بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله - تعالى -:\"ولتَسمعُنَّ من الذين أوتوا الكتابَ مِن قبلكم ومن الذين أشركوا أذىً كثيراً\".
إذن هو أذى مسموع , هي حرب كلامية سُتعلَن على أهل الإيمان لتشويه دعوتهم, وتلويث سمعتهم, والتشكيك في سيرتهم وتختلف وسائل هذه الدعاية الدنيئة الموجَّهة من أهل الكتاب والمشركين ـ بعد تناسي جميع خلافاتهم ـ ضد الجماعة المسلمة لإيذائها في سمعتها وفي سقوطها وفي أعراضها وفي أهدافها وأغراضها ولكن أخطرها على الإطلاق في يومنا هذا: (الإعلام) وفي خطر الإعلام يقول الأستاذ الشيخ عبد الفتاح أبو غُدّة - رحمه الله -: \"إن مهمة الإعلام اليوم مهمة شاقة جداً, ومسؤوليته مسؤولية ثقيلة جلّى, وأثره في الخير أو في الشر كبير وخطير! وقد أصبح (الإعلام) لسان الدول, وأسطولها الظافر المدمِّر دون حرب جيوش, ولا قصف مدافع, فلدا توجّهة إليه عنايات دول الغرب والشرق على أقوى ما يستطيعون, لأنهم بذلك (الإعلام) الموجَّه: يهدمون ما أرادوا هدمه ويرفعون ما أرادوا رفعه, ويصلون بأقلامهم وأصواتهم وأقلامهم إلى كل بعيد وقريب.
والغالب على (الإعلام) اليوم أنه يخضع لمصلحة مصدره وموجَّهة, ولا يعتمد في كثير من الأحيان أو أكثر الأحيان على الدقة والأمانة ورواية الواقع وحكايته كما كان, بل يعرض كل شيء من منظور مصدره.. باثِّه وكاتبه, فكم نصر ذلك (الإعلام) باطلاً وخذل حقاً, وزيّف واقعاً, وغرر كبار العقلاء, وضلل أفكار البرآء!.
وأكثر من يقع في حبال هذا الإعلام المشؤوم هم المسلمونº لأنهم يسلّكون أنفسهم وينشأون على الصدق والأمانة, والدقّة والسلامة, فيُنزلون ما يقرأون أو ما يسمعون على ما اعتادت عليه نفوسهم, وتربّت عليه مشاعرهم, يقعون فريسة لذلك (الإعلام) المغترّ المضلِّل الختّال الأثيم.
ولذا كان من أوجب الواجبات على المسلمين في هذا العصر, أن يكون لهم (الإعلام) يمثل سلوكهم الصحيح وأمانتهم المعهودة, ويتحدث عن الوقائع والأحداث بما هي عليه, بشرف الحكمة ونصاعة الحق, وجرأة الأبيّ الأمين, الداعي البصير, الحكيم المسدّد, فينقذ أفكار المسلمين وعقولهم وسلوكهم, من هذه البلابل المضلّلة, والمخازي المدمرة، التي يقذفون بها من كل جانب غُدُوّاً وعَشِيّاً، وفي كل طريق، وعلى كل صحيفة أو موجة أثير.
ولذا كان من أوجب الواجبات على المسلمين في هذا العصر, أن يكون لهم (إعلام) يمثل سلوكهم الصحيح, وأمانيهم المعهودة, ويتحدث عن الوقائع والأحداث بما هي عليه, والمغيرات عليهم, بشرف الحكيم المسدَّد, فينفذ أفكار المسلمين وعقولهم وسلوكهم, من هذه البلابل المضلِّلة, والمخازي المدمرة, التي يقذفون بها من كل جانب غُدواً وعَشِياً, وفي كل طريق, وعلى كل صحيفة أو موجة أثير.
فقد صار (الإعلام) علماً قائماً بذاته, له مقوماته وأركانه, ووسائله ورجاله, ودراساته النفسية والسياسية واللفظية والصوتية, والمكانية, والوقتية, فلذا كثيراً ما يُخدع القارئ المسلم, أو المستمع المسلم بما يُلقى إليه من خبر مصقول معسول, وأسلوب ناعم مسموم, وإعلام كاذب مدهون, فيظنه كما كُتب ونُشر, أو كما أُذيع وصوَّر, ويكون المكتوب أو المسموع بعيداً عن الصدق عدواً له, أُريدَ به التضليل أو التدمير أو التحذير أو التذليق\". انتهى كلامه - رحمه الله - وهو متفرِّع عما كلّف الله به المسلمين في القرآن الكريم إذ يقول: \"وجاهدوا في الله حق جهاده\", و يقول:\"وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة\", فهل هو جهاد بالنفس والمال فقط؟ بل هو جهاد بالكلمة أيضاً, وقوة في أقصى حدود الطاقة, بحيث لا تقعد العصبة المسلمة عن سبب من أسباب القوة يدخل في طاقتها. وإذا كانت العين بالعين, والسن بالسن, فلماذا لا يكون الإعلام بالإعلام؟
ولكن الفرق بين إعلامهم وإعلامنا كالفرق بين الثرى والثريا.
إعلامهم هدّام للنفوس, محّرف للحقائق, مفترٍ, على الإسلام وأهله.
وإعلامنا مربّ للنفوس, مدوًّ بالحق, مزيلٌ لغبار الافتراءات القذرة عن ديننا القويم.
وهذا يتطلّب من المسلمين إعداد العدّة لإعلام متخصِّص متفوِّق يواجهون به الإعلام المعادي ويتسللون عن طريقه إلى عقول الناس ليقنعوها وقلوبهم ليهدوها ونفوسهم ليربّوها وأفكارهم ليثقفوها. ولا شك في أنه سيكون طليعة الجهاد الحقيقي بالنفس والمال في سبيل ديننا العظيم ولإحقاق الحق وإبطال الباطل وتغيير هذا الواقع المهين المرير الذي يعيشه المسلمون اليوم. وبالتالي فإن العاملين للإسلام عموماً ومنهم المسلمات الداعيات ينبغي لهم أن يتوجّه عدد كافٍ, منهم إلى ميدان الكلمة والكتابة والتخصص في مجال الفن الإعلامي لخدمة القضية الإسلامية في أحد أهمّ ميادينها.
فَحَيَّ على الجهاد بالكلمة الصادقة الساطعة, والله لا يضيع أجر المحسنين.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد