بسم الله الرحمن الرحيم
بعد المرض الذي ألمّ بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، يدور في ذهن الكثيرين العديد من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة، هل غياب الرئيس بمرض أو وفاة سيؤثر على القضية الفلسطينية؟ وهل سيؤدي إلى صراع سياسي على السلطة؟ وما هو موقف حماس من الوضع الراهن؟ وما هو مصيرها ومصير المقاومة في المرحلة المقبلة؟...
حول هذه القضية وغيرها التقينا الدكتور نزار ريان عضو القيادة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية حماس.
غياب الرئيس الفلسطيني
هل سيؤثر غياب الرئيس عرفات بالمرض أو الوفاة على القضية الفلسطينية؟
تقلب على القضية الفلسطينية في السنوات السبعين الأخيرة قادة متعددون، لا شك أن أكثرهم أثرًا الرئيس عرفات، وحين قضى أولئك القادة، استطاع الفلسطينيون لملمة الجراح، والتداعي لمتابعة الطريق، وظني - وأسأله - سبحانه - التوفيق- أن ما ألفه الفلسطينيون سابقًاº من لم للشعث، وجمع للشتات، سيكون نصيبناً هذه المرة -إن شاء الله-، والذي يخشى أن يحاول بعض ساسة السلام إشاعة روح الاستسلام لعدونا، لكن الشعب -بفضل الله تعالى- لا زال بخير، وباستطاعته أن يجتمع على صد إيقاف حالة الاستسلام التي يحاول بعض الساسة تمريرها.
ما الذي تتوقعونه بعد مرحلة عرفات؟
لا أتوقع الفوضى التي تحدّث عنها كثير من الساسة، فأسبابها المعروفة بين الأمم والشعوب غير موجودة عندنا، فكلنا من قبيل واحد، وعرق واحد، ومعتقدنا معتقد أهل السنة والجماعة بحمد الله ولساننا واحد، وانتماؤنا السياسي لن يكون سببًا في وقوع المعارك بإذن الله - تعالى -، والخلاف الموجود لدى حركة فتح لن يرقى لدرجة الاقتتال في تقديري، نعم قد تحدث بعض المناوشات، لكن صورة الحرب الأهلية أو الشعبية التي يتوقعها بعض الساسة لن تكون بإذن الله، لعدم وجود وقودها الأساسي المتمثل بالخلاف العرقي أو اللغوي أو الديني أو نحو ذلك، وأتوقع بعد مرحلة عرفات، أن يجتمع الفلسطينيون على قيادة مشتركة، ثم يتجاوزن المرحلة إلى صندوق الاقتراع، إذ هذا الذي ينادي به الفلسطينيون جميعًا، في أكثر من موقع فصائلي.
هل يمكن أن نشهد في المرحلة القادمة صراعًا سياسيًا على السلطة؟
أما بين الفصائل فلا أظنº لأن الفصائل لم تتصارع يومًا بالبنادق، فكل خلافها كان محصورًا في الحوارات السياسة، وأما بين تيارات فتح، فإن المصاب سيجمعها على رأي واحد غالبًا، ولن يضحي قادة فتح بسمعة الحركة ومكانتها من أجل التمسك بقائد معين لم تأتلف القلوب عليه.
هل سيتيح غياب عرفات تطبيق خطة شارون للانسحاب من غزة؟
الانسحاب من غزة، وشمال الضفة، لا علاقة له بغياب عرفات، فمن المعلوم أن هذا الانسحاب بسبب قوة المجاهدين، وتصديهم للمغتصب، ودفع (إسرائيل) ثمنًا باهظًا للبقاء في المناطق، لذلك ستضطر (إسرائيل) إلى الانسحاب، سواء بقي عرفات، أو غاب لسبب من الأسباب.
يرى المحلل العسكري \"زئيف شيف\" أنه إذا كان خليفة عرفات محمود عباس أو قريع، فعلى (إسرائيل) أن تساعدهما على الفور، ما تعقيبكم؟
الفلسطينيون ليسو رهينة أي من الرجلين المذكورين، فلنا قوتنا، وفصائلنا، ويمكننا تجاوز خيار عدونا بهدوء -إن شاء الله تعالى-، ولا يستطيع فلسطيني مهما كان حاله أن يتنازل عن ثوابت الأمة، فالأمة يقظة حية، وباستطاعتها المتابعة والمحاسبة.
وماذا عن الدور المصري في المرحلة القادمة؟
حاولت مصر أكثر من مرة أن تأخذ هدنة لمدة سنة، فلم تستطع حمل الفلسطينيين على ذلك، وعليه فما مضى لن يكون بعد.
ما مصير حركة حماس والمقاومة عامة، إذا وصلت قيادة جديدة إلى سدة الحكم؟
حركة حماس، وسائر المجاهدين غير مرتهنين بقائد معين فإذا كان القائد الجديد مع خيار الأمة والمجاهدين فالحمد لله، وإن أراد الوقوف في وجه المقاومة فالمقاومة ليست عاجزة، وباستطاعتها التعاطي مع كل جديد بما يناسبه.
فيما لو طالت فترة غياب الرئيس عن مسرح الأحداث، سواء بالمرض أو الوفاة، هل ستدعون لإجراء الانتخابات؟
صندوق الاقتراع موطن اتفاق بين الأمم اليوم، فما الذي يمكن أن يعطله، وحركة حماس، وسائر الفصائل، تدعو اليوم لإجراء انتخابات حرة نزيهة، ونسأل الله التوفيق والسداد.
هل ستشاركون في الانتخابات على المستوى التشريعي والرئاسي؟
لم تعلن الحركة رسميًا جوابًا لهذا الأمر، لكنها دعت إلى التسجيل للانتخابات، وهذا التسجيل مؤشر على خيار معين بالتأكيد، وكل الخيارات مفتوحة أمام الحركة.
دعت حركة حماس لتشكيل قيادة مشتركة للخروج من هذه الأزمة، هل تلقيتم ردًا على هذه الدعوة؟
حتى الآن لم نتلق ردًا من أحد، وسوف تتابع قيادة الحركة ذلك.
اغتيال الغول
هل سيؤدي اغتيال عدنان الغول إلى وجود خلل أو فراغ في كتائب القسام؟
تحديثًا بفضل الله - تعالى -، نحن مؤسسة عظيمة، يمضي قادتها، وتسرع إلى لملمة الجراحات، وقد بلغني أن شهيدنا عدنان - رحمه الله -، قد أعد للكتائب عشرات المهندسين، والعمل غير مرتبط على جلال الفادحة، ولقد نجح أبو بلال الغول - رحمه الله -، في تحدي السرطان اليهودي، وأرغم أنف شارون في بلدة \"هوج\" المغتصبة، التي يسمونها اسدروت، واستطاع عبر أكثر من عشرين سنة، أن يبقى شوكة يتحدى (إسرائيل) بكل أجهزتها، وأقام وإخوانه المجاهدون من كتائب القسام، في ميدان التصنيع، ما تعجز عنه دول كثيرة، فمن لا شيء استطاع أن يصنع القنابل، والقذائف والصواريخ، والعبوات، وقد والله كانت صناعاته السبب المباشر في صد العدوان عن المنطقة الشمالية سابقًا.
هل يمكن أن تنفذ حماس ما هددت به سابقًا، وهو قتل شخصيات صهيونية ردًا على اغتيال الغول؟
كل الخيارات مفتوحة أمام مجاهدينا، والتوفيق بيده - سبحانه -، وجهادنا ليس مقصورًا على الرد على الاغتيالات، وشعارنا: إنه لجهادº نصر أو استشهاد.
العملاء
هل ستتواصل ملاحقة العملاء بعد مقتل العميل الذي كان يرصد الشيخ الشهيد أحمد ياسين - رحمه الله -؟
ظاهرة العملاء يتم المغالاة فيها، الجاسوسية الإلكترونية هي العمدة لدى عدونا، ولا يعني هذا التقليل من دور كثير من العملاء وملاحقتهم مطلوبة، عبر الآليات التي تضمن عدم جورنا على أحد.
هل يمكن اعتبار ذلك البداية، أم أنها لحظة غضب لا تلبث أن تزول؟
كانت الحركة قد أعلنت أكثر من مرة عن فتح باب التوبة أمام العملاء، وتنادت الفصائل لمتابعتهم وملاحقتهم، وفي أكثر من موطن من بلادنا جرى قتل العملاء على يد بعض الفصائل، وليست غضبة إنها قرارات مصيرية.
هل هناك تنسيق بينكم وبين الفصائل الأخرى في هذه القضية؟
حاولنا أن يكون بيننا وبين الفصائل تنسيق، لكن لم يرق لدرجة العمل النهائي المتميز.
المقاومة
بعد فشل الاحتلال في جباليا وشمال قطاع غزة، هل نجحت المقاومة في تحقيق توازن الرعب؟
لا شك أن نجاح المجاهدين، خاصة من كتائب القسام، أصحاب العدد والعدة، الذين قدموا أكثر من أربعين شهيدًا في الدفاع عن الشمال، قد شكل توازن رعب عند عدوناº فبفضل الله - تعالى -تراجع العدو عن كثير من صور عدوانه في الشمال خاصة، ونحن والمجاهدون له بالمرصاد في كل مكان بإذن الله.
نرجو أن تعطينا صورة عن المعركة التي دارت في جباليا والشمال؟
عدونا قام بزج أكثر من ثلاثمئة آلية عسكرية، وألفي جندي صهيوني، ليحاول أن ينال منا، فنهض الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع، الحفظة، والمتخصصون الشرعيون، وطلبة كليات الشريعة وأصول الدين، والهندسة وسائر الكليات يحملون أرواحهم على أكفهم، وقاوموهم بالبتار والياسين، والعبوات والقذائف، وأقسموا وتعاهدوا على نصرة أمتنا مهما كان الثمنº فكان الشهداء أول الغيث والندى، وكانت البيوت المهدمة، وكان الثبات والصمود، ورد الله الكافرين وكيدهم، وقتل الله منهم عددًا كبيرًا، واعترف العدو الإسرائيلي بمقتل أربعة وعشرين جندياً، وتكتم على بقية القتلى، الذين نعلم يقينًا أنهم أكثر من ذلك، وثبت المجاهدون، والسكان المواطنون، وعلموا (إسرائيل)، أن الكف يمكن أن تناطح المدفع، وأن الفقراء يمكن بالبطانيات أن يواجهوا تكنولوجيا المليارات، ويعطلوا الطائرة الجاسوسة، ويبطلوا تصويرها وتجسسها على المجاهدين.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد