حطام امرأة .. وجدوها..!


 

بسم الله الرحمن الرحيم

كان الحديث عاماً، ثم تحوّل إلى خاص، في (موضوع) بعينه. أجهشت بالبكاء.. رقيقة القلب.. رهيفة الإحساس:

 

- تعبت من اللوعات..!

 

نهرها.. ربما ظن أن الحديث عن جراحات القلوب، نوع من الاحتجاج على القدر:

 

- أي لوعات.. أمر مكتوب..!

 

كان يعبر عن إرادة قوية، وقدرة على الصمود، غير عادية. هو نفسه اكتوى بالفجيعة و (اللوعة).. لكنه مشى على الجرح.. وقاوم.

 

رفعت نظري إليه.. أبى، وما زلت أهابه. حيث نظرت إليه يملؤني رجولة.. ومقاومة، وصمودا (!! )..

 

قلت:

 

- صحيح.. هناك لوعات، لكن المسلم محل ابتلاء.. ويثاب على الصبر.

 

أردت أن انتصر لها.. أدعم فؤادها الملتاع.. حيث (اللوعة) قدر مشترك، ووجع دائــــــم.. لا يصنع الوقت حياله شيئا..

 

والحزن يعيد إنتاج نفسه.

 

.. و كانت هذه الخواطر:

 

سأبدأ هذا المساء (طقوسي) معك..

 

فأسكب البهجة..

 

بسمة.. من مبسمك..

 

وأحصر الآهة..

 

دمعة.. في مقلتك.

 

لا تغب..

 

ليلنا قمر.. ما به من محاق..

 

فتعال.. نبث عنانا..

 

إلى هدأة الليل والبدر، نستمطر الرمل أنفاسه..

 

والشفق.

 

لا تقل.. تلك أشباح ماضٍ, نزق..

 

لا تخُـل (حديثَ) الكثيب..

 

سرابَ غدٍ,..

 

لن يجيء..

 

\" يولد الناي فوق الأعاصير.. حر الغناء \".

 

***

 

\" نعيش.. لأنا، يجري فينا الضياء..

 

أطلّي عليّ.. تحدّق فيّ السماء..

 

علّليني.. اغمري أفق روحي بوحاً.. نقاء..

 

ظباء البراري.. يعافرن كثبانها..

 

والعبير.. حوار الندى..

 

واملئي من سماء الغيوم.. الشذى، نبع عينيك والشفتين.. \".

 

***

 

شرفة القلب.. سيدة الحب، لا تقربي..

 

فإن السكوت.. حرام على (السائرين).. !

 

إني.. أسمع..

 

وجيب الفؤاد.. سفيف التراب..

 

وأبصر..

 

وميض الرماد..

 

همس الجفون، ارتعاش الصدى..

 

من بعيد..

 

وآهات جرح عميق.. عميق..

 

يرجّع صرخة أم..

 

عَدَت.. معولة، خلف حافلة..

 

تقل فتاها الوحيد..

 

وعادت..

 

حطام امرأة..

 

تطوّف في (الأروقة) المترفة..

 

تفتش بين طوابير (الرقيق)..

 

لتلقاه..

 

شبلها.. لم يكن بينهم..

 

فتهوي إلى ساحة للقبور..

 

وتلقاه..

 

لا.. لم يكن..!

 

فهذي (النفايات) ليست يديه..

 

ولا الكتفين..

 

وتلك الجفون الغائرات.. أطبقت، فأين الجبين النظير.. ؟

 

عيناه ضاحكتان.. كانتا، وكانت.. كقطر الندى شفتاه..

 

وبسمته طيف حلم غرير.

 

لعل حبيبي هوى..

 

بين أيدي (السماسرة) الأقوياء..

 

أو ألقت به الريح في محتشد..

 

أو حوته أقبية.. بنيت..

 

فرجة للطغاة.. العتاة..

 

تضم توابيت.. صنعت..

 

لبقايا بشر..

 

***

 

سعار.. سعار.. سعار..

 

وشهوة تتقد..

 

هي امرأة.. هي (لا أحد)..

 

وأقبل يوم جديد..

 

ولمّا تعد.

 

ولا عاد (وجه) فتاها الوحيد..

 

حطام امرأة.. وجدوها..

 

هوت.. تحت مزق من نثار الجسد..

 

تضم إلى صدرها..

 

فلذة من كبد..

 

دماء.. شرايين.. مقل..

 

بقايا.. من نجيع الشهيد..

 

مكبّلة..

 

بـــ (فتاوى)..جاهزة للطلب.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply