أجهِز عليه


 

بسم الله الرحمن الرحيم

حينما أجهز ذلك الجندي المتوحش على ذلك الجريح في أحد مساجد الفلوجة الصامدة كان على يقين أن دمه سيذهب هدراً.

أجهز عليه بطلقة من نــــــــــــار       لا تخشَ من نقد ولا استنكـــــار 

أجهز عليه كما تشاء فإنـمــــــــا        هو واحد من أمة المليـــــــــــــار 

هو واحد من أمة قد فرطــــــــــت       في دينها فتــجللت بالعـــــــــــار 

مزق برشاش احتلالك جسـمــه       وانظر إليه بمقلة استحقــــــــــار 

فجر بطلقتك الدنيئة رأســـــــــــه      واصعد إلى المحراب \"بالبسطـار 

فجر ولا تخشى العقاب فـــإنـــــه      من أمة منـزوعة الأظفـــــــــــــار 

لانت أصابعها فما شدت بهــــــــا       حبلاً ولا ربطت خيـــــــــــوط إزار 

هو مسلم دمه حرام إنمــــــــــــا       حللته بطبائع الأشـــــــــــــــــرار 

آذيت بيت الله حين دخلتــــــــــه       متباهياً بعقيدة الكفــــــــــــــــار 

دنست بالقدم الرخيصة ساحــة       ومشيت مشية خادع مكـــــــار 

متبختراً تمشي على أشلائنـــا       فوق المصاحف مشية استكبار 

ما كان أول مسجد ذاق الأســى       وبكى نهاية صرحه المنهــــــــار 

لو أن عيسى شاهد الظلم الذي      يجري ومــا فيكم من الأوضــــار 

لمشى برايات الجهاد لصدكــــــم      عن ظلمكم ولنُصرهِ المختـــــار 

عيسى نبي الله مثل محمــــــــد      يترفعان بنا عن \"الأضـــــــــــرار\" 

لستم نصارى للمسيح وإنمـــــــا      جنح الصليب بكم إلـــى الأوزار 

همجية يا علج لم ترعــــوا بهـــــا      مقدار محراب وحـــــــــــرمة دار 

شلت يسارك فهــي يمناك التي      ضربت وهل للوغد غـير يسـار؟ 

هذا قتيلك بين نصر عــــــــــــاجل      وشهادة لاقى أعـز خيـــــــــــار 

أطفأت شمعة روحه برصـــــــاصة      حتى دنا من ربه الغفــــــــــــار 

أكسبته أمل الشهادة وانتهــــــى      بك ما اقترفت إلى طريق بــوار 

فذللت حياً حين عــز بموتــــــــــه      وبقيت مسكوناً بداء سمــــــار 

يا علج لـــــــــــــولا أن أمتنا رمت      بزمام مركبها إلى الشطـــــــار 

خضعت لقومك واستبد بها الهوى     ومشت بلا وعي إلى الجــــزار 

لولا تنكبها طريق رشادهـــــــــــا       حتى هوت في ذلة وصغــــــار 

والله لـــــــــــــــولا ضعف أمتنا لما      فرحت يداك بلمسة لجـــــــدار 

ولما وطئت برجـل غدرك مسجداً      وقطعت فيه عبادة الأخيــــــــار 

ولما شربت الكـأس فيه مدنســاً      بالموبقات براءة الأسحـــــــــار 

أنا لا ألومك فالمــــلامة كلهـــــــــا      لمخادع من أمتي وممــــــاري 

كل الملامة للذين تشاغلــــــــــوا      عن مجدهم بالنـاي والقيـــثار 

كل الملامة للذين تنافســـــــــــوا      في عشق غانية وشرب عقار 

باعوا الكرامة والإباء بشهــــــــــوة      قتلت رجولتهم ولعــب قمـــــار 

يتشاتمون على فضائياتهـــــــــم      متجاهلين فظائع الأخبـــــــــار 

فلوجة العزمات تلقى وحـــــدهــا      صلف الغزاة وقسوة الأخطــــار 

وغثاء أمتنا على باب الهــــــــوى      يسري بهم نحو المذلة ساري 

يا جند آكلة اللحوم إلى مـتـــــى      تبقون في دوامة الإعصـــــــــار 

سرتم على آثار (كيماويــــــكــم)      يا شر من ساروا وشر مســـار 

ما هذه صفة الشجاعة إنمــــــــا       هي من صفات الخائن الغــدار 

أين الحضارة؟ أصبحت أكذوبـــــــة      لما بدت مكشوفة الأســـــــرار 

لا تفرحوا بالنصر فهــو هزيمـــــــة      ألقت بكم في حفرة الأقـــــذار 

أنى ينال النصر من لا يرعـــــــوي      عن هتك أعراض وقتل صغـــار؟ 

فلوجة العزمات أخــت حلبــــــجة      لا تيأسي من نصرة القهـــــار 

أثر الجريمة سوف يبقى شاهـداً       عدلاً يهز ضمائر الأحــــــــــــرار 

سيجيء نصرك حين ترفع أمتـي       علم الجهاد وراية الأنصــــــــار 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply