الصحافة الأوزبكية بين الواقع والأحلام


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

وسائل الإعلام العامة في أوزبكستان في حالة حرجة: عليها أن تكون جاذبة للمطالعين والمشاهدين، في حين أن لا تجادل مع السلطات، فهل كل يحتمل و يرضى عن ذلك؟

أجرى الصحفي المستقل عَليشِر تِكسانُوف استفتاءات بين زملائه حول أحوال وسائل الإعلام العامة في أوزبكستان وجمع أرائهم وأصدرها في بعض المواقع، ومن المستغرب أن كل الصحفيين الذين كان عليشر يعد بعضهم مواليا للحكومة والبعض الآخر ليس كذلك، أظهروا الوفاق، معربين عن وجهات النظر الموضوعية، وكلهم كانوا متفقين في الأنظار، وها هي نتائج هذه الاستفتاءات:

 

كيفما تعكس وسائل الإعلام العامة في أوزبكستان حقيقة هذا اليوم؟

أجابت على السؤال الصحفية المستقلة نادرة بَيراموفة قائلة: اثنين في المائة، لا أكثر، والبقية \"أحلام لذيذة\". فالمقالات المنتقدة إنما تصدر طبقا لأمر من \"فوقها\". ولا أظن أن الصحافة الأوزبكية في هذه الحالة قادرة على إفادة قضايا جدية وتغطية مسائل حيوية في حياتنا الحالية.

فالصحفي من جريدة الولاية الذي طلب أن يسمى اسمه \"الجَدّ\"، قال كذلك: ما يتراوح بين 10 و15 في المائة، لا أكثر. ومعلقا على آرائه أكد على أن السلطة تذهب إلى ذلك متعمدة، إذ هذا يوافقه، قائلا: \"إن كل الصحف في البلاد وهي أكثر من 500 طبعة - تعد في الواقع كثير عدد النسخ، أي موقع هي احتلت على النطاق الجمهوري، والمدني والحزبي - يبتدئ عدد نسخها من 2 ونصف ألف إلى ما بين 10 و15 ألفا. ولا يحتاج السكان إليها، إذ ليس فيها الواقعية، أما السلطة فتقدم تقريرا وفق تعداد وسائل الإعلام العامة. ولا تلزم السلطة مطبوعات تكشف عن نواقص النظام، يعني تضعها في حالة حرجة\".

ووافقته صحفية أخرى وهي حرية إبراهيموفة من جريدة الاقتصاد الجمهورية التي أجابت: \"الأحسن أن لا تعمل في هذا النظام، لأنه يجري انفراج شخصية: إذ ترى شيئا و تكتب آخر\". وحسب أقوالها فإنه تجري حاليا في أوزبكستان عملية انحلال الصحافة المخلصة والموضوعية وغير متحاملة. \"فاستنتجوا أنفسكم، تفتح جريدة للقراءة وهناك أماديح مستمرة للسلطة، فلا ترى فيها تحليلا حقيقيا أو نقدا إنشائيا. ويبدو أنه تعمل في وسائل الإعلام العامة شخصيات طفالية\".

أما العالم الاجتماعي بهادر موساييف فقال: \"إن للصحافة المحلية طابع مأمور، لا إعلامي، وإذا كانت المراقبة فلا يوجد وصف النظام السياسي للمجتمع. إذا فالصحافة لا يمكن أن تكشف عن الحقيقة\". وحسب أقواله فإن كل قضايا وسائل الإعلام العامة ناتجة عن أن حكومة أوزبكستان لا تنفذ 19 مادة للوثيقة الدولية حول الحقوق المدنية والسياسية، التي وقعت عليها عام 1995. وتنص هذه المادة على حرية تعبير القول والفكر\".

 

ما هو قضايا وسائل الإعلام العامة في البلاد؟

أجابت نادرة بيراموفة: \"عندنا ليس قضية واحدة، بل عدة قضايا\". وحسب أقوالها فإن كل وسائل الإعلام العامة تحت المراقبة، ولذا في أية حرية يمكن القول؟ وهل هذه حرية، إذا سأل موظفو وسائل الإعلام العامة الأذن لكل جملة من القوافل العليا للسلطة، وثَمََّ تخوفا من كريهة كامنة تُرفض مقالة كلها؟ وتؤكد بيراموفة على أنه لا يوجد في البلاد مطبوعة اجتماعية-سياسية مستقلة تقوم بتغطية الأحداث في المنطقة والبلاد انطلاقا من وجهة نظرها الخاص، وهذا إحدى القضايا السياسية لوسائل الإعلام العامة.

فقالت آنّا ميركولوفة: تخنقنا المراقبة، وبسبب ذلك ترى الصحف كابية وحقير المنظر. ولا توجد معلومات حية، ولا أخبار صادقة، إذ يسحبها مراقب من الخطوط والأثير\"...

وبرأي بهادر موساييف أن القضية الرئيسية في أن المراقبة الشاملة على وسائل الإعلام العامة في بلادنا قوية وبادية، مما لا يمكّن لها من كونها موضوعيا، فقد امتلأت دور الطباعة والتليفريون والراديو في بلادنا بمعلومات شبه رسمية، في حين يوجد فراغ إعلامي. ومن جهة أخرى، أنه لا توجد رخصة حقيقية للاستعلامات\".

وكشف صحفي آخر موقفا تحققه السلطة تجاه وسائل الإعلام العامة: كل المقالات تتابعها المراقبون والموظفون حتى تنشر كي تتفق مع \"عقائد الاستقلال الحكومي\". \"لا أدري ما هو عقائدها، إذ ينص دستورهم على أنه لا ترتفع أي عقائد إلى مستوى الدولة\"، قالت مركرييفا.

نعم، واليوم فقدت وسائل الإعلام العامة الأوزبكية قدرها لدى الشعب، ولا سيما لدى المسلمين، لما كان عليها ضغط من الحكومة الجائرة الاستبدادية، وقد أصبحت مزمارا يُنفخ فيها، فتكتم الحق وهي تعلم، وتكذب الصادق والأمين وتأتمن الخائن واللعين. وكم من الافتراء والبهت وجهت نحو الإسلام والمسلمين! وبسبب انتقادها الدائم لأهل الحق ومحاولتها أن تجعلهم إرهابيا ومتطرفا، وبثها بذور الفتن والعداوة بينهم أصبح الناس يترددون ويشكون فيهم لما تناولوا من سمومها. نعم، فكان يقوم وراءها شيطان خبيث، وهو الحكومة الطاغية التي تلعب بها كيف تشاء، وتصرفها كيف تريد.ولكن، فهل كل ذنب في الحكومة فقط، لا، بل من الصحفيين من يندد بالمسلمين مرائيا لها وطامعا من عندها أحقر شيء.وهم المنافقون-الشيوعيون السابقون- الذين يبغضون الإسلام وأهله ويرتاحون من ضعفه.وهم الآن أنصار الحكومة وأذيالها. قاتلهم الله.

 على أساس موقع صحيفة \"نافيجاتور\"

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply