لأنك يوماً، ملأت الكون بهجة
وتغنّت باسمك قلوب وألسن
لأن الأمهات هَدهَدن أبناءهنَّ بالحديث عن جمالك وعدلك
لأن مُزن الخير لا تريد الهبوط إلا بأرضك
لأنك يوماً
مسحت دموع المقهورين
وأخذت بأيدي العاجزين
لم تطارد الشجعان
بل أكرمتهم
ولم يفزعك الجبارون
بل ألنت قلوبهم
لأنك ذلك كلَّه ومثله معه:
أنت اليوم مطلوب حياً
فلا مكان لك بين الموتى
* * *
على كل الحدود وضعوا صورتك الفاتنة
شوّهوها ورسموا فوقها دماء وحراباً
لكنها ظلت جميلة
يطلّ من عينيك الصبر كما يغني الحب
يعلو جبينك الإباء، وتراب الجهاد يعفِّرُه
يانقاء الصباح
وبشرى المنتظرين الوعد
أنت مطلوب حياً
إذ لا مكان لك بين الموتى
* * *
من كل الجهات تصلك الحجارة والحراب والشظايا:
من الجاهل، والذين يعقلون
من الذين، عبثاً، يبحثون في أوراقهم عن تهمة أو نقيصة
ممن ظنناهمُ الأبناء وعهِدناهمُ الأصدقاء
ممن يعلّموننا التسامح والعفو
ممن يغزلون أفخاخ السلام
ممن يحاربون أسماءك وألوانك ولغاتِك
رباه
كم الذين يطلبونك كثيرون
وكم أنت تحت كل جلد وتحت كل لون ووراء كل لهجة صدق
* * *
أيها المارد الوسيم
أيها الحبيب العتيق عتقَ العزة والكرامة والحرية
العالم كله ينتظرك
ويعرف أنك آت
عبر الحدود والسدود تنتقل
تسري بيسر الجداول
وشفافية النسائم
وحرية العصافير
تحدّق عيناك الجريئتان في صورك وتبتسم
ورجال الحدود يتظاهرون بأنهم ما عرفوك
وكلما مررت من أمامهم قالوا: أهو هو؟
لايبدو قبيحاً ولا مخيفاً
إنه يبتسم ويمسح على رؤوس الأطفال
كما يمسح دموع الرجال
يحمل أحزاننا وأوجاعنا
ويهزّ في أعماقنا المقهورة نداءاتِ الحرية
لعله الوعد
فلا تقتلوه عسى أن ينفعنا
* * *
أيها المارد الوسيم
لا تتأخَّر أكثر.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد