الدائرة .. والمستقيم ... ؟


 

بسم الله الرحمن الرحيم

رباه..

- أرح قلوبنا، من همّ برّح بنا.!!.

- من مزعجات، حركت ضيقا في نفوسنا.!!.

 

- من سخفاء، داروا بنا في ثنايا الضجر.!!.

 

رباه..

 

- لا نطيق شيطانا في صورة ملك.

 

- أو كذابا في لباس صدق.

 

- أو ظالما في عباءة عدل.

 

- أو مفسدا في هيئة مصلح.

 

يحبون من الخطوط الدوائر، أما المستقيمات فقلوبهم لهن كاره.

 

تراهم في الخط المستقيم.. فإذا هم قد انحرفوا إلى خط مائل مقوس، حتى إذا استكملوا نصف دائرة، ارتدوا في وجهة معاكسة للمستقيم.؟؟!!.

 

ثم يعودون في خط مائل مقوس، ليكملوا الدائرة، فيماسوا المستقيم من جديد.

 

وأهل الاستقامة يرقبون، فكلما تماسوا معهم، ظنوا بهم خيرا، وأمّلوا، لكنهم سرعان ما يخيبون الظنون، بعودتهم إلى الدائرة من جديد.

 

فما لهم في الاستقامة من أرب، إنما حظوظ ومصالح دنية جلبتهم.. ليقولوا: {إنا معكم}.

 

فنقطة التماس نقطة ضيئلة.. لا تمثل شيئا في دائرة، كلها عن الاستقامة غريبة.

 

الناس سبقوا، وابتعدوا، وتقدموا.. وهؤلاء مكانهم يدورون، كلما مسّوا نقطة في المستقيم، خدعوا من كان مارا بها، وبه خدعوا، وفتنوا؟!!.

 

- دائرتهم علمتهم: ألا يرعوا ذمة، ولا يحفظوا عهدا، ولا يقيلوا عثرة.

 

- علمتهم: تتبع السقطات، وافتعالها، وإلصاق التهم بالأبرياء.

 

- علمتهم: صناعة الكذب، وبيعه، عليه يعيشون: يحيون، ويموتون.

 

هم جزء من هذا العالم، لكنهم الأسوء: {عليهم دائرة السوء}.

 

وفي العالم الآخر هم الأسوء كذلك، {في الدرك الأسفل}.

 

- لهم الذكر، لكن باللعنة.

 

- لهم صولة ولسان، لكنهم عند الجد، ينكصون كشيطان.

 

إنا نعرفهم: نعرفهم من لحنهم.. من مشيتهم.. من فعالهم.

 

ثقلاء، بغضاء، كرهاء.. عليها دائرتهم، وعليهم دائرتهم.

 

ونحن مضطرون لسماع ما يقولون، وقراءة ما يكتبون، من سخافات، وأغلوطات، وسفسطات، وقرمطات، وباطنيات، ودائريات.

 

مجبرون على تنشق دخانهم الكريه، والاقتراب من ألفاظهم الغادرة.

 

فهم في طريقنا كل مكان، متطفلون في كل وسيلة وديوان، وهم في حالة دائمة في دوران.

 

وذاك سبب ضجرنا، واستغاثتنا.. رباه.

 

خلقتهم، فجعلتهم فتنة لنا، وبلاء علينا، وأنت الأعلم والأحكم.

 

- فامنحنا الصبر على لأوائهم، والصمود في احتيالهم.

 

- هب لنا حكمة أعظم من مكرهم.

 

- وفطنة أكبر من خداعهم.

 

{اهدنا الصراط المستقيم}، وثبتنا على الصراط المستقيم.

 

واصرف عنا الدوائر، وكف شرور أهل الدوائر.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply