أفيون طبيعي لتحسين "المزاج"!


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

أفيون طبيعي تفرزه أجسامنا لترويق المزاج مجانا وحلال، في حالة التعرض للألم أو الاكتئاب، و عند إصرار البعض علي الانصراف عنه إلي ما هو صناعي وحرام، وقعوا في الإدمان وحرموا من فوائد هذا الأفيون الطبيعي. 

و مفهوم الإدمان نفسه تطور منذ عام 1977م عمًّا كان شائعًا من قبل، حيث بدأ استخدام مصطلحات الإدمان Addiction والاعتياد Habituation التي كانت سائدة من قبل يقل تدريجيًّا، وأصبح المصطلح الشائع منذ عام 1985م هو سوء استخدام العقار Substance Abuse، ومن مضامين المصطلح الجديد ما يلي: 

1 - العقار عبارة عن أي مادة يؤدي تعاطيها إلى تغيٌّر بعض أو كل وظائف الكائن الحي.

2 - سوء استعمال العقار هو عبارة عن مغالاة مؤقتة أو مزمنة في تعاطي عقار أو أكثر بما يتعارض مع ما هو مقبول طبيًّا.

3 - الاعتماد على عقار أو أكثر من عقار هو عبارة عن حالة نفسية وأحيانًا جسمية تنجم عن تفاعل بين الكائن الحي والعقار، وتتسم بأنماط سلوك واستجابات تشمل دائمًا ميلاً قاهرًا لتعاطي العقار باستمرار، أو في فترات منتظمة من أجل تأثيراته النفسية المضادة لآلام الحرمان منه.

ولعل من أقوى دلائل وجود اعتماد جسدي على العقار ما يلي: 

أ - إحساس ذاتي بنزعة شديدة للتعاطي عادة ما تنتاب المدمن أثناء محاولته الإقلاع عن التعاطي أو التخفيف منه.

ب - رغبة داخلية في الإقلاع مع الاستمرار في التعاطي.

جـ وجود تكيٌّف عصبي ينعكس في ازدياد قدرة الجسم على تحمل تأثير العقار المتصاعد في الكمية.

د - ظهور أعراض الانسحاب Withdrawal Symptoms في حالة الامتناع عن التعاطي، ومن ضمن الأعراض الاشتهاء الشديد للمخدر، والإحساس بعرق بارد وارتعاشات وتقلصات في البطن، وازدياد اللعاب ورغبة في القَيء وإسهال وأرق ورغبة في التثاؤب لا يمكن السيطرة عليها، والقلق والرغبة في الانتحار.

هـ - البحث عن العقار بأية وسيلة ولو بارتكاب الجرائم، وفي نشرة عام 1988م لشعبة الصحة العقلية التابعة لمنظمة الصحة العالمية والخاصة بالاختلالات العقلية والسلوكية والنمائية، ثم تعريف أعراض الاعتماد Dependence Symptoms بأنها عبارة عن متلازمات Syndromesفسيولوجية وسلوكية ومعرفية تدفع الشخص لوضع أولوية لتعاطي عقار أو مجموعة عقاقير بما يطفئ على الأنشطة الأخرى التي كانت لها لديه أهمية في الماضي.

وتقول النشرة: إن الناحية الأساسية لأعراض الاعتماد هي الاشتهاء الشديد والقاهرة أحيانًا لتعاطي المواد المخدرة أو التبغ أو الكحول الذي قد يكون مسموحًا به طبيًّا أو غير مسموح به\".

 

ويعتمد تشخيص الإدمان على الظهور:

1 - الاشتهاء شديد للعقاقير أو الإحساس برغبة مُلِحَّة لتعاطيها.

2 - الإحساس الداخلي بفقدان القدرة على التحكم في سلوك التعاطي من حيث الشروع والانتهاء ومستويات الاستهلاك.

3 - التعاطي من أجل إزالة أعراض الانسحاب والشعور بجدوى هذا التصرف.

4 - ظهور أعراض انسحاب فسيولوجية مثل الهُذاء والذِّهان.

5 - ظهور علامات الاحتمال، وأهمها زيادة الجرعات للوصول إلى نفس النتيجة التي كانت متاحة في الأصل بجرعات أقل.

6 - الانتظام في التعاطي بحيث يكون بنفس الطريقة خلال أيام الأسبوع وعطلة نهاية الأسبوع، رغم الضوابط الاجتماعية المحددة لأسلوب التعاطي المناسب.

7 - الإهمال المتزايد لأنشطة الاستمتاع الأخرى لصالح التفرغ للتعاطي.

8 - الإصرار على الاستمرار في التعاطي رغم وجود براهين لمضار التعاطي، والمضار قد تكون طبية مثل تليٌّف الكبد، وقد تكون اجتماعية مثل فقدان الوظيفة، وقد تكون نفسية كما في حالات الاكتئاب.

9 - كون الانتكاس Relapse بعد فترة انقطاع عن التعاطي يؤدي إلى ظهور أعراض اعتماد أخرى غير موجودة لدى الأشخاص العاديين (منظمة الصحة العالمية، شعبة الصحة العقلية 1988).

وفي عام 1991م تم اكتشاف نظام طبيعي داخل الجسمº للتغلب على الألم والوقاية من الإحباط وتقليل أثر المُنَغِّصات الناجمة عن سلبيات الاحتكاك بالبيئة الخارجية، ويعتمد هذا النظام على إفراز أفيونات طبيعية بشرية عند الشعور بالألم البدني أو النفسي، وتقوم هذه الأفيونات بتخفيف الآلام وإعطاء الإنسان قوة إضافيةº لتحمل المشاق والمصاعب بل المصائب. ويُفَسِّر بعض العلماء القدرة العالية لمن لديهم ثوابت إيمانية على تحمٌّل الصعاب واجتياز الأزمات، بأن لديهم قدرة خاصة على إفراز المزيد من هذه المواد نتيجة لتفاعلات كيميائية - عصبية.

وتقل كفاءة هذا النظام الأفيوني الطبيعي Opioid System البشري مع استخدام المواد الأفيونية الخارجية أو المُخَلّفة، وفي النهاية يتعطل النظام الداخلي ويصبح الجسم معتمدًا على الجرعات الخارجية وتصبح الطبيعة تحت رحمة البيئة، مما يؤدي إلى ظهور أعراض الانسحاب واستمرار ظهورها حتى يحدث توازن كيمو - حيوي جديد.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply