ما أجملها من ملابس ملطخة بالدماء..
ما أروعه من نسيم ينبعث من تلك الجثة المتناثرة..
ما أحلى رسمة الابتسامة على ذلك الوجه المغطى بحبيبات الرمل..
ما أبهى تلك الملامح التي نطقت بصمت..
ما أعذب تلك الألسن التي صرخت بأصوات التكبير..
ما أخف ذلك البدن الملقى بلا روح ولا نفس..
ما أبدع تلك السبابة التي علت بمفردها من بين أخواتها..
ما أقوى ذلك الساعد الذي أمسك بشعار يحمل حروف التوحيد..
ما أذكى ذلك العقل الذي كال لرموز الشر كل أصناف الكيل..
ما أسمى تلك الروح التي اختارت جوار خالقها..
ما أهذب تلك النفس التي تجندت في صفوف سنام عقيدتها..
ما أشجع ذلك الذي جال وصال في ميدان الرجال..
أي عزيمة تلك التي ركبتها فأوصلتك أعلى المنازل..
وأي إقدام ذلك الذي تأزرت به فغدوت بأحلى الحلل..
وأي جرأة تلك التي سرت في عروقك فأوقفت قلبك لينبض مرة أخرى في أكبر الروضات..
وأي هدية تلك التي أهديتها لدينك.. وماذا بعد أن تكون هي التي بين جنبيك..
وأي رجولة تلك التي فطرت بها جوارحك لترافق بها رجال السلف..
وأي حب اندفعت به في ساحة القتال ليحملك إلى لقاء المحبوب الحق..
وأي طموح ذلك الذي تقلدت به فألبسك خير الأوشحة..
أيها المجاهد المقدام..
يا من غدوت مجاهداً وأصبحت شهيداً..
يا من غدوت مدافعاً وأصبحت منتصراً..
يا من غدوت طالباً وأصبحت نائلاً..
يا من غدوت ثائراً وأصبحت صائباً..
يا من غدوت محباً وأصبحت محبوباً..
سلمت يداك التي رفعت إحداها شعار التوحيد والأخرى حملت ما يبيد الكفر والطغيان..
سلمت قدماك التي سرت في ساحة الجهاد لتترك آثاراً يشهد لها الزمان برسوخ الشجعان..
سلم لسانك الذي هتف بهتافات الشهادة التي نقت هواءً حمل أنفاس الشرك والإجرام..
سلم قلبك الذي أبى غير دين الحق شريعة ومذهباً..
سلمت روحك التي استجابت لنداءات الاستغاثة وصرخات الانتهاكات..
سلام لك وتحية من أبناء عقيدتك وإخوان دينك..
ولمَ لا.. وأمثالك يفتخر بأمجادهم التاريخ..
ولمَ لا.. وأمثالك يشهد بعرق جهودهم بصمات النصر..
ولمَ لا.. وأمثالك هم رموز الفداء والتضحية..
ولمَ لا.. وأمثالك سَلَّمنَا مقاليد العزة بقطرات دمه..
ستظل حياً بيننا وإن فني جسدك..
سيظل صوتك مسموعاً وإن أفل ثغرك..
سيظل اسمك خفاقاً وإن زال طيفك..
سيظل موقفك فخراً لأمتك وإن اضمحل ذكرك..
سلمت.. سلمت.. سلمت..
ليت شعري.. من أين لنا بأمثالك؟.. فليس غيرك في نظري يستحق
التحية ومن هم بأمثالك.. وكل من يخدم دين الله تعالى.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد