مدخل: حينما رأيت شجرة عملاقة في أرض قفر وقت الغروب.. كانت شموخ المغتربين
حزين هذا الغروب.. كئيبة هي لحظاته.. رحلت شمسه بعد أن شاخت وهرمت من وطأة الغربة القاتلة..
تجولت خواطري عبر الأفق البعيد.. تتأمل تلك الشجرة.. التي وقفت شامخة وحيدة.. وسط أطلال المغيب..
تقف وهي تحتضن كل الآمال وكل الآلآم.. تعبر عن رسوخ جذورها وقوة جذوعها لا تبالي بغربتها ولا تألم لوحدتها تعلم أن الله خالقها جعلها كذلك
تماما كغربة المؤمن في هذه الحياة
وأنزلني طول النوى دار غربة *** يجاورني فيها من ليس مثلي يشاكله
يصارع رياح الأهواء وحيدا.. يقف بوجه الأعاصير وحيدا يشهد غروب أيام الأرض وحيدا ويموت واقفا وحيدا
إذا ما الناس في الأوهام تاهو
وضاع الركب واحتارت خطاه
فهل من ملجأ إلا الإله
ينجيهم ويهدي من يريد
طوبى لذلك الوحيد.. طوبى له في حياته وطوبى له بعد مماته (طوبى للغرباء) كما قال حبيبنا - صلى الله عليه وسلم - طوبى له إذا نادته الملائكة ضمن من تنادي (ألا تَخَافُوا وَلا تَحزَنُوا وَأبشِرُوا بِالجَنَّةِ الَّتِي كُنتُم تُوعَدُونَ)
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد