بسم الله الرحمن الرحيم
توصل باحثون في مركز مونيل للحواس الكيميائية بولاية فيلادلفيا الأمريكية، إلى سبب وجيه آخر لإضافة زيت الزيتون إلى قائمة الغذاء الصحي، بعد أن تبين احتواؤه على مركب طبيعي يشبه في عمله الجزيئي مسكنات الألم المتداولة حالياً.
وأوضح هؤلاء الباحثون، في دراستهم التي نشرتها مجلة \" الطبيعة \" الطبية، أن المركب الكيميائي، الذي اكتشف وجوده في زيت الزيتون يشبه دواء \"أيبوبروفين\" المسكن للألم في عمله، مما يعني أن هذا الزيت الصافي يمنح نفس الفوائد الصحية، التي تقدمها الجرعات المنخفضة من الأدوية المسكنة المضادة للالتهاب، كتقليل مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، وبعض أنواع الأمراض السرطانية وداء الزهايمر.
وتوصل الباحثون الأمريكيون إلى هذه الاكتشافات، بعد تذوق عينة من زيت الزيتون الصافي، التي سببت شعوراً مميزاً باللسع في الحلق، بنفس الطريقة التي يسببها مسكن الأيبوبروفين، الأمر الذي شجع عزل المركب الطبيعي، الذي أطلق عليه اسم \"أوليوكانثال\"، وتصنيعه، واختبار نشاطه وتأثيره.
وأظهرت الاختبارات أن هذا المركب منع إنتاج الأنزيمات المسئولة عن الألم والالتهاب، وتعرف باسم \"كوكس 1\" و \"كوكس 2\"، تماماً كما يفعل دواء \"أيبوبروفين\"، إلا أن نشاطه أقل بكثير من المسكن الدوائي، إذ يحتاج تحقيق الأثر المسكن والمضاد للالتهاب بنفس جرعة \"أيبوبروفين\" المخصصة للكبار، إلى تناول 500 جرام من زيت الزيتون الصافي، وهي كمية كبيرة جداً، لا ينصح بتناولها، ولكن هذه الاكتشافات تشجع على إضافته إلى الغذاء، وتبني العادات الغذائية المتوسطية، التي تعتمد على السمك والخضراوات الطازجة وزيت الزيتون بالدرجة الأولى.
وأشار الخبراء إلى أن الغذاء المتوسطي يقدم نفس التأثيرات والفوائد الصحية، التي يحققها تعاطي قرص من الأسبرين يومياً، لافتين إلى أن بالإمكان استبدال المنتجات الدسمة والدهنية، التي يزخر بها الطعام الأمريكي السريع، بزيت الزيتون الغني بالأحماض الدهنية غير المشبعة المفيدة.
تجدر الإشارة إلى أن الفوائد الصحية لزيت الزيتون نالت مصادقة فيدرالية رسمية سابقاً، إذ أقرت إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية أن هذا الزيت يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية التاجية بنسبة كبيرة.
وكانت الدراسات السابقة قد أثبتت أن مسكنات الألم وخصوصاً \"أيبوبروفين\"، تقلل مخاطر الإصابة ببعض السرطانات، وتمنع تجمع الصفائح الدموية، وتشكل الخثرات الخطرة التي تغلق الشرايين، كما تبين أنها فعالة في تقليل مستويات البروتينات الدماغية الضارة المسببة لداء الزهايمر.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد