سلاما لبنان


 

بسم الله الرحمن الرحيم

مالي أرى الجو فيه ضباب كثيف؟

 

والطيور هاجرت إلى ما لا نهاية.. وأصبحت أرضك ترقص على صوت القنابل وأضوائها.. لا عجب.. فقد اعتادت على ذلك..

 

مالي أرى الموت قد صار ضمن ألعاب أطفالك؟ مالي أرى العراء قد احتوى أهلك؟

 

يا إلهي.. أبكي على لبنان.. أرثي لها.. مسكينة هي.. حرب دمرتها.. حرب وقعت على ثراها.. ما ذنبها هي؟؟

 

كل ذرة تراب اختلطت بدم أبنائها..

 

مسكينة مراتع الخضرة.. مسكينة ضفاف أنهارها.. كل شيء فيها يحكي دمارا.. أشلاء.. رعبا.. ماذا اقترفت لبنان.. ؟

 

لبنان.. حبيبتي.. وشقيقة أرضي.. هل يمكنني أن أصرخ صرخة تدوي في أنحاء المعمورة.. أعبر فيها عن قهري؟؟

 

لبنان.. ما بالك لا تسمعين. لا تتكلمين.. لبنان.. أُخمدوك.. وأخمدوا حياتك.. لبنان أرجوك.. لا تيأسي.. قاتلي بأشجار زيتونك.. قاتلي بأوراق زهرك.. قاتلي بأطفالك.. لا تخافي. مع أن الخوف صار يمثل جزءا من شخصيتك..

 

لبنان.. أرجوك قاومي ولا تستسلمي..

 

منعوا عنك الدواء والماء والغذاء.. منعوا عنك حليب الرضع. لا عجب. فهذه ليست أول مرة يفعلها اليهود..

 

أعرف ألمك.. أحس به.. أتقطع قهرا.. أذوب حسرة أتطلع من حولي.. إلى قارب نجاة يوصلني إلى ربوعك المظلمة لأواسيك وأخفف عنك.. ولكن.. لا شيء.. كل من حولي سراب.. كل من حولي غثاء كغثاء السيل

 

أبحث عنك لبنان.. أبحث عنك بين النار والعذاب.. أبحث عنك..

 

لبنان.. ترى هل سيستحي القمر من الطلوع في ليلك؟؟ ليضيء شيئا من ظلامك.. ؟ أو هل ستستحي شمس الحقيقة من الإشراق.. لأنها لا تستطيع رؤية الإجرام والظلم..

 

لبنان.. أنا لا أرى ليلك من نهارك.. ما أراه هو الضباب المختلط بأنواء الثكلى والجرحى.. الذي يحركه في كل ثانية صوت مدفع أو دبابة أو بندقية.. نعم لبنان.. صارت في هذا الزمان.. أرض القهر والألم والرعب..

 

لبنان... هل سأرسم صورتك في الربيع على صفحة الماء.. أو في الخريف على ورق الشجر؟؟ لا أدري.. لكن ما أدريه هو أني سأخلد اسمك.. وأسعى لتحريرك....

 

لبنان... أعرف أنك قد مللت الشعارات والكلمات.. وأعرف أيضا أن غبارك الغامض الذي غرقت في ظلماته.. سينقشع يوماما.. وتظهر شمس الحقيقة وقمر الأمل.. ودنيا الأمان..

 

وسلاما لبنان.. سلاما إليك وإلى شعبك العظيم.. سلاما لا مني فقط.. بل من كل من لم تمت النخوة عنده.. سلاما حبيبتي......

 

أما أنت فلسطين.. فأنت الحلم الأكبر.. أنت النور الذي سيشرق في دجى العرب.. أنت التي صمدت.. ستين عاما.. تقاتلين.. تضحين.. لا تملين..

 

فلسطين.. تأكدي أنك في ارواحنا.. طيف قدسك لا يغادر مخيلتنا.. أنت.. حلم كل عربي وكل مسلم..

 

لك فلسطين.. أهدي الشوق والعشق.. لك. لذلك الإسم الذي اختلطت في حروفه غصة في القلب ودمعة في العين.. وبعض قطرات من دم تزين حروف اسمك الشامخة.. وإصرار بالعودة والإنتصار..

 

فلسطين..هذه تحية بسيطة أوجهها لك ولأبناء شعبك..

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply