مسرحية فصل واحد
قصة السقوط في الماضي والحاضر.
الزمان: 656هـ.
المكان: دار الخلافة في بغداد.
المنظر: قصر الخليفة المستعصم حيث تظهر سدة الخليفة وخلفها يقف حارسان صارمان. تتوزع النمارق المصفوفة والستائر المذهبة في مدخل الإيوان.
المشهد: ابن العلقمي ـ الوزير ـ في ردائه الأسود وعمامته السوداء يذرع الإيوان وكأنه يفكر في شيء ما، فجأة يدخل عليه أحدهم مسرعاً، تبدو عليه آثار الفزع.
الرجل: ابن العلقمي.. يا بن العلقمي.. أنجدنا.. أغثنا!
العلقمي: ماذا وراءك يا رجل؟
الرجل: لقد وقعت الفتنة بين أهل السنة والشيعة.. يا سيدي.
العلقمي (يهرش ذقنه): ماذا!! وهل وقعت أخيراً.
الرجل: وقعت! لقد تجالدوا حتى بالسيوف.
العلقمي: وعلى من كانت الدائرة؟
الرجل: علينا يا سيدي.
العلقمي (ممسكاً بالرجل): ويحك! ماذا تقول؟
الرجل: إنها الحقيقة.. لقد قُتل خلق كثير من الشيعة.. ونهبوا.
العلقمي: قتلوا!! ونهبوا!!
الرجل (متعلثماً): و.. و...
العلقمي: وماذا بعد؟ انطق.. ويلك.
الرجل: وبعضهم من أقاربك.. وخاصتك.. يا سيدي.
العلقمي (مغضباً): الويل لهم.. الويل.
الرجل: والرأي يا سيدي.. ماذا سنفعل الآن؟
العلقمي: حسناً.. عليكم بالصبر.. وأنا أعفيكم أهل السنة.. هيا بنا (يخرجان).
(يدخل الخليفة ويعتلي عرشه)
المستعصم (محدثاً نفسه): أين ذهب هذا الوزير.. أين؟!
(يدخل ابن العلقمي)
العلقمي: السلام على مولانا الخليفة ورحمة الله وبركاته.
المستعصم: وعليكم السلام. أين كنت يا رجل؟
العلقمي: كنت أتفقد أحوال رعيتكم يا مولاي.
المستعصم: هه.. وكيف أحوال رعايانا؟
العلقمي: على ما تحب.. يأكلون ويشربون.. ولكم يشكرون يا مولاي.
المستعصم: إذن دعنا نأكل ونشرب ونطرب نحن أيضاً.. عليّ بالقيان والجواري الحسان.
العلقمي: حظيتكم (عرفة).. في طريقها إليكم الآن يا مولاي.
المستعصم: آه يا عرفة.. يا له من صوت ناعم وقدٍّ, سالم..
العلقمي: ها.. ها.. (يضحك).. و.. و.. لكن هناك أمر يحول بينك وبينها يا مولاي.
المستعصم: بيني وبينها!! ماذا تقصد؟!
العلقمي: أقصد قلة المال.. قلة المال تمنعنا من جلب المزيد من الجواري.. يا مولاي.
المستعصم: ويلك.. وبيت المال أين ذهب؟!
العلقمي: لقد فني المال.. أو كاد.. والسبب جيشكم يا مولاي.
المستعصم: جيشنا!!
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد