غياب الحوار أهم المشكلات التي تواجه الأسرة الجزائرية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

** تواجه الأسرة الجزائرية - شأنها في ذلك شلن الكثير من الأسر العربية - الكثير من المشكلات التي تؤثر على استقرارها بدءاً من غياب الحوار بين الزوجين وكذلك مع الأبناء، وانتهاء بتهرب الأزواج من تحمل مسئولياتهم تجاه أسرهم.

فما المجهودات التي تقوم بها المراكز الأسرية هناك للعمل على الحفاظ على استقرار الأسرة ؟ وهل تؤثر بشكل إيجابي عليهم وهل تتجاوب الأسر مع هذه المراكز.. هذه الأسئلة وغيرها عن المجتمع الجزائري تجيب عليها الأستاذة فريدة قصار الطيب عضو الأمانة الوطنية بحركة مجتمع السلم بالجزائر.

 

* نود التعرف على صحيفتك الشخصية؟

-  الأسم: فريدة قصار الطيب.

-  العمر: 38 سنة.

-  البلد: الجزائر.

-  الحالة الاجتماعية: غير متزوجة

-  المؤهل والوظيفة: ليسانس شريعة معلمة علوم شرعية ثانوي

 

* هل لديكم مراكز إرشاد أسري في بلادكم؟

-الأسرة هي الخلية الأولى في بناء المجتمع وبقدر ما تكون الأسرة متماسكة يكون المجتمع قوياً غير أن المتأمل في واقع الأسرة الآن يجد خلافات زوجية، ومشاكل أسرية، وحالات طلاق، لأسباب تافهة، وأي إنسان يحمل في قلبه بذور الإصلاح لا يمكن أن يبقى متفرجاً، ومن أجل هذا كانت لجنة الأسرة التابعة لأمانة المرأة وشؤون الأسرة لحركة مجتمع السلم بالجزائر، التي أعمل بها عضوة.

 

تتشكل هذه اللجنة من متخصصين في الشريعة الإسلامية وعلم النفس والتربية وعلم الاجتماع والقانون، وهي تعمل على نشر الثقافية الأسرية الإسلامية وفقاً لخصوصية المجتمع الجزائري، وذلك من أجل تفعيل دورها على المستوى الداخلي (بين أفراد الأسرة الواحدة) وعلى المستوى الخارجي (المجتمع).

ومن تطلعات هذه اللجنة مستقبلاً فتح مراكز إرشاد أسري لتقترب أكثر من الأسر.

 

* ما مدى تجاوب الأسر والمجتمع مع هذه اللجنة؟

-طبعاً تجاوب الأسرة والمجتمع مع اللجنة يظهر من خلال الإقبال المتزايد على الدورات والندوات التي تقيمها لجنة الأسرة وخصوصاً \" ملتقى الأسرة\" الذي يقام مرة كل سنة، ونناقش من خلاله واقع الأسرة وآفاقها بالإضافة إلى الحديث عن المخاطر التي تحاك ضد الأسرة والقيم الزوجية والاجتماعية من خلال المواثيق الدولية ومن بينها على سبيل المثال \"بكين+10.

 وخير دليل على تجاوب المجتمع مع هذه اللجنة هو حملة التوقيعات حيث استطعنا أن نجمع مليون توقيع دفاعاً عن قانون الأسرة المستمد من الشريعة الإسلامية والذي حاول العلمانيون وبعض الجمعيات النسوية إثارة الشكوك حوله خصوصاً قضية الولي في عقد الزواج.

 

* ما الخدمات التي تقدمها هذه المراكز للأسرة؟

- قبل أن أجيبك على هذا السؤال أريد أن أطلعك على بعض أهداف اللجنة ومن بينها:

-  ترقية العلاقات الأسرية.

-  العمل على إيجاد مقومات استقرار للأسرة.

-  وضع برامج أنشطة للأسرة (مخيمات رحلات).

-  تثقيف الفتيات وتأهيلهن للزواج عن طريق الدورات.

-  التنسيق مع منظمات وطنية ودولية حول كل ما يمكنه أن يخدم مشروع الأسرة.

أما الخدمات التي تقدمها اللجنة فتتمثل في دورات تدريبية، ندوات متخصصة، أنشطة ترفيهية وتربوية (رحلات مخيمات صيفية) بالإضافة إلى إصدارات سمعية وبصرية.

كما تقدم اللجنة استشارات للأسرة في أي مجال أو أي شيء يخص الزوج أو الزوجة، أو فيما يتعلق بالأسرة بشكل عام.

 

* ما أهم الشرائح التي تخدمها هذه اللجنة؟

- دعني أخبرك بأننا نعمل ما يقارب على 6 ألاف أسرة على الأقل وطبعا هذا يتم بالتعاون مع فروعنا في أغلب محافظات الجزائر وأهم الشرائح إلي تخدمها اللجنة هي: المقبلون على الزواج، الزوجان، الأسرة، المطلقات.....

وأغلب الذين نتعامل معهم نساء، وذلك لطبيعة تخصصنا كلجنة نسوية.

 

* ما الهدف من زيارتك لدولة الكويت؟

- زيارتي لدولة الكويت جاءت في إطار التدريب والتكوين الذي يقوم به معهد كرسي النور لتأهيل القيادات الاجتماعية وهي فكرة رائدة استطاع صاحبها أن يجمع جنسيات مختلفة على مشروع واحد وهو تدريب قيادات اجتماعية تسم على بصيرة في تبني قضايا المجتمع وإيجاد الحلول العلمية لها، كما دربنا هذا الكرسي على مهارات التفكير والتخطيط ثم التنفيذ فجزى الله خيراً الأستاذ جاسم المطوع وكل من ساهم على تحقيق هذا النور ونجاحه من قريب أو بعيد.

 

* ما مجالات التدريب التي تلقيتها في المركز (كرسي النور)؟

- لقد تلقينا في كرسي النور تدريباً في مجالات كثيرة منها:

 الإرشاد الأسري، التنمية الذاتية، الإدارة والتخطيط، والإعلام. بالإضافة إلى زيارات ميدانية كثيرة لمراكز ناجحة مثل مركز إصلاح ذات البين، لجنة التعريف بالإسلام، جمعية الإصلاح الاجتماعي، بشائر الخير.

 

* ما طموحاتك وخططك المستقبلية بعد العودة إلى بلدك؟

- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - \" خيركم من تعلم القرآن وعلمه \".

وانطلاقاً من هذا الحديث فأول عمل سأقوم به بعد عودتي إلى بلدي إن شاء الله - تعالى -هو نقل هذا العلم وهذه المهارات بأمانة مع التجارب الناجحة التي عايشناها عن قرب طبعاً مع تكييفها بما يناسب خصوصية المجتمع الجزائري، كما أطمح أن أطور مؤسسات الحركة بما يخدم المجتمع أكثر بالتعاون مع قياداتنا التي هي دائماً بجانبنا تشجعنا، وتدفعنا إلى ما هو أفضل.

أما فيما يخص طموحاتي الشخصية فأنا أخطط إن شاء الله لتأسيس مركز لتأهيل القيادات الشبابية.

 

* ما أهم المشكلات التي تواجه الأسرة الجزائرية من خلال عملكم كعضو في لجنة نسائية؟

- من أهم المشكلات التي يعاني منها الأسرة الجزائرية غياب الحوار داخل الأسرة، سواء بين الزوجين أو بين الوالدين والأبناء، وذلك يرجع للتنشئة الاجتماعية في المجتمع، ولكن لا ينطبق هذا على عامة مناطق الجزائر أو عامة الأسر، لأننا نجد أن الأسر الملتزمة والمتفهمة لمعاني الدين الإسلامي، وكذلك الأسر المنفتحة على الثقافة الغربية، يكون أفرادها أكثر تواصلاً ويسود الحوار بينهما.

كذلك هناك مشاكل خطيرة وهي تملص الأزواج من مسؤولياتهم الأسرية وتحميل الزوجة فوق طاقتها مما يثير الكثير من المشاكل في الأسر، وأيضاً ضرب الزوجات والخيانة الزوجية وغيرها من المشكلات التي لا تخلو منها أي مجتمع.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply