يمشي.. و يمشون


 

بسم الله الرحمن الرحيم

يمشي... يمشي... و يمشون... لا يتوقفون... يحملون ما يحملون... و يحلمون... يمشون... يتوقفون هنيهة... ينظرون و يبكون من توقف لن يمشي أبدا... وينطلقون... ويمشون... يمشون... يمشي معهم... مذ عقل لا يفعل إلا أن يمشي... يلهث حينا... حتى يتعب... ويرتاح حينا دون أن يتوقف عن المشي طبعا فلم يتوقف أبدا كالماشين كلهم... إلا لحظات ليبكي المتوقفين...

 

و حين توقفوا غابوا عن الأنظار و ما عاد ممكنا أن يعلموا عن مصيرهم شيئا... أو قل... يعلمون... يتجاهلون...

 

أثقالهم تثقل مشيتهم... لكنهم لا يتخففون... ينوءون بها في كثير من الأحيان... و يمشون... يضع المتوقف أحماله حين التوقف لا تصاحبه... يحملها عنه مع أحماله البعض... يتكالبون من أجل الفوز بحملها رغم الثقل.. يتدافعون...

 

يستعمل كما أمثاله بعض ما يحمله إبان المشي... لكن أكثر ما يحمل يطرح حين التوقف دون استعمال... لكن لا أحد فكر في تخفيف حمل الأثقال حين المشي... يمشون... و دون هوادة... استمرؤوا استشعار الثقل... يضنيهم... لكن كما الآخر يفعلون...

 

مسيرة تستمر منذ الازل... يتوقفون كل واحد في موعد حين ينتهون... يعلم هو أيضا أنه متوقف يوما ما... يقف البعض أنذاك... يفكرون... يتأملون حول المشي...يبكي البعض منهم... يتألمون... لكن الحقائب تغري بالمشي مجددا... حقائبه يقتسمون... يحملون... و يمشون...

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply