أمرتني نفسي بعصيان خالقي ..
ولم تكتفي نفسي بتزيين العصيان ..
بل وزاد الشيطان لذة الذنب في نفسي..
فنظرت يمنة ويسرة فلم أجد بخلوتي إنس ولا جان ..
فهممت بأن أعصي وأشعر بلذة وهمية..
بعدها حسرات وندم وآلام ..
فعلمت أن حولي ملائكة تكتب أعمالي وأقوالي ..
فلم أبادر بالعصيان ونفسي تزيّنها لي ولم يتركني هوايا ولا الشيطان ..
لأنني علمت أنني سأكون شاذ في الكون .
كله يسجد لله ويسبح له .. إلا أنا سأكون مُختلف عن المخلوقات ..
الشمس بعظمتها وحرارتها تسجد للعظيم -جل جلاله- ..
والطير يسبح للجبار علام الغيوب ..
وأنا الضعيف أعصي القوي- سبحانه- ..
فاصح من غفلتك يا مسكين !!
يا نفسي قفي .. فالله رقيبك .. وحسيبك ..
فأين تهربين وتفرين يوم المحشر .. إذا سألك ربك عن سبب عصيانك .
فدمعت عيناي .. لأنني أحب الله .. ولكن لماذا العصيان ؟
أتريدين أن تنجين على الصراط مع المتقين .. وأنت يا نفسي لم تستشعري بالغيب مراقبة الرحمن !
وتريدين عصيانه في الظلمات أو الخلوات بأي طريقة !!..
فتذكرت وأنا بسكرات الموت تمر أعمالي ..
الصالحة والسيئة أمام عيني ..
كشريط الفيديو وبعدها لا تنفع حسرات ولا دمعات..
إلهي .. إني تركت الذنب خوفاً منك وحبا لك يا رحمن ...
فأظلني تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك ..
وإني تركته من أجلك يالله ..
فعوّضني خيراً منه يا حي يا قيوم..
وصلى الله على نبينا محمد .. وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين, ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين ..
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد