- المعلم للتلميذ: أعرب:(..... الطابور الخامس.........).
- التلميذ: لا أفهم يا سيدي، وأنا لا أرى في الجملة سوى الطابور الخامس، لا أرى من وراءه ومن أمامه... فلئن كان الطابور فاعلا فأين الفعل والمفعول به..؟! ولئن كان الطابور مفعولا به فأين الفاعل؟!
- المعلم: ولماذا لم تقل أن الطابور يمكن أن يكون نائب فاعل؟!
- وأين الفاعل الذي ناب عنه الطابور؟ ولماذا لا يقوم بالفعل بنفسه؟!
- أيها الغبي، أتعلّم الفاعل السياسة؟!
- وأين السياسة يا سيدي، ولو كان عند الطابور سياسة أو عفة لما رضي أن يكون خامسا؟!
- لا تدخلني في متاهات عقلك الفارغ وأعرب الجملة.
- لا أرى جملة يا سيدي... ثم أن الكلمة ذاتها ليست عربية، فكيف أعربها... (طابور) أنا متأكد أنها أجنبية يا سيدي...
- أيها المتذاكي... ألا ترى إلى كلمة (الخامس) أمامها؟! أو ليست (الخامس) كلمة عربية؟!
- بلى... بلى... يا سيدي... لكن إذا كانت هناك كلمة نصفها عربي ونصفها أجنبي فأين نصنفها؟!
- يا أبله، صنفها كيفما شئت، لكن المهم أن تعربها.
- يا سيدي (الله يسلمك) كيف أعربها وهي غير محددة، لا عربية ولا أجنبية؟ فهل أعرب نصفها العربي أم الأجنبي... ثم لماذا تأتي كلمة الطابور وهي أجنبية قبل كلمة الخامس وهي عربية... لماذا يقبل هؤلاء أن تكون العربية هي الأخيرة... هل هم أجانب يا سيدي؟! لو لم يكونوا أجانب لما رضوا بأن تكون العربية في الذيل...
- تكثر الثرثرة دون طائل يا معتوه... فأين طحينك يا مجعجع؟!
- يا سيدي هل تظن الإعراب أمرا سهلا؟
- ما شاء الله!!! ويصعب عليك إعراب كلمة واحدة؟!
- يا سيدي إذا أعربت فمن يتحمل المسؤولية؟!
- أية مسؤولية يا مجنون؟!
- الإعراب في اللغة يا سيدي هو الإظهار، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (الثيب تعرب عن نفسها) وتعرب معناه تظهر... فهل تظن يا سيدي أن إعراب أي إظهار الطابور الخامس أمر سهل؟!
- دعني أساير جنونك الممتع وأسألك: وما الصعب في ذلك؟!
- سألتني يا سيدي: وما الصعب في ذلك؟ فهل تظن يا سيدي أن إظهار الفاعل الذي ينوب عنه الطابور الخامس لو اعتبرناه نائب فاعل أمراً سهلاً؟! ثم إذا أنا أعربت،أي أظهرت الطابور الخامس فهل تظن أنني سأظهر أمرا بسيطا؟!
- يا مجنون ألم تدرسوا الإعراب بالتفصيل؟!
- بلى يا سيدي، درسناه في المناهج القديمة، والمناهج القديمة حسب ما يقرأ أبي في الصحف، ستمنع قريبا، وهي إرهاب، بالله عليك يا سيدي لا تدخلني في مشاكل لا أتحملها.
- وأين المشاكل يا غبي؟!
- ما دام الإعراب من مقررات المناهج القديمة، والمناهج القديمة إرهاب، فأنا لا أتعامل مع الإرهاب، وسننتظر حتى يأتينا الإعراب الجديد، وآنذاك لكل حادث حديث، فقد يكون للطابور الخامس محل آخر من الجملة غير محله اليوم....
- ما هذا الهذيان يا أنت؟!... الإعراب هو الإعراب في كل زمان... هناك أمور لا تتغير أبدا...
- هكذا كنتم تقولون في المناهج القديمة، وتدرسوننا أمورا على أنها عقيدة نعقد عليها قلوبنا واليوم نقرأ في الصحف أنها يجب أن تتغير...
- مثل ماذا؟
- كل شيء قابل للتغير، وحتى عقيدة (الولاء والبراء)... يقال أنها ستغير.
- تغير؟!
- نعم، تصير (البلاء والوراء)... فإذا صرنا في البلاء والوراء، فإن الأمور كلها ستصلح.
- يا ابني أعرب (الطابور الخامس)...
- يا سيدي أنا مواطن صالح ومتحرر، وافترض أن الطابور الخامس كان فيه نساء، وأظهرتهن أنا، أفلا يؤدي ذلك إلى قطع دابري، بعد الحقوق التي نالتها المرأة في (الجديدة) بالحديدة؟! هل أنت يا سيدي ضد حقوق المرأة؟! هل أنت مع جاك شيراك أم مع الحجاب؟!
- يا ابني ركز معي قليلا، لماذا تتعب نفسك وتتعبني، لم أطلب منك سوى إعراب جملة... (الطابور الخامس).
- أراك مصرا...فما الذي بينك وبين الطابور الخامس يا سيدي؟! هل أنت من أنصار المناهج القديمة وكتاب التوحيد؟! آه.. لقد تذكرت، كتاب التوحيد كذلك سيتم منعه في المناهج الجديدة... لأنه يعلم التوحيد، والإنسان المتفتح يؤمن بالآخرين، وبالتعددية، وليس فقط بالفكر الواحد... وحتى رمضان يا سيدي سيغيرونه ليصير مكانه شهر شعبان...
- ما شاء الله.. ولماذا في رأيك يا فيلسوف زمانه؟!
- يا سيدي أليسوا قادمين إلينا لنشر (الديمقراطية)؟! والديمقراطية هي حكم الشعب... ومثنى (شعب) (شعبان)، لذلك فشهر شعبان ديمقراطي أكثر من رمضان...
- ما شاء الله، العلم في رؤوس السلاحف... أنفقت كيس كلمات دون أن تعرب جملة واحدة!
- يا سيدي قلت لك أن الإعراب الذي هو الإظهار من مخلفات المناهج القديمة، لذلك فهناك من يطالب بتغيير معنى الإعراب من الإظهار إلى الإبطان... نعم يا سيدي، فالأوضاع لا تحتمل الإظهار، و(خليها على الله يا سيدي).
- يا مجنون، حسب رأيك كل شيء سيتغير إلى العكس، الإظهار إلى إبطان، والتوحيد إلى تعددية، ورمضان إلى شعبان؟!
- طبعا يا سيدي.. ألم تر أن الاحتلال قديما صار حسب التعبير العصري التحرير؟! وقناة الاحتلال الفضائية تصير قناة (الحرة).. نعم إنه التحرير بدل الاحتلال... نقول التحرير الإنجليزي لمصر، والتحرير الفرنسي للجزائر، والتحرير الإيطالي لليبيا.... هل تعرف يا سيدي نكتة التحرير الإيطالي في ليبيا؟!
- وتريد أن تحكي النكت كذلك؟!
- يا سيدي هي نكتة لكن ليست نكتة، أو هي نكتة أو كأنها ليست نكتة، أو كأنها نكتة، المهم سأحكيها لك وتحكم بنفسك... كان الجندي الإيطالي إبان التحرير الإيطالي لليبيا يمر راكبا دراجته بالمواطن الليبي، ولكي لا يتعلم منه الليبي كيفية قيادة الدراجة، يتوقف عن دفع الدواسة برجليه إلى الأمام، ويحركهما للخلف.... وحين يجرب الليبي ذلك لا تسير معه الأمور بطريقة جيدة...
- وبعد كل هذا؟!
- بعد كل هذا لن أعرب الطابور الخامس ولو ذبحتني على ركبتك.... يا خريج المناهج القديمة وكتاب التوحيد، يا عنيف، يا من تخيم على شاطئ جدة... يا إرهابي.
- وصار التخييم على شواطئ جدة إرهابا؟
- طبعا فشواطئ جدة لا عري فيها، وذلك دليل تطرفكم، ولو كنتم متفتحين ومعترفين بحقوق المرأة لذهبتم إلى الشواطئ الأمريكية التي تحترم (الجنس)، عفوا المساواة بين (الجنسين)... (قال طابور خامس قال)... يريد أن يضمني إلى جماعة راصد التي ليس لها هم سوى إعراب جملة الطابور الخامس.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد