الصوم في الإسلام


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الباحثون:

الدكتور محمد منيب ييجين، الدكتور طورخان صويصال، الدكتور أشرف أديب كحا، الدكتور محمد يشار جيل، الدكتور مصطفى ثونالدي، الدكتور أكين ثوندر، الكيماوي زكي آري، الكيماوي أبو بكر بقان، الكيماوي عبد الباقي آغباش، الدكتور حسين طوسن سه سيز، الكيماوي إدريس آي قوش، المترجم الى العربية الدكتور حسين وارؤل.

تركيا

 

الخلاصة

أخذت عينات، من الدم من أناس يبلغ عددهم مائة شخص، منهم 66 ذكورا، و 34 إناثا من بقاع اجتماعية مختلفة وأعمار مختلفة، وذلك مرتان: إحداهما قبل شهر رمضان المبارك والأخرى في أواخر الشهر الكريم.وقام البحث في مصل (Serum) هذه العينات الدموية المحصلة بأصولها المناسبة، في هذه المواد التالية وحللت:

مجموع بروتين (Protein)، (آلبومينات جلوبلينات (Albuminplus globulins) مجموع شحم (Total lipid)، مجموع شحم، مجموع كوليسترول (Cholestarol)، حامض الشحم المجرد، وسكر دم الجائع، صوديوم، بوتاسيوم، حامض يوريك، بوريا (Urea)، شحم غلسرين (Triglycerids).وبجانب ذلك قد حلل مصل هذه العينات الدموية الكتروفوريك (Lipoprotein electrophoretic fractionation)

وقد وزنا هؤلاء الأشخاص الذين أخذت منهم هذه العينات الدموية ثلاث مرات: قبل شهر رمضان، وأواخر هذا الشهر وبعد شهر منها.

ولوحظ أن هناك فروقا هامة في هذه المواد المذكورة، وفرقا بسيطا في الوزن وفي تريكلسرات المصل، مع عدم أي تغيير في مستويات مجموع بروتين، مجموع كوليسترول، يوربا (Urea) وحامض يوريك.

وبحوثنا هذه قامت على الأفراد الأصحاء، وشوهد أن الشيء هناك تشابه بين جوع رمضان والجوع الطويل الناشيء عن جوع الإضرابات عن الأكل. أما المرضى فلم يشملهم بحثنا هذا.

 

ا لمدخل:

الصوم لغة: الإمساك وشرعا: الإمساك عن المفطرات حقيقة أو حكما في وقت مخصوص لقصد العبودية لله - تعالى -مع النية. والصوم من أسس الديانات الإسلامية وقد فرض لمدة شهر كامل في السنة، على كاد مسلم عاقل رشيد صحيح غير مريض والصائم يأكل ويشرب مرتين متكاملتين في الليل، ولا يأكل في النهار ولا يشرب ولا يجامع، والأغذية في شهر رمضان تختلف عن سائر الأيام، فيعتني الصائمون بوجبة الإفطار أكثر من أية وجبة أخرى، فتزيد فيه الحلويات والمشروبات وترتفع القيمة الغذائية لمائدة الإفطار عن الموائد الأخرى المعتادة عادة. والأطفال والمرضى والمسافرون والحوامل من النساء والمرضعات وذوات الحيض لا ينبغي عليهم أن يصوموا شهر رمضان في حالة وجود أعذارهم هذه، ويقضونه في وقت آخر بعد انقضاء أعذارهم. أما الشيوخ الأصحاء القادرون على الصوم، عليهم أن يصوموا شهر رمضان.

فشهر رمضان إذن شهر رياضة نفسية وروحية، وغلبة على النفس الأمارة بالسوء ورقي إلى الإنسانية الكريمة والعبودية الشريفة.

 

ماهية التغيير الفسيولوجي (Physiological) الحاصل في بدن الإنسان في شهر رمضان لم يثبت تجريبيا، والأطباء الموجودون في البلاد الإسلامية يترددون تجاه مرضاهم، ترى بأي شيء يوصونهم أن يأكلوا وهل يصومون أو يفطرون إذا أحسوا في نفوسهم سوءا بسبب الصوم في شهر رمضان؟ وعلى أمل أن نجد أجوبة لمثل هذه التساؤلات قمنا بهذا البحث وبالله التوفيق.

 

عناصر البحث والمنهج:

أخذت عينات الدم من مائة شخص، منهم 66 ذكورا و 34 إناثا في أول شهر رمضان، وفي آخر النهار أي بعد جوع استغرق 16 ساعة تقريبا، وكررت هذه العملية بعينها في آخر الشهر الكريم من نفس الأشخاص، لنعلم الفرق بين العينتين وأثر الصوم المستمر شهرا في العينة الثانية بالنسبة للعينة الأولى، ولاحظنا ما يلي:

في مصل (Serum) دم الجائع بروتين (1)، مجموع شحم (2)، فسفو شحم 31)، مجموع كوليسترول (4)، حامض الشحم المجرد FFA)3)، غلوكوز Glucose) 4)، صوديوم وبوتاسيوم وحامض يوريك (5)، يوريا rea)(6) وتريجلسرا يد. (غليسرين شحم-Triglyceride) 7).

هذه المواد قد عينت بالمنهج الذي بيناه في الجدول رقم (1). وقد وزنا 54 شخصا قبل أيام قليلة من شهر رمضان وفي آخر الشهر الكريم، وبعد شهر أيضا من عيد الفطر، وحللت نتائجها إحصائيا.

 

الحاصلة ومناقشتها:

كما أثبتنا في الجدول رقم (1)، لم يحدث أي تغيير في مستويات بروتين المصل، ومجموع ليبيد ومجموع كوليسترول، حامض اليوريك، يوريا (Urea)، بينما حدثت ارتفاعات هامة في فسفوليبيد وصوديوم وبوتاسيوم، شاهدنا هبوطا عاما في مقادير سكر الدم للجائع FFA وترجلسرايد (Triglyceride)، كما شاهدنا هبوطا جزئيا بسيطا في وزن الجسم، وإن كان هذا غير مهم من الناحية الإحصائية. ثم لاحظنا أن هذا النقص الوزني قد تكامل في الشخص بعد شهر واحد من عيد الفطر.

 

ومما لا شك فيه أن شهر رمضان هو أنسب الشهور نموذجا للباحثين لبيان الفرق في التغيرات الحاصلة في جسم الإنسان فيما بين أكله مرات عديدة في اليوم وبين أكلة أو أكلتين فقط متكاملتين يوميا.

 

جاهل (Cahill) وزملاؤه قد قامرا بعدة تجارب علمية على مجموعات من الناس مؤلفة من خسة أو ستة أشخاص وعلى بعض الحيوانات، وذلك للوصول إلى نتائج مدى تأثير الجرع الطويل على تحولات كيماوية في خلايا الأجسام، ولكننا لم نصادف تجارب وبحوثا جدية تكون قد أجريت على صوم رمضان بالذات إلا بعض جهود بسيطة بذلت في التجارب على بعض الحيوانات وأفراد الإنسان أثبتت هذه التجارب أن تناول الأغذية في نوبات متفاوتة متغيرة له أثر ملموس على تحولات في خلايا الجسم.

 

وقد قام فدايل (Fedail) أيضا وزملاؤه (12) ببعض تحليلات في الدم في شهر رمضان وبحثوا عن التغيرات الحاصلة في تركيبات، الدم، بل ركزوا بحوثهم على بعض الهرمونات أكثر مما في التركيبات الدموية، وشاهدوا عدم حدوث أي تغيير في هذه الهرمونات، لا في أول شهر رمضان، ولا في آخره. وقد وافقت نتائجهم نتائجنا في حامض اليوريك و (Triglycerides) ووزن الجسم. إلا أن نتائجنا هذه لا توافق نتائجهم (بالنسبة إلى مستويات الكوليسترول) (Cholesterol levels)، لأنهم أثبتوا أن مستويات كوليسترول الدم قد زادت في آخر شهر رمضان، بينما أثبتنا نحن عدم تغيرها.

 

الازدياد المشاهد في صوديوم وبوتاسيوم المصران قد ينشأ من ازدياد امتصاص المصران الخالي الناشىء من الجوع، ومن الناحية الأخرى ثبت عدم أي تغيير في الثقل الإضافية لمصل الدم (Serum dansity) في شهر رمضان. أما ثبوت ازدياد مستوى فسفوليبيد المصل آخر شهر رمضان من الممكن أن نفسره بأنه قد حدث هناك مؤثر يمنع حدوث أتروسكلروسس (Atherosclerosis) في الجسم، لأن فرسفوليبيدس (Phosphlids) تمثل ألفا ليبوبروتين (Atherosclerosis). وفي المعتاد أن نسبة بيتا ليبوبررتين (Beta-lipoprotein) إلى ألفا- ليبوبروتين من 5، 2 تقريبا. ولو زادت هذه النسبة على هذا المقدار يزيد بالتالي احتمال وقوع أثروسكلروسس.

 

نحن أثبتنا في تجاربنا هذه بأن نسبة بيتا- ألفا 5، 4 1- 1، 0 45 هي 68، 0 - 06 3. 1 قبل شهر رمضان، و) 4 5 وه- 81، 9 (2 و 114- 1، 83 (في آخر أيام الشهر الكريم. والفرق بين هذين المقدارين له أهمية من الناحية الإحصائية (Statistically) (1،،. > أ، 602، 2=t) وهذا يفيد بأن شهر رمضان، شهر شفاء من الناحية الأثروسلكروسسية (Atherosclerosis)، ولم نشاهد أسيتون (Acetone) في البول، لا في أول شهر رمضان ولا في آخره، ولم يوجد فرق هام في مقدار حامض اليوريك المطروح بالبول في آخر شهر رمضان بالنسبة للقيم المأخوذة في أول هذا الشهر. ومن المعروف جدا أن مستوى مصل حامض الشحم المجرد (FFA) يقل قبل الأكل عادة، ومن السهل إذن أن نقول: إن سبب قلة مستوىFFA في شهر رمضان، والذي أثبتناه في هذا البحث، هو طول جوع صيام شهر رمضان بالنسبة إلى الجوع المعتاد.

 

في الصوم الإسلامي نأكل أكلتين متكاملتين، وهذا يمكن أن يجعلنا نستغني عن أن نستعمل شيئا من احتياط الشحم، ولكننا إذا صمنا في الأيام الطوال مع النشاط الجسمي الزائد، فلا بد أن تستعمل احتياطات السكر بأسرها تقريبا، فحينئذ يضطر الجسم لتحريك بعض احتياطات ليبيد ليقابل هذا النقص. والذي أثبتناه من تقليل سكر الدم في بحثنا هذا يستند إلى هذا السبب بعينه.

 

هذه التغيرات التي أثبتناها ليست لها أهمية بالنسبة للجوع المطلق، ولكن هذه التغيرات يجب أن نبحث بحثا مفصلا من ناحية احتمال تأثيرها على بعض المرضى، وبذلك فقط يتضح للطبيب الأوضاع التي يمكن أن تكون خطيرة للمرضى. وقد أشير إلى فروق التغيرات البيولوجية الحاصلة بين الجوع المعتاد وجوع الصيام والجوع الطويل الناشيء عن الاضطراب عن الأكل مثلا.

 

فالخطوط العريضة الموجودة في هذا تفيد غلبتها بالنسبة للخطوط الرفيعة وفي الأيام المعتادة يأخذ الإنسان جلوكوز (Glucose) بمقدار كاف له، ويخزن في الجسم أيضا بشكل جلايكوجين (Glycogene) ويستهلك من جلوكوز بمقدار معتاد، و كلايكونيوكنيز (أي توليد جلوكوز من المواد الأخرى) بمقدار جزئي أيضا، وتتكون Acetyl-CoA من Pyruvate بمقدار كاف. ودخول Acety0Coa في سكلوس Krebs واستهلاكها معتاد، وتتحول حوامض أمينو (Amino) التي تؤخذ من الأغذية إلى Acetyl-CoA بدرجة كافية اعتيادية أيضا.

 

في الساعات الأربع والعشرين الأولى من الجوع المطلق تصرف الكربوهيدرات الاحتياطية (Carbonhydrate) بتمامها تقريبا، وفي الأيام المتتالية من هذا الجوع تبدأ تصرف أولا ليبيدات خلايا الشحم، ومن ورائها بروتين العضلات.

 

وأكثر حامض Pyruvate التي تتشكل من حوامض آمينو (Amino) تتحول إلى حوامض الحماض (Oxaloacetate). وأحد منابع حامض الحماض يأتي أيضا من حامض الإسبارتات (Aspartate)، وحامض الحامض هذا سيتحول إلى جلوكوز (Glucose) مارا على فوسفو أنول بيرووات (Phosphoenol pyruvate) وبينما كان ينبغي أن يدخل حامض الحماض إلى سكلوس (Krebs)، وهي بالأولوية تصرف لـ Cluconeogenesis، فإن Acetyl-CoA التي تتشكل من تحريك الشحم لا يمكن أن تستعمل من قبل سكلوس، ولهذا تتحول معظم Acetyl-CoA إلى أجسام كاتونية (Ketone bodies) التي هي عبارة عن Betahydroxybutiric acid aceid and acetoacetic acid and acetone.

 

وحيث أنه يؤكل مرتان يوميا في الصوم الإسلامي، فلا حاجة عموما لاستعمال تمام احتياطات كربوهيدرات، إلا في الأيام الطوال فقط من الصوم، ومع النشاط الجسمي الزائد تستعمل هذه الاحتياطات بالإضافة إلى إحراق قسم من الليبيدات لاستمداد الطاقة اللازمة للجسم، وممكن أن يدخل تمام Acetyl-CoA المتحصلة، في سكلوس Krebs.

 

حيث أننا لم نستطيع أن نثبت أي أستون (Acetone) في البول فتحولات خلايا الجسم (Metabolic Pathways) التي تشاهد في الصوم الإسلامي لا تشبه التي تحمل ني الجوع المطلق. إلا أن هناك تقاربا بين هذه التحولات-Meta bolic tablic tableau) التي تحصل خارج شهر رمضان، بل إن تجنيد كربوهيدرات واحتياط ليبيد (Mobilization of carbonhydrate and lipid reserves) تحصل عند الصوم الإسلامي أكثر مما تحصل في الأيام الأخرى المعتادة.

 

الخاتمة:

وفي الختام، نستطيع أن نلخص فنقول: إنه بفضل صوم رمضان يتجدد الجلايكوجين (Glycogen) بالاستمرار في جسم الإنسان وتزيد تجنيد احتياطات ليبيد (Mobilization of lipid reserves) ويكون قد منع الجسم من أن يأخذ طعاما زائدا عن الحاجة، ويؤدي ذلك إلى إمكان تقليل فضلات التحولات في خلايا الجسم، وبالتالي ينال الجسم راحة نسبيا لمدة شهر واحد من ناحية مجاري أعضاء الهضم والكبد والكلاوي وما إلى ذلك.

وهذه النتيجة تفيد من الناحية الأثروسكلورسسية (Atheroscledosis) إفادة أمان وصحة لإنسان القرن العشرين الذي يئن من الأعباء الثقيلة التي يحملها على عاتقه.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply