أخطار تهدد الأدب الإسلامي


 

بسم الله الرحمن الرحيم

هي أخطار ليست بسيطة ولا يمكن تجاهلها، والتصدي لها لا يكون بالحماس المجرد، أو النوايا الطيبة فقط، ولكن بالفهم العميق لما تمثله تلك الأخطار من تيارات، وخاصة بعد أن تغلغلت في البنية الأدبية لشعوب العالم العربي خاصة، والإسلامي عامة، بل وأصبح لمن يحملون راياتها مكانة الأستاذية والقيادة، وقد حدث هذا الخلل لأسباب عدة، منها أننا ـ كإسلاميين ـ لم نعط الأمر حقه من الاهتمام، ولم ندرك أبعاد الآثار الفعالة للأدب بصورة صحيحة، فأغفلنا سلاحاً من أهم الأسلحة في المعركة، ومنها عدم الحرص على بسط مفهوم الأدب الإسلامي وإشاعته، وعدم تقديم نماذج كافية مقنعة منه، وإغفال الجوانب النقدية وفق المنظور الحديث، وجهود النقاد في أنحاء العالم، كما لا نستطيع أن نغفل أيضاً الظروف السيئة التي كبلت حركة الأمة الإسلامية داخلياً وخارجياً وضياع الحرية في الممارسات الحياتية، لكن أخطر العوامل التي عطلت مسيرتنا كانت نابعة من تلك الفلسفات الحارة أو الجانحة التي غزت عالمنا، واستطاعت أن تخطف أبصاره وتوازنه ببريقها وصيغها الساحرة الفاتنة.

 

ومن البديهي أن تعرف عدوك، كي تحكم له أو عليه، ولكي تستطيع تجنب ما يسدده إليك من سهام قاتلة، وتنتخب الأسلوب الأمثل لردعه أو رده على عقبيه، وسوف نحاول في الصفحات التالية أن نشير إلى أهم التيارات التي يجب التنبه إليها والحرص منها.

 

اللامعقول

لقد أكد (مالرو) على أن العبثية تسيطر على اللحظات الجوهرية في حياة الأوربي، أي ذات سمة أوربية ترتبط بزمان ومكان وطبيعة خاصة، كما أشار (تاينن) إلى أن رنة اليأس المتميز تشيع في نبرة العبثيين، ولقد استطاع بعضهم أن يلخص مأساة العبثية أو اللامعقول في جملة صغيرة حينما قال: (وجوب غياب الإله، لكي يوجد اللامعقول)، والمعنى القاموسي لكلمة (لا معقول): غير منسجم مع العقل أو اللياقة = أو التضاد مع العقل = أو مضحك أو سخيف، وفي قاموس المسرح جاء عن اللامعقول ما نصه: (مصطلح يطلق على جماعة من الدراميين في حقبة 1950 لم يعدوا أنفسهم مدرسة، ولكن يبدو أنهم كانوا يشتركون في مواقف بعينها نحو (ورطة) الإنسان في الكون.. وتشخيص الدراسة التي قدمها الوجودي (البير كامي) مصير الإنسانية على أنه انعدام هدف، في وجود غير منسجم مع ما حوله.. والوعي بهذا العوز للهدف في جميع ما نفعل، يؤدي إلى حالة الكرب الميتا فيزيقي (الماوراء طبيعي)، وذلك هو الموضوع الرئيس لدى كتاب مسرح اللامعقول مثل (بيكيت) و (أو نيسكو) و(بنتر) وغيرهم، وبحلول عام 1962 استنفدت الحركة قوتها، برغم أن آثارها في تحرير المسرح التقليدي ما تزال ماثلة(1).

 

لقد جعلوا من المسرح مركز تجمع لصراع الخيال البشري السقيم الدائم ضد القناعة الدينية، وعدم الاكتراث الأخلاقي والانعزالية الاجتماعية، وهذا نابع من إيمانهم بأن الشقاء دائم، وأن العالم كابوس وجودي، يغيب عنه العقل والسماح والأمل، ولهذا نرى مسرحهم ينطق بالآتي:

 

ـ خيبة الأمل.

 

ـ ضياع اليقين.

 

ـ انعدام المعنى في الحياة.

 

ـ ضياع المثل العليا.

 

ـ غياب أي تفريق واضح بين الوهم والحقيقة.

 

ـ التهريج والهراء اللفظي.

 

ـ تغليب عناصر الحكاية المجازية.

 

ـ الاهتمام بموضوعات الموت والعزلة والتغريب والرؤية الفردية للعالم، والقلق والخيبة، والشعور تجاه غياب الحلول، بعد أن رفضوا الأنظمة القائمة والأديان والفلسفات التقليدية (1).

 

ولقد حاول المحللون دراسة هذه الظاهرة في الأدب والفكر، فعزوها إلى طبيعة الحياة الآلية الجافة في الغرب، واضطرار الإنسان لأن يركع أمام الحاجة، ويستسلم لسلطان الآلة وحركتها المنضبطة بلا عواطف أو شعور، بل استطاعت الآلة أن تتبوأ مكانة أسمى وأهم من مكانة الإنسان في عالم الصناعة الرهيب، مما دفع بالإنسان يتساءل عن قيمة وجوده، في هذا العالم الآلي المادي الذي لا يحفل بالأرقام والإنتاج والوفرة وتحقيق الربح، والنمو السريع، والانتصار في معركة المنافسة الضاربة.. لم يعد الإنسان مخلوقاً مكرماً مشرفاً، بل أصبح جسداً وعملاً وطعاماً ومخلفات، وأصبحت الساعة (الزمن) تحدد حركاته وسكناته، حتى أصبح يعتبر الزمن قوة تدمير هائلة بخالقه، وفقد التواصل مع الآخرين، أن يرتمي في أحضان العزلة والتغريب، ويلوك الأسى والشقاء، ويفسر أحد الدارسين آراء ألبير كامي بقوله: (إن كان في الحياة خطيئة، فهي ليست في اليأس من الحياة، قدر ما هي الأمل في حياة أخرى.. ) أي أن الخطيئة في رأيه هي الإيمان بالعالم الآخر، وهي محاولة منه لقتل الأمل نهائياً في نفوس التعساء والمعذبين والمقهورين في عالم المدنية الأوروبية الحديثة.

 

ومع ذلك فإن الأدب المسرحي في اللامعقول لا يجادل بل يعرض فقط تلك التصورات المريضة، والكوابيس المخيفة، والهرطقات المحزنة، ولم لا وقد أصبح الإنسان بلا هدف، أصبح (شيئاً) بعد أن كان (كائناً) ـ حسب قولهم ـ وأصبحت اللغة أيضاً شيئاً ميتاً، يحد من التواصل، ويؤكد العزلة.

 

لقد حدث العالم والفلسفة في أوروبا فراغاً هائلاً، وانعكس ذلك على فكر الإنسان وسلوكه وعلى الآداب التي يفزها، تلك الآداب التي لا تحمل رسالة واضحة يمكن الاتفاق أو الاختلاف معها، ولا تقدم شخصيات تحب أو تكره فضلاً عما يلتصق بأدب اللامعقول من فقر في الأفكار، وملل في التكرار، ولهذا نرى أن المنصفين من مفكري الغرب يقولون: إنَّ العبثية لا يمكن الدفاع عنها، في عالم تثبت الأرقام أن غالبية سكانه يعتقدون بدياتة تجعل الحياة ذات نظام وهدف ومع الكفر بالله عند العبثيين غالباً إلاَّ أن عبثية (بيكيت) و(كافكا) تدرك أن الحياة البشرية بدون الإيمان با لله تواجهه الخيبة، ومع ذلك فإنهما ـ عدا هذه النقطة ـ يدمرون اٍ,لكثير م ن القيم الخلاقة المتألقة التي جاء بها رسل الله وأنبياؤه، ولهذا يقول (مار وفتز): (اللامعقول مرادف للتافه والمضطرب) ويقول آخر: (إنها مرادف لكلمة الفوضى).

 

لكن هل نقول(اللامعقول) عندما نتحدث عن الأدب.

 

ونقول (العبثية) عندما نتحدث عن الفلسفة..

 

أي أنهما وجهان لعملة واحدة..

 

ثم إن هذه وتلك تتداخلان مع الوجودية، برغم وجود بعض الاختلافات، ولم لا ونحن نرى كتاباً مثل (البير كامي) وجوديَّا وعبثياً في الوقت نفسه، وإن غلبت عليه الصفة الأولى، والأمر غاية في البساطة، لأن الحدود القاطعة بين مذهب وآخر لا وجود لها، بل إن أصحاب المذهب الواحد ـ كما قلنا ـ قد يختلفون أشد الاختلاف في الرؤية والتفسير والتعبير.

 

بقي أن نمعن النظر في تلك العبارة الهامة التي قالها أحد الأوروبيين:

(إنَّ المرض يستشري نحو الشرق).

وهذا ما ألمحنا إليه في بداية هذا الفصل، إن التحذير من الغزو الثقافي يجعل بعض المتحررين وأدعياء التطور والحداثة، ويرفعون عقيرتهم منددين معترضين وينكرون كلية مقولة الغزو الثقافي والفكري، ويفلسفون ذلك بأن عالم اليوم أصبح وحدة واحدة، بعد أن ذابت الحدود إزاء التطور الإعلامي الهائل، وأننا في حاجة إلى كل جديد، وأن معاداة التيارات الفكرية الغربية جمود ورجعية، أليس غريباً أن نسمع هذا القول من أخوة يعيشون بيننا في الوقت الذي يحذرنا فيه الأوروبيون المنصفون من ذلك (المرض الذي يستشري نحو الشرق)؟ أليس مرضاً أن يقول سارتر: (الإنسان عندما يقبل فكرة الحرية، لا تعود الآلهة قادرة على التدخل) في شأنه؟؟ أليس مرضاً أيضاً أن يقول: (اللغة والعالم منفصلاً دونما أمل في رجعه، ولا يمكن تجنب هذا الانفصال، إلاّ بوضع الكاتب في وضع متطرف)؟؟.

 

ثم ما هذا التناقض بين القول وآخره؟

إن العقيدة الإسلامية، وما يصاحبها من قيم وتشريعات وآداب، ومنهجها الإلهي القويم قد استجابت للفطرة السلمية، وأعطت تصوراً واضحاً للإنسان وماهيته وطبيعة تكوينه وسلوكه، ثم مختلف نوازعه وأهوائه، ورسمت الخطوط العامة لعلاقاته المتعددة الجوانب والنواحي، فالحرية مكفولة تماماً لهذا الإنسان الذي كرَّمه الله، وبين له - سبحانه وتعالى- طريق الخير وطريق الشر (وهديناه النجدين) (البلد: 10)، وعلَّمه أن الحياة دائب، وصراع مع الشيطان مع الشر، وزوَّده بالأسلحة التي يمكنه أن ينتصر بها في هذه المعركة الحاسمة، وأكد لعبده أن النصر له ما استمسك بكتابه وسنة نبيه:

 

(… حقاً علينا نصر المؤمنين) (الروم: 47)

 

(إن عبادي ليس لك عليهم سلطان.. ) (الإسراء: 65).

 

(إن تنصرو الله ينصركم ويثبت أقدامكم.. ) (محمد: 7)

 

(.. استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم.. ) (الأنفال: 24)

 

(قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني، وسبحان الله وما أنا من المشركين.. ) (يوسف: 108)

 

(وما خلقت الجنَّ والإنس إلاَّ ليعبدون، ما أريد منهم من رزقٍ, وما أريد أن يُطعمون. إن الله هُو الرزاق ذو القوة المتين) (الذاريات: 56 ـ 57 ـ 58)

 

(قُل إن صلاتي ونُسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) (الأنعام: 162).

 

(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب، أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي، وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) (البقرة: 186)

 

(إنَّ الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا، ابشروا بالجنة التي كنتم توعدون. نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم، ولكم فيها ما تدعون. نُزلاً من غفور رحيم. ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين. ولا تستوي الحسنة ولا السيئة، ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم. وما يُلقاها إلا الذين صبروا، و يلقاها إلا ذو حظٍّ, عظيم..) (فصلت: 30 ـ 35)

 

(ولقد كرمنا بني آدم.. ) (الإسراء: 70).

 

وتلك بعض الآيات ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ لم أهدف إلى شرحها، فليس هذا مجاله، ولكني أردت أن أؤكِّد أن منطلقاتنا العقائدية أو الفكرية، قد حمتنا من براثن السقوط في متاهات الخوف والعزلة، واليأس والكفر، ولم تدفع بنا إلى رذيلة الوثنيات القديمة والحديثة في تحدي الله والقدر (حاشا لله)، ولم تجعل من الموت كابوساً مزعجاً، ولا حجة للهروب من الحياة والجهاد الأعظم فيها، ولم تنظر إلى الدنيا على أنها نهاية المطاف، وهكذا أشاع الإسلام قيم الحب والخير والفضيلة، وأجل الطيبات والاستمتاع بها بالأسلوب الصحيح، وحرَّم الخبائث والشرور والآثام لحماية الفرد والمجتمع، ومجَّد العقل والوعي والنظر إلى الأمور بروّية وحكمة واعتدال، كما أعتبر مشاكل الحياة والناس وما نصطدم به من سلبيات أمر لا بد منه، لكنه أوضح لنا كيف نواجه تلك الأمور المعرفة عن وعي وبصيرة، حتى تتقدم الحياة في طريق النمو والازدهار، وحتى ترفرف رايات الاطمئنان والرضى فوق جميع من يعيشون على هذه الأرض الشاسعة.

 

وانفصال اللغة عن منحى خطير، بل هو مقولة ساذجة، ولو أن هذا الانفصال دون رجعة كما يزعم (سارتر)، لما أفصحت كلماته عن فكره، ولما تلقى الجمهور مسرحياته وقصصه وانفعل بها أو وأنكرها، ولما أثارت ذلك الجو العاصف من اللغط والجدل، ولما استطاعت اللغة أن تترجم قوانين العصر العلمية، وتعبر عن منجزاته التكنولوجية، نستطيع القول: إن اللغة قد تقصرـ عند هذا أو ذاك ـ في أداء وظيفتها، وقد تعجز عن التعبير الوافي الشافي عمّا يدور في فكر الإنسان ومخيلته ونفسه، وقد تتخلف اللغة عن مواكبة المسيرة الإنسانية في وقت من الأوقات، لكن الجهود الإنسانية النبيلة الصادقة تدأب دائماً، في استكمال النقص، وسد الثغرات، فهو أمر مرتبط بطبيعة الحياة بقدر ما يجد من وقائع، وبطبيعة الناس بقدر ما يلزمهم من تطوير وسرعة في الفهم والاستيعاب، فاللغة لم تنفصل عن العالم دونما رجعة كما يقول سارتر، لم تصبح شيئاً ميتاً كما يزعمون.

 

إنَّ المشكلة عند هؤلاء المفكرين تكمن في ذلك الخلل الداخلي الذي ابتلوا به، وفي الخلط الأهوج بين الوسائل والغابات، وفي سوء النّية والعداء العجيب الذي ولدوا وعاشوا في ظله، تحت وطأة الحياة الآلية الحديث، وترجع أولاً وأخيراً إلى الخواء الروحي الذي دفعهم للتهكم من القيم، وإنكار العقيدة الدينية.

 

في وقت الاحتضار تلفت سارتر حوله في قلق وحيرة:

 

قالوا له:

ـ (أتريد شيئاً).

وفغروا أفواههم دهشة عندما سمعوه يقول:

 

ـ (أريد قسِّيسا ً).

 

انزعجت رفيقته الشهير (سيمون دي بوفوار) وقالت:

 

ـ (معنى ذلك أنك تدمر فلسفتك).

 

لم يلتفت إلى قولها، ولكنه استطرد:

 

ـ (لا أريده من باريس.. بل من القرية.. أتفهمون).

 

وأصَّر على طلبه في الالتقاء برجل الدين برغم احتجاجهم واعتراضهم.. لقد كانت قضية العبث باللغة ذات أبعاد خطيرة في وطننا العربي، فقد هاجم الكثيرون من فاسدى الفكر والدين قواعد العربية وآدابها وتراثها، وحاولوا التهوين من شأن أسسها، بل وهاجموا قواعد الشعر من قافية ووزن ووضوح، وتلوثت فنون القصة والمسرح والشعر بهرطقات العبثية واللامعقول والوجودية، ووجدت هذه الدعوات الشاذة آذاناً صاغية لدى الذين يعيشون على أرض الإسلام بلا قيم أو جذور، إنَّ الدكتور عبد القادر القط أستاذ الأدب الحديث السابق، ورئيس تحرير مجلة (إبداع) يعلن في صراحة أنه لا يفهم الكثير مما بعض الأدباء أو الشعراء المحدثين (وهو الأستاذ الشاعر الناقد)، وينشر بعضا منها في مجلته تحت عنوان (تجارب) لعلَّ أحداً غيره يستطيع أن يفهم أو يستوعب ذلك اللون الغريب من الدب.

 

(إنَّ اللغة كما يقول أحد نقاد الغرب الكبار ـ هي حقاً ذلك الرباط الفريد الذي يصل الذاتي بالموضوعي.. إن اللغة تصوير كامل للعلاقة الجدلية بين أنفسنا والعالم) (1).

 

ونحن كمسلمين لنا باللغة العربية ـ لغة القرآن ـ رباط وثيق، لا تنفصم عراه أبد الدهر، وقد كتب الله لهذه اللغة الخلود لخلود القرآن، ذلك المنبع الإلهي لعقيدتنا وتشريعاتنا وأحكامنا وقيمنا السامية، واللغة العربية فيها من إعجاز وحيوية وثراء لم تتقاعس في عصر من العصور، أو تتخلف عن مواكبة التطور وأداء دورها الخالد في أي وقت من الأوقات.

 

إن الأدب الإسلامي لا يؤرث ضياع اليقين كما تفعل العبثية، بل يجعل اليقين مناط العقيدة والحياة، والأدب الإسلامي يعلي من شأن الحياة ويمجدها، ويجعلها دار عمل وصلاح وتقوى وجهاد، وهي قنطرة إلى آخر أبقى وأخلد وأروع، وليست الحياة ـ في منظور الأدب الإسلامي ـ وهماً وحلماً مزعجاً وخيبة أمل وغريباً وعزلة، ولكنها مليئة بالحقائق الحية النابضة، مشرفة بالأمل والرجاء، دافئة بالأخوة والصلات الاجتماعية السامية، ومهمة المسلم أن ينير جنباتها المظلمة، وأن يبعث فيها رسالة العدل والخير والحرية والحب، وأن يبذر فيها العطاء والنماء، حتى تتألق بالنعمة والجمال والسعادة.. وعلى المؤمن أن يطرب للقاء الله في نهاية الرحلة، واثقاً أنه ذاهب إلى أعظم جناب..

 

الأدب الإسلامي ليس أدب يأس وانتحار.

 

لكنه أدب أمل وحياة.

 

فرص علينا أن نواجه ذلك (المرض الذي يستشري نحو الشرق)

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply