على أسوار بغداد

3.7k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

مسرحية فصل واحد

قصة السقوط في الماضي والحاضر.

الزمان: 656هـ.

المكان: دار الخلافة في بغداد.

المنظر: قصر الخليفة المستعصم حيث تظهر سدة الخليفة وخلفها يقف حارسان صارمان. تتوزع النمارق المصفوفة والستائر المذهبة في مدخل الإيوان.

المشهد: ابن العلقمي ـ الوزير ـ في ردائه الأسود وعمامته السوداء يذرع الإيوان وكأنه يفكر في شيء ما، فجأة يدخل عليه أحدهم مسرعاً، تبدو عليه آثار الفزع.

الرجل: ابن العلقمي.. يا بن العلقمي.. أنجدنا.. أغثنا!

العلقمي: ماذا وراءك يا رجل؟

الرجل: لقد وقعت الفتنة بين أهل السنة والشيعة.. يا سيدي.

العلقمي (يهرش ذقنه): ماذا!! وهل وقعت أخيراً.

الرجل: وقعت! لقد تجالدوا حتى بالسيوف.

العلقمي: وعلى من كانت الدائرة؟

الرجل: علينا يا سيدي.

العلقمي (ممسكاً بالرجل): ويحك! ماذا تقول؟

الرجل: إنها الحقيقة.. لقد قُتل خلق كثير من الشيعة.. ونهبوا.

العلقمي: قتلوا!! ونهبوا!!

الرجل (متعلثماً): و.. و...

العلقمي: وماذا بعد؟ انطق.. ويلك.

الرجل: وبعضهم من أقاربك.. وخاصتك.. يا سيدي.

العلقمي (مغضباً): الويل لهم.. الويل.

الرجل: والرأي يا سيدي.. ماذا سنفعل الآن؟

العلقمي: حسناً.. عليكم بالصبر.. وأنا أعفيكم أهل السنة.. هيا بنا (يخرجان).

(يدخل الخليفة ويعتلي عرشه)

المستعصم (محدثاً نفسه): أين ذهب هذا الوزير.. أين؟!

(يدخل ابن العلقمي)

العلقمي: السلام على مولانا الخليفة ورحمة الله وبركاته.

المستعصم: وعليكم السلام. أين كنت يا رجل؟

العلقمي: كنت أتفقد أحوال رعيتكم يا مولاي.

المستعصم: هه.. وكيف أحوال رعايانا؟

العلقمي: على ما تحب.. يأكلون ويشربون.. ولكم يشكرون يا مولاي.

المستعصم: إذن دعنا نأكل ونشرب ونطرب نحن أيضاً.. عليّ بالقيان والجواري الحسان.

العلقمي: حظيتكم (عرفة).. في طريقها إليكم الآن يا مولاي.

المستعصم: آه يا عرفة.. يا له من صوت ناعم وقدٍّ, سالم..

العلقمي: ها.. ها.. (يضحك).. و.. و.. لكن هناك أمر يحول بينك وبينها يا مولاي.

المستعصم: بيني وبينها!! ماذا تقصد؟!

العلقمي: أقصد قلة المال.. قلة المال تمنعنا من جلب المزيد من الجواري.. يا مولاي.

المستعصم: ويلك.. وبيت المال أين ذهب؟!

العلقمي: لقد فني المال.. أو كاد.. والسبب جيشكم يا مولاي.

المستعصم: جيشنا!!


أضف تعليق