذا لم تكلفوا خاطركم حتى مجرد إلقاء نظرة على بقايا أشلائنا.......

 هل تراني سيدي استطعت أن أوصل إليك صدى جرح أدمى القلب، وأودى بالروح أشلاء مبعثرة في طرقات الظلام؟؟؟؟؟؟

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply