بسم الله الرحمن الرحيم
أنقل إليكم مشهداً غريباً مر بي قبل قرابة أسبوع من كتابة هذه السطور و لما استطعت نسيانه و محوه من ذاكرتي باعتباره خاطفة مرت و أبت النفس إلا تسطيرها لكم لتشاركوني، فلعل منكم من يستفيد ألماً و حسرة منها:
هاكمو ذلك المشهد:
كالعادة وكوني بعيداً عن الأهل في مكان عملي دخلت أحد المطاعم في المنطقة التي أعمل فيها وليست المرة الأولى، بل هو المطعم الوحيد الذي ارتاده من بين المطاعم في تلك المنطقة حيث المقيمين عليه باكستانيون مسلمون، وكما أن البلوى عمت في ذلك الجهاز (التلفزيون) لا ينفك مزعجاً كلما دخلت فيه وكذلك حركة العمال والرواد الكثيرة هذا ما اعتدت فيه.
إلا أني أفاجأ قبل يومين بعد أن دخلت - فوجئت بسكوت تام في حركة العمال وكذلك الجالسين في انتباه عجيب و العيون والأسماع نحو التلفاز الفضائي، ما الأمر؟
ماذا تتوقعون يُعرض؟ إن المعروض في تلك الحالة هو مغني عربي (أسفي على العرب) بأغنيته وأنغام الموسيقى بشتى أنواع مزاميرها استنفرت فيه ثم ترافقه امرأة كاشفة الرقبة والصدر والسيقان وهي على مظهرها عربية أيضا. فأمعنت نظري في الحضور فإذا كلهم عجم من باكستان وهند.
ربما هناك أجناس أخرى لكن لم أر عربيا من بينهم، فعجبت من المشهد و من هذا الذي شد انتباههم، مع أن الذي يغني بلهجة ربما أنا لا أفهم 75% مما يهرج به، و لقد كان العرض فظيعا يا أحبتي، كرمكم الله تارة يضمها وتارة.. حالة لا توصف،
فسألت فضولا منى أحد الجالسين الباكستانيين، ما الذي جعل هذا الجمهور العجمي يتابع بكل هذا الاستنفار بحواسه، أتفهمون ماذا قال لي؟
فأجابني: (أنقل لكم معنى ما قاله لي حيث لا يحسن اللغة).
قال لي: ألا ترى أن الذي يغني من العرب وأن كلماته عربية قلت: نعم، قال إن العربية لها تأثيرها الخاص حيث لا توجد لها مثيل في لغاتنا، و إن لم نفهمها لكننا نحبها بإيقاعها ثم أنت ألا تعلم أنها لغة الإسلام؟
قلت: صدقت؟ ثم كون الرجل عربيا والمرأة عربية (والحديث له) حيث أن النساء في بلادنا و إن كن مسلمات، إلا أن التبرج لا يمثل شيئاً غريباً، عكس المرأة العربية في مثل هذه الحالة شيء لم نره، ومن حظي منا برؤية مثل هذه الحالة يعتبر محظوظاً، قلت في نفسي أي حظ؟!!!.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد