كن كما عهدناك


 

بسم الله الرحمن الرحيم

وقفت بهم الركائب

ولن يتجاوزوا العقبة

فهم أقل من أن يحوزوا ما بعدها

وبعدها الشمس

للصادقين العطاء

(فكن ابنا للشمس)

هكذا قال الراوة

و ابتسمت غيمة عابرة

سمعت نصحهم

لا يعرف القمم إلا أهلها

و لطيور الليل مواويل تشبه النهار

لكنها ليست منه

فبين الضوء و الظلمة

حقائق و مسافات

و سيكون على المرء أن يكون على فراش الموت

كابن الوليد

و يكشف في جسمه مواضع الجراح

أو في قلبه الوهن

فلا تكشف حينها إلا مواضع سيوف لم تقتلك

و ندوب سهام اجتزت أخطارها

و عشت لتكون عبرة

و سينظرون إلى الأفق المعتم

حين الغرغرة

و لن يروا غير هباء منثور

قدموه لغير وجه الراحلين إليه

فلا تستقبل إن عقلت غير وجهه

فكل الوجوه إلى هلاك

و كل الأماني إلى هباء

و أنت الحامل في جنبك حرية أصحابك الرائعين

من طينة العزة خلقت

و من ظهر بلال استللت ظهرك

و أحببت الصقور و القمة

و كم كنا نرى في عينيك أجنحة تحلق

فرجاء لا تخذلنا حين نطلب منك غدا أن تفرد الجناح

و هل تذكر؟

كانت عيناك بسعة أحلام أمة

و مواجع أمة

فلا تكن غير أب للمظلومين

حين يصطف غيرك مع الدخان

و لا بالله

لا تفجعنا في قلب عرفناه في جنبك

يسكنه الفقراء

و الصعاليك

و الناظرون في الشمس

هي الفتنة يا صاح

تقلب الكبار صغارا

فانظر حولك إلى الفرحين بيوم سينقضي

و بعز سيزول

انظر إليهم يؤدون أنشودة الخداع

و يرقصون في زمن الدجل الأسود

تكرههم العاديات

و يكرهونها

و يحبون نخلة من ذهب

و هل للنخل غير خضرته

و الرمل الذي يحضنه

كنت رائعا كمن يعرفون أنفسهم

و تعرفهم أنفسهم

و كانت الضابحات على حدود الجرح تعرفك قامتك

و تطلق في رئتيك الصهيل الجميل

و سيأفل نجم هنا

ثم هناك نجم

و نجمان و ألف

و حقل من زهور الضوء السماوية

و سيقفل القافلون نحو المقابر

يحملون في أكفهم المقطوعة أكياسا من هواء

يفتحونها على كثبان النهاية

ليكتشفوا أن الرجل قلب

و حين يخذل الرجلَ قلبُه

تورق في جنبيه شجرة الدخان الخادعة

فلا تكن إلا على الشاطئ الشرقي

مقابلا لقمة الصقور

كما عرفناك

أما الآخرون فأقل من أن يذكرهم القلب

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply