نظرت إليها.. ! شدت انتباهي.. ! راقبتها.. ها هي ذي تنحدر مسرعة.. من أعلى زجاج سيارتي.. مغادرة مثيلاتها اللاتي سكن في أماكنهن.. ! كأنها تبحث عن شيء مهم فقدته.. ! تسير عبر خط متعرج.. تبطئ.. ! تسرع.. ! أسمع عزمها.. !:
ـ لن أتوقف.. لابد من الوصول..
تنظر إلى أعلى.. ! تهمس في صمت: بعدت المسافة.. بدأن في الجفاف.. ! يجب عليّ أن أسرع.. لن أستسلم للذوبان.. ! لن يضمرني الجفاف.. !
أسمع صوت الرعد.. يدوي في أذنيّ.. ويكاد يخطف البرق بصري.. ! أنظر إليها.. تنظر إلى السماء بعينين زائغتين.. أرهقهما البكاء.. ! أشعر بتيهها.. ! أسمع أنينها.. !
تصرخ بصوت مكتوم.. أين أنت يا أمي.. ؟ هل ذهبت بك الرياح العاصفة؟!.. هل أذابتك حرارة الشمس المتوهجة؟!.. هل تنتظرين سعيي إليك؟!.. أتعبني طول المسير؟!.. أهلكني اعوجاج الطريق؟!.. \" يزداد هدير الرعد.. ! \"\"أكاد أصم.. ! \"
ينهمر ماء السماء.. ! أحرك مسَّاحات زجاج سيارتي.. أين قطرة المطر.. ؟!.. أجرفها السيل.. ؟!
لا.. ها هي ذي.. تقف شامخة في منتصف أعلى زجاج سيارتي.. !!
اخضرت إشارة المرور.. انطلقت بسيارتي..
ممتاز