عـــودة التتـــار


 
 

في حدِّكَ (الحدٌّ بين الجدِّ واللعبِ)

 

بيضُ الدنانيرِ أغرتنا فما برحت

 

(بغداد) لا تغضبي منا فإنَّ لنا

 

هذا التتاريٌّ كم بَدرٌ أضاء له

 

هذا التتاريٌّ.. جُرحٌ في ضمائرنا

 

هذا التتاريٌّ.. يجري في أزقتنا

 

يا (بصرةَ) المجدِ.. حلَّ المجدُ حَبوَتَهُ

 

وراح يرقص في ثوب البغاء أسىً

 

يَحِنٌّ للدولة العظمى فتطعمه

 

فينحني مرَّةَّ أخرى.. صريعَ هوىً

 

يا بصرة المجد يا داراً أراح بها

 

نادى منادي جهاد الكفر فانفجرت

 

تُغِيرُ حتى يفيقَ الفجرُ مبتهجاً

 

يقودها الدين.. لا تسعى إلى سببٍ,

 

ها نحن نسلمها.. للموت (غرنطها)

 

سليلةَ الأمَّةِ العظمى.. فداك دمٌ

 

وما تفطَّرَ للأطفال لقَّنَهُم

 

سألتك الله هل أزرى بنا زمنٌ

 

وهل قنعنا بأن نحيا على طرفٍ,

 

وهل إلى دار هارونٍ, ومعتصمٍ,

 

 

وحدٌّنا غارقٌ في الذنب لم يَتُبِ

 

سودُ الزنابيرِ تَحسُو من دم العربِ

 

عذراً نعانيه في الأوتاد والسببِ

 

ما بين أظهرنا الـ (حمالةِ الحطبِ)

 

ولَطمَةٌ في جبين العزّ والغضبِ

 

مُنَقَّباً زمناً أو غير منتقبِ

 

منذ امتطينا رياحَ الشكِّ والهربِ

 

ويحتفي ـ مثلنا ـ بالسٌّحتِ والكَذِبِ

 

كأس النبيذ.. على كفٍّ, من الطربِ

 

كأنه لم يقل يوماً «وكان أبي»

 

(سعدٌ) ركائب لم تخرج إلى اللعبِ

 

نَبعاً.. وماست أزاهيراً وهَديَ نَبِي

 

بفجرها الغَضِّ في ثوب من الذهبِ

 

من الحياةِ ولا تسعى إلى نشبِ

 

ونحتسي إثرها كأساً من اللهبِ

 

لم ينتفض غيرةً ـ يوماً ـ ولم يَثِبِ

 

هذا التتاريٌّ أنَّ الذٌّلَّ في الخُطَبِ

 

من قبلُ أو ضمنا قبرٌ من الرَّهَبِ؟

 

فلا مِسَاسَ.. وهل ذُبنَا ولم نَذُبِ؟

 

نعودُ أم دارِ خوَّانٍ, ومغتَصِبِ؟

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply