حلم ضائع

ما أجمل أصيل الشمس عند الغروب تداعب أشعتها موجات البحر الكبير مودعة بعد عناء طويل تختفي بين جنباتها ليسدل ستار العتمة ويحل سكون الليل الرهيب.

ها هو ذا يستقبل القمر المنير ولآلئ تضئ الفلك البعيد منادياً يا بشر الأرض حان وقتي فخذوا من الراحة نصيب ولتدعو الروح تطل من نافذة الفكر السديد و التأمل الرشيد..

ولحظات.. تتلبد السماء بالغيوم وتمر عواصف سوداء تجر وراءها الدمار متكاتفة يدا بيد هاهي السيول الجارفة تغزو فتحطم تقترب فتدمر وبعد قليل........ يا إلهي ماذا حصل؟

أين غاب القمر؟ إنه يترنح من كثرة الإعياء و التعب يترنح و سرعان ما يتهاوى ليرجع واقفاً صامداً مؤزر بالدماء تملأه ثخنات الجراح دمه يقطر قطرة قطره... و يا لها من قطرات عربية متوجعة محملة بالبكاء والآهات إنه يتعثر من وقع الصواريخ و الدبابات إنه يترقب من أين تأتي الضربة المقبلة.. هل هي من الإعصار _ اسرائيل _ فقد اجتمعوا عليه فلا فرق..

أين النجوم المتلألأة في كبد السماء لم لا تضئ هل أرهقها التعب أم السأم الطويل؟

إنها أقسمت هي الأخرى بقطرة دم كل شهيد، كل عربي تأوه وبكاء كل أم ثكلت وحسرة كل زوجت فقدت أنها لن تنير سماء يشوبها الغبار والضباب إنها تنتظر سماء ليل صاف ترتفع فيه راية الحق والعدل (لا إله إلا الله) خفاقة عالية قاطعة أصحاب السداسية العمياء..

ولكن ألم يحن وقت الصباح لما لا تشرق الشمس؟ أين شمس كانت تضئ قلب النهار دقاتها تنبض في كل زمان و مكان هل اختفت هي الأخرى؟

أيها القارئ قد كنا نحن المسلمين سادة العالم في يوم من الأيام قد كنا الشمس التي تضئ أرجاء الدنيا قاطبة لتعلن إشراقة يوم مسلم عربي جديد فاردتا أجنحتها لتضم العالم بأسره فخرجت شرذمة من الصهاينة الجبناء ووضعونا في غياهب جب عميق نتخبط فيه فيتسلل الخوف تارة ويتزعزع الإيمان تارة وإلى الآن نحن صامتون.. يا أحفاد عمر وأبناء صلاح الدين إلى متى؟

هل هناك من سيحمل الراية ويعيد للشمس بهجتها وللقمر نور سناه وللنجوم ضياءها أم هو مجرد حلم دفين مطوي في سطور.

قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله)

وضاع العز يا عمر وضاع العز يا عمر