العريس مرفوض لهذه الأسباب


 

بسم الله الرحمن الرحيم

في خضم يوم مزدحم بالعمل، جاءت رنا إلى مكتبنا، يا إلهي كم اشتقت إليها! ويا إلهي كيف تأخذنا الدنيا بهمومها ومشاغلها فحتى المثاليين منا في علاقتهم الاجتماعية يقصرون، ونبقى في زمن قصر فيه الكثير بحق الأحاسيس والمشاعر والعلاقات الأخوية النبيلة، وكما هي العادة هذه الأيام يأخذنا العتاب في التقصير قبل السلام والترحيب، قلت لها \"كم اشتقت إليك يا....\" وكنت أحب أن أناديها مداعبة بلفظ معين، وبدا عليها الإرهاق فقلت في نفسي عله العمل أو متطلبات الحياة التي لا تنتهي، سلمت عليها ثم دارت بنظراتها في غرفة مكتبي وسألتني عن وقتي وعمليº لأقرأ أنا رغبتها في حديث \"أصدقاء\" منفرد.

 

قالت \"هناك عريس\" فأجبتها رائع، جميل، على بركة الله، ورغم أنها تصغر مجموعتنا سناً إلا أنني كنت أراها أكثرنا حاجة للاستقرار الاجتماعي فهي التي لم توفق منذ التخرج في العمل رغم حبها الشديد للمهنة، تركت كل شيء وانتبهت لها كي نطبق الأحلام التي نتحدث عنها دائماً على هذه الفرصة التي جاءتها، اعتقدت أن القلق الذي بدا عليها طبيعي في مثل تلك الأمورº خاصة عندما تترك الكرة وملاعبها في يدها وقرار دائماً صعب يجلب الخوف لحياتينا القادمة.

 

تسرقني العبارات أو أسرقها أنا كي أقف على مقاطعها الأخيرة، وتبدأ بسرد المواصفات والخيارات، فأرد أنا جميل جداً بإذن الله خير، سردت كل الإيجابيات كعادتنا نحن البنات في مثل تلك الظروف ووقفت عن \"بس\"، من الطبيعي أن تكون \"بس\" لكنها يجب ألا تكون في الدين أو الأخلاق، أكملي يا \"رنا\" ماذا حدث؟ أجابت هو فعلاً موظف، ومقبول الشكل والأحسن حسب وجهة نظر أمي أنه وحيد في بيته، توفيت أمه وتوفي أبوه، لم تهمني تلك النقطة فعلى قدر أهميتها عند الآخرين فنحن في النهاية لا نتزوج حمى أو حماة.. أكملي.. قالت: سأل أبي عنه.. فسألتها بشوق وماذا قالوا عنه، قالوا إنه.. بس، عدنا لـ \"بس\" في وقتها.. بس عصبي، أجبتها.. العصبية ليست مشكلة أنا وأنت والطفل والجميع مهما كانت طبيعته يتعصب ويغضب، ثم بدأت تسرد التفاصيل التي اتفقت على كونه عصبياً \"خطب قبلي وفسخ خطبته بعد أن ضرب خطيبته.. أقيل من مهنة محترمة جداً، وفي مهنته الحالية يحدث مشاكل ومهدد بالفصل، ما إن انتهت من حديثها حتى قلت لها: قولي لااااا يا رنا... قولي لاااا... الأمر واضح جداً، هذه حياة ومصير وليست علاقة تعامل وعمل أو دراسة تنتهي بدون خسائر.

 

وتابعت.. لماذا وقفتِ هنا وكأنها آخر الفرص لك، بإذن الله الفرصة قادمة قريباً، ثم سألتها: هل صليتِ استخارة؟ أجابت.. للمرة العشرين صليت استخارة والليلة كانت آخر مرة.. أصبحت على كلمة \"لا\"، لكن أمي انهمرت علي بتعداد المزايا من جديد: موظف.. جميل.. يعيش وحده.. لديه بيته وسيارة، فعاد التردد والخوف والقلق من جديد، ثم اتصل الوسيط ليعرف رأيي، لكنه طلب من أبي أن يخبر العريس ألا \"يأتي\" لأنه متعلق بي جداً ويخاف عليه من الصدمة، وهنا مربط الفرس إذا كان صديقه لا يستطيع أن يخبره بذلك وهذا حقها فهذا يعني أن المشكلة لا تقف عند \"عصبي\"، فهو تمسك بها حسب تحليلنا لأنها هادئة وطيبة، هو لا يعرف أن في هدوئها قوة، أو أن في طيبتها حدوداً للتحمل أو على الأقل أنني أنا صديقتها!!

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply