قصة النملة والعنكبوت


 

بسم الله الرحمن الرحيم

تسللت نسمات باردة اخترقت شقوق الباب لتصل إلى تلك الزاوية المهجورة من المنزل مؤذنة بقدوم الشتاء..مجموعات النمل تسير بانتظام كأنها عقد بديع تجمع مؤنة الشتاء وكلها نشاط وهمة سلسلة طويلة تبدو للناظر إليها لا نهائية..يا لهذا النظام! ما أقوى هذه النملات.. تأخذ كل ما في طريقها مهما كان ثقيلا فلا يوجد صعب ما دمن متحدات.. استمرت السلسة تمضي في طريقها..

لحظة.. هناك نملة كسرت السلسلة وانفصلت عن المجموعة.

إنها تسير وحيدة تبحث عن شيء ما.. ها قد وجدته.. طعام يكفيها ومجموعتها كل الشتاء، لكنه كثير ولا يمكنها أن تحمله وحدها.. هل تعود وتطلب المساعدة؟ ربما عليها أن تأخذ شيئا منه فلا يعقل أن تعود خالية الوفاض، لكن هناك مشكلة.. ذلك العنكبوت، إنه يحدق إليها منذ أمد.. لكنه لا يحرك ساكنا، ربما لا يشكل خطراً.. كيف بإمكانها أن تعرف؟

ظلت تنظر إليه.. لم يبارح مكانه.. ها هي تتقدم ثم تتراجع.. لم يتحرك.. تتقدم ثانية ثم تعود للتراجع.. لا يزال ساكنا في مكانه.. لقد عرفت الآن أنه غير مؤذ.. عاودت التقدم ولكن دون تراجع هذه المرة راحت تنظر بسعادة إلى فتات الخبز.. سوف تحمل بعضه ثم تنادي مجموعتها لأخذ ما تبقى.

توقفت فجأة.. هناك شيء لزج يلتصق بجسمها وقبل أن تدرك كنهه وجدت نفسها ترتفع عن الأرض وذلك الشيء يلتف حولها ويطوقها دون أن تستطيع حراكا أو مقاومة.. استمر ذلك الشيء يغطيها شيئا فشيئا حتى اختفت خلفه وانقطعت عن العالم الخارجي..

تأكد العنكبوت أن خيوطه قد غطتها تماماً ثم علقها على جانب من شبكته وعاد إلى مكمنه يراقب مجموعة النمل بانتظار فريسته التالية.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply