تعددت القضايا الصحية المهمة في العالم في عام 2005م، وزاد تأثير هذه القضايا على سكان المعمورة، حتى خصصت منظمة الصحة العالمية لها أياماً وأسابيع عالمية تدعو فيها الدول والهيئات والأفراد لرؤية أبعاد المشكلات، وإيجاد الحلول المناسبة لها.ما زال الإيدز، وأمراض القلب، والسكري، والسرطان، والسل، والملاريا، والتدخين والانتحار أهم عناصر الملف الصحي.
ليس المسلمون بمنأى عن هذه المشكلات، ولكنهم للأسف قد يكونون بمنأى عن الاشتراك في حلها من خلال نظام الإسلام، وأخلاقه، وشرائعه. وللإسلام في كل قضية نظرة عميقة وفكرة رشيدة، سواء بنظرته الشمولية: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى\" وينهى\" عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون (90) (النحل)، أو بفكرة الوقاية التي هي خير من العلاج.
وقد أوجب الإسلام المحافظة على النفس والعقل، وهذه هي غاية الطب، يقول العز بن عبد السلام: \"إن الطب كالشرع وضع لجلب مصالح السلامة والعافية ولدرء معاطب الأسقام. الذي وضع الشرع هو الذي وضع الطب، فإن كل واحد منهما موضوع لجلب مصالح العباد ودرء مفاسدهم\". لقد دعا الإسلام إلى التداوي، والبحث العلمي لاكتشاف الدواء. قال النبي {: \"تداووا عباد الله فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء إلا داء واحداً، الهرم\" (صححه الترمذي). وفي ابن ماجه: \"ما خلق الله من داء إلا وجعل له شفاءً علمه من علمه وجهله من جهله إلا السام\"، والسام الموت.
مناسبات صحية
وقد حفل العام الماضي بعدة مؤتمرات وأيام ومناسبات صحية عالمية، ومن بينها كان مؤتمر المنظمة بشأن الجوانب الصحية لكارثة تسونامي، واليوم العالمي للتوقف عن التدخين، والأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية. ونذكر هنا الأيام الأخرى.
8 مارس يوم المرأة العالمي:
يموت أكثر من نصف مليون امرأة كل عام خلال الحمل أو من الولادة نتيجة عدم توافر الرعاية الصحية. ونصف المصابين في العالم بالإيدز هم من النساء، وإذا صغر السن كانت النساء 75% من المصابين. وفي بعض الدول (60%) من النساء يتعرضن للأذى البدني والجنسي ويزداد ذلك في مناطق الصراع واللجوء.
24 مارس يوم السل العالمي:
في العام الماضي حدثت 9 ملايين إصابة جديدة بالسل، حيث يعود المرض من جديد! وهو يتسبب في نحو مليوني وفاة في العام، ويحصد حياة 5 آلاف شخص يومياً. 89% من الوفيات تقع في العالم (النامي) وبين الشباب في المقام الأول. وإذا لم يُكبَح جماحه سيحصد أرواح 35 مليون شخص آخر خلال العشرين سنة القادمة.
25 إبريل يوم الملاريا في إفريقيا:
في العالم يوجد 300 مليون حالة ملاريا حادة تؤدي إلى وفاة مليون شخص كل عام، نصيب إفريقيا هو 90% من حالات الوفاة هذه، وتأكل 40% من كل ميزانيات الصحة.
6 يونيو تقرير السرطان:
يتسبب السرطان في موت 7 ملايين شخص كل عام، ويتوقع ارتفاع العدد بنسبة 50% خلال ال 15 سنة القادمة.
14 يونيو اليوم العالمي للتبرع بالدم:
80 مليون وحدة دم يتبرع بها الأفراد كل عام، ولكن نسبة قليلة تأتي من العالم النامي (39%) رغم أن نسبة السكان فيها 82% وبالتالي يتم استيراد الدم.
10 سبتمبر اليوم العالمي لمنع الانتحار:
استرعي اليوم العالمي لمنع الانتحار انتباه العالم إلى الأشخاص الذين ينتحرون سنوياً والذين يقدّر عددهم بنحو مليون شخص. وركّزت المنظمة على أنّ منع الانتحار أمر يعني الجميع وليس الخبراء فقط. وحثت المجتمعات المحلية والأفراد والمهنيين والمتطوعين على المشاركة في الأنشطة الرامية إلى إذكاء الوعي بهذه المشكلة الصحية العامة وعلى اقتراح مبادرات وأساليب جديدة لمنعها.
25 سبتمبر يوم القلب العالمي:
12 مليون يموتون في العالم جراء الأزمات القلبية والجلطات المخية ولا يفرق هذا المرض بين الأغنياء والفقراء. وخطورته أن الثلثين يموتون قبل الوصول إلى المستشفى، وفي حالة الجلطة فإنه حتى مع وجود العلاج فإن 60% يموتون أو يصابون بعاهات ومضاعفات. وللوقاية: تقليل الوزن، وممارسة الرياضة، الطعام الصحي الخالي من الدهون علاج زيادة الدهون بالدم التوقف عن التدخين تقليل السكر اكتشاف وعلاج مرض السكر مبكراً اكتشاف وعلاج مرض ضغط الدم المرتفع.
13 أكتوبر التحدي العالمي لسلامة المرضى: من الإنجازات الأساسية التي حققها التحالف العالمي من أجل سلامة المرضى، صياغة تحدٍّ, عالمي لسلامة المرضى. \"الرعاية النظيفة رعاية أكثر مأمونية\"، كان ذلك عنوان التحدي الذي يجمع بين المبادئ التوجيهية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية بشأن نظافة اليدين لدى تقديم الرعاية الصحية وبين العمل الجاري في المجالات التالية: مأمونية الدم، ومأمونية عملية الحقن، وتعزيز مأمونية الممارسات السريرية، ومأمونية المياه، وإدارة وسائل النفايات.
9 نوفمبر الاجتماع بشأن أنفلوانزا الطيور:
ظهرت أنفلونزا الطيور في الصين وفيتنام وكمبوديا وماليزيا وتايلاند.
كان يعتقد أنها تصيب الطيور فقط إلى أن ظهرت أول حالة إصابة بين البشر في هونج كونج في عام 1997م. ويلتقط الإنسان العدوى عن طريق الاحتكاك المباشر بالطيور المصابة بالمرض.
ويعكف الباحثون في الوقت الراهن على تطوير مصل مضاد للمرض. بالمناسبة يمكن أن تستمر في أكل الدجاج دون قلق لأن الخبراء يؤكدون أن فيروس أنفلونزا الطيور لا ينتقل عبر الأكل.
14 نوفمبر اليوم العالمي للسكري:
170 مليون مريض بالسكر في العالم، متوقع تضاعفه بعد 25 سنة. يمكن أن تلمّ بمرضى السكري مضاعفات وخيمة، مثل الفشل الكلوي أو العمى، ولكن كان التركيز بالنسبة للمنظمة على مضاعفات المرض خاصة في القدمين، وأن الإهتمام بالقدمين يقلل نسبة 80% من حالات بتر القدمين (والتي يسبب السكري نسبة كبيرة تصل إلى 70% من كل حالات بتر الأطراف السفلى). وذلك من خلال اتّباع استراتيجية تجمع بين الوقاية، وعلاج قرحات القدم، وتثقيف مرضى السكري والمهنيين من مقدمي الرعاية الصحية.
1 ديسمبر اليوم العالمي للأيدز:
45 مليون يعيشون بالمرض، 6 ملايين أصيبوا في عام 2005 المجتمع، ومات من المرض في العام نفسه 3.6 مليون منهم سبعمائة ألف طفل. كان الموضوع هو \"لنضع حداً للأيدز ولنف بالوعد\". وذلك نداء إلى الحكومات وراسمي السياسات والأفراد لكي يحققوا الغايات التي اتفقوا عليها من أجل مكافحة الأيدز وفيروسه، مثل إعلان الالتزام بمكافحة الأيدز والعدوى بفيروسه الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي تعهّدت بموجبه جميع الدول الأعضاء باتخاذ إجراءات بخصوص الأيدز، وذلك في المجالات التالية: القيادة والوقاية، والرعاية والدعم، والعلاج، والحد من سرعة التأثّر، وحقوق الإنسان.
الأيدز وتعاليم الإسلام:
يؤكد العلماء اليوم أن الجلد الصحي والسليم هو مقاوم جيد للأيدز. وهنا نتذكر تعاليم الإسلام في الوضوء خمس مرات في اليوم، والذي يعتبر أفضل صيانة مستمرة للجلد وإكسابه مقاومة لكل الأمراض حتى الإيدز! كما أشارت الدراسات إلى أن احتمال العدوى بالأيدز يزيد كثيراً أثناء الاتصال الجنسي المخالف للطبيعة أي إتيان المرأة من دبرها، وهنا نتذكر أن الإسلام حرّم ذلك. ويقول العلماء أيضاً: إن احتمالات العدوى بالأيدز تزداد بوجود دم أثناء الجماع، وهنا أيضاً نتذكر الحكمة من تحريم إتيان الرجل زوجته وهي حائض. لنستمع إلى الأمر الإلهي: ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى\" يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين 222 (البقرة). ويؤكد جميع الباحثين اليوم أن أفضل طريقة للقضاء على الأيدز وتجنّبه هو إيقاف كل أنواع الاتصال الجنسي غير المشروع.
وبعد لقد حرم الإسلام كل ما يضر بالجسم أو يمرضه، وحرم كل ما يضر بالعقل أو يخل به، فالصحة الجسمية والعقلية ليست ملكاً للفرد وإنما هو مستأمن عليها ومطالب بحمايتها. ولذلك كان من واجب المسلم أن يحافظ على هذه النعمة ويحذر عليها من التبديل والتغيير بإساءة التصرف لئلا يحل به العقاب، بمقتضى سنة الله الثابتة، قال - تعالى -: ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب 211 (البقرة). وبيَّن الإسلام طرائق متعددة تعين المسلم على المحافظة على صحته مثل الصوم، وتحريم الخمر والمخدرات والتدخين، والزنى واللواط، ومن ذلك أيضاً التأكيد على المحافظة على الوضوء والغسل والنظافة العامة والموضعية كغسل اليدين عند الأكل وتقليم الأظفار، قال {: \"خمس من الفطرة: الختان، وحلق العانة، ونتف الإبط، وتقليم الأظافر، وأخذ الشارب\" (رواه النسائي)، ومنها التأكيد على تناول التغذية الحسنة السليمة باعتدال ووفق المعايير الصحية قال - تعالى -:وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين 31 (الأعراف).
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد