مواجهات


 

بسم الله الرحمن الرحيم

تعرف قيمة الزمان..وشرفه..

أكيد!!

تدرك قيمة عمرك..

تعلم أنّ كل يومٍ, يمضي هو لَبِنة تُنقضُ في بناءِ عمرك..

كلّ ليلة ٍ, تودّعك وتُسبل سوادها على خطاياك لن تعود..

كل نهـــــار ٍ,مضى..

في زحمة الأصوات والضحكات.. والقهقهات..

لن يعـــــــود..

إلى قيام الساعــــــة..

لاشك أنّك تعلم هذا كلّه!!

أكيد!!!

وتعلم أيضاً..

أنّ كلّ يوم ٍ, تُشرقُ شمسهُ..

يُطالبُك بمزيد..

وكلّ يوم ٍ, تُودّع شمسه ُ..

في حُمرة الأفق.. تتوارى عن أعين ِالنّاظرين

تحملُ صفحات من عملك.. حُبِّرت..

وجفَّ.. مدادهــــــــــا

 

ولن تعود... !!!

تعلم ذلك... أكيد!!

ولعلك..

تعلم..

أنّ خزائن فارغة صعدت إلى مولاها في ختام يوم ٍ,

لن تضرّ أحداً...

إلا

أنت..

وأنّ خزائنَ ملأى

بحسنـــــــــــات ٍ, مشرقات..

لن تنفع أحداً

سواك...

فما بالُ

يومك

كأمسك ؟؟!!

ما بالُ حياتك

باهتة لا تضجٌّ بالحركة..

ما بال موات الشعور

يسيطِّر على حياتك..

وتمضي.. حياتك.. هكذا.. بلا معنى..

وهل للحيــــــاة معنى

إلا بالقرب من الله..

وتعطير يومك..

بوقفة لله..

مع نفسك..

ماذا تنتظر؟؟

هل أنت صادق في أنك تعرف

بين يدي من ستقف؟؟!!

ماذا أعددت.

ترى ماذا قدمت.. في يومك هذا..

لن أبعدَ بك..

ماذا عملت في يومك.. هذا..

صحائفك

صعدت

ورفعت..

فماذا دوّنَ فيها..

أترك الجواب لك؟؟

هيا

ابدأ..

لا تتأخر..

الحق..

وأتبع.. تقصيراً

استغفاراً ومحاسبة..

لكن لا تنس..

أبداً..

أنّ من فاته مراقبة

نفسه..

وعمله..

ضيّع ما جمع..

بل ضاعت نفسه.. منه..

 

**إضــــــــــــــــــــــــــاءة**

العمر قصير.. وعلينا أن نستغله فيما ينفع.. فأوقاتنا شواهدٌ علينا..

 

(2)

تشتكي من الملل والضجر

تشعر بالطفش

تتلفت في أرجاء المنزل

تشعر بأن جدرانه تزيدك اختناقاً

تغادر المنزل فراراً من كل شيء

تتنقل في الأسواق

تقطِّع نهارك

بين زيارات

ومتنزهات

ومطاعم

واستراحات

ومهاتفات

ثم تعود من جديد

إلى حجرتك

تقلب بصرك فيها

تندس في فراشك

هروباً

من نفسك

لمَ لم يتغير شيء؟!

الحجرة تضيق

بل جدران صدرك هي التي تضيق

تكاد

تختنق بأنفاسك

أنت تفكر

الآن

ماذا أفعل.. كي أفرّ مما أنا فيه؟؟

تجيب نفسك: لاشيء.. لم أفعلهُ حتى الآن.. !!

الوجوه التي أراها

هي نفسها

الطعام

نكهة واحدة

الضحكات

هواء في فراغ

الأصحاب

متآمرون معي

في خدعة الهروب

 

ماذا أريد ؟؟

ولماذا هذا الضيق ؟؟

حقاً

لا تعرف سبب الضيق!!

تأمل

كيف تقضي نهارك

وليلك؟؟

هل أنت محافظ على صلاتك في الجماعة؟

كيف أنت وقراءة القرآن.. أظنك لم تقرأه منذ سنة!!!

هل تحافظ على أذكار الصباح والمساء؟

هل تذكر الله؟

كيف هي خلواتك؟

كيف هي طاعاتك؟

كم معصية ومخالفة اقترفت هذا اليوم؟؟

إذا تمكنت من إجابة صادقة عليك..

وليس لي..

ولا لنا...

ولا لهم

إنما إجابة لنفسك أنت

ذلك أنك من سيقف بين يدي مولاه وحده

بلا ترجمان

وسيسألك

عن عمرك كيف مضى؟

وعن وقتك كيف انقضى؟

وعن شبابك كيف أبليته؟

وعن عملك.. كيف كان؟

وعن مالك.. فيما أُنفق؟

فهل أعددت للسؤال جواباً؟!

توهم نفسك على تلك الحال

لامعين

ولا أنيس

ولا منقذ

لوحدك ستجيب

فبماذا ستعتذر ؟؟

أنت الآن

في دنياك

حتى الآن لم تقفِ بين يدي مولاك للسؤال

وسؤالك الذي مضى لاشك أنك وجدت له إجابة..

ألا تعرف حقاً ما سبب الضيق ؟؟!!

ألم تفكر يوماً

أنّها...

المعاصي

والمخالفة

والتقصير

وهجر الذكر

حين تحيط بصاحبها فتلتف حول عنقه لتخنقه..

فهلا عدت إلى مولاك قبل فوات الأوان.. ؟

(3)

جميلةٌ هي الحياة.. أليس كذلك!!

كل من هم في عمرك يتمتعون بطيبات وملذات الحياة

وأنت تختلف عنهم

كم حدثنك أنكِ تقتل شبابكِ الغضّ

وتجهز على أحلامك الوردية في مهدها

سخروا منك كثيراً

توقّف بك الفكر

فاستأذنك

صوتٌ يعلو بداخلك

لمَ تضيق على نفسك

مازلت شباباً

عش كما يعيشُ الأصحاب

خذ من ملذات الدنيا ما تشاء

فربُنا غفورٌ رحيم

لن يعذبك

لن يُعذبك أليسَ هو الغفورُ الرحيم

وتبتسمُ الأماني في سماءِ هواك

وتتراقصُ..

وتحلُم

وتحُلم

وتحلُم

وتصنع جناحاً ورديّاً من الحلم

به تُحلّق وتطير

بعيداً

عن كلِّ القيود

هناكَ

حيثُ

لا مللَ ولا ضجرَ

حرّ نفسك

أنت

وقيادك

بيدك

لكن..

مهلاً...

أعطني

من وقتك

لحظات ِاستماع ٍ,

هل تجود!!

تُرى

إلى أينَ أنت ماضٍ, في طريقك

هل ساءلت النفسَ يوماً!؟

ما نهايةُ طريق ِشهوة ِالمخالفات؟

هبَ أنّ الدنيا بحر ُملذات ٍ, تَعبُ منهُ عبّاً

أتراك ِ تزداد ريّاً!!

قف!!

وساءل النّفسَ

أجاجُ شهوة ٍ,هل يزيد النفسَ رياً أم عطشاً!!؟

لاشك أنّك ذقت من الملذاتِ ما ذقت

وكلنا ذلك الإنسانُ

تُرى

وحاول أن تعيش الصدق َمع نفسك

أينَ الملذات التي عشناها وذُقناها

قبل سنوات

بل

قبل دقائق

ترى ما قيمتها

في ميزان الحسنات

وما ثُقلها

في ميزان الخطايا والسيئات؟!

فيا شامخ الخطاِ

سر إلى رضا الرحمنِ

سيراً متفرداً

واعلم أنّ لكلِّ طريقٍ, نهاية

فهل حدثت نفسك

بنهاية الطريق ِ الذي ستبلغ!؟

لحظة ُتوقف ٍ, مع النفس

لتحظى بالجواب

منك... وإليك...... ولك

كن بخير

فنحن في مازلنا في دار الدنيا.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply