أمّـي ذكـرتـك والـحشى تتقطعُ *** شـوقـا لذكراك ِ الجَوارُحُ تضرعُ
أنـت العيونُ ومن ظلالك ِ يَرتوي ***كـونـي بـألـوان ِ الجَمال ِ ويَرتعُ
جـسـمي تكوّن َ من ترابك ِ والدما ***بـالعرق تجري من مَذاقك ِ تصنعُ
أنـت الـجَـمالُ وآية ٌ من مُبدع ***خـلـق السَلام َعلى عُيونك ِ يَربعُ
قـد حِـرتُ يـا أمّي وكانت حيرتي ***عَـجَـبـا ً لما تعطي فخيرُك يُسمعُ
لا يـسـبـقُ الـثقلانُ أمّي رحمة ً ***قـطـعـا ولـن يعلو بجود ٍ, يَنفعُ
فـهـي الـكمَالُ اذا الكمَالُ عطية ***تـعـطـي سَخاءا ً دونَ أجر ٍ, يُودَعُ
هذه الأصَابعُ حولَ صدرك ِ مِقبض ***والـعـينُ في عينيك ِ ثغري يَرضعُ
وبـحضنك الأنفاسُ تذهبُ وحشتي ***وتـلـفُ جـسـمي بالحَبائل ِ اذرعُ
قل لي وحقك َ هل عَواطفُ جاوزت ***هـذا الـحـنانُ وأي ٌّ وصف ٍ, يقنعُ
الأم عـاطـفـة ٌ ورحـم ٌمُحسن ***وعـظـيـمُ نـعـمَاء ٍ, لرب ٍ, يَرفعُ
حـمـل ٌ وأرضـاع ٌ وجفن ٌ مفتح ***حـبٌ وأخـلاصٌ وقـلـبٌ يخضعُ
ألأمُ درب ٌ لـلـجـنـان ِ مُـيَـسَر ***فـالـحـرصُ في مرضاتها سيُنجّعُ
الأم تـعـطـي من حليب ٍ, خيرها ***لا خـيـرَ فـي أم ٌّ لـصدر ٍ, تمنعُ
وخـلـقـتُ في أمٌّي لجسمها واهنا ***وهـنـا وضعفا ً كان حملي يُسرعُ
جـسـم بـقـلبين ِ الدماءُ تضمٌّنا ***قـلـبـي لـقلبك ِ كان شوقا ً يتبعُ
حُـبـي لشخصك ِ كالمجرة ِ وسعه***لـكـن َّ كـونـا ً في حنانك ِ يُجمعُ
مـن صـدرك ِ المِعطاءُ كنا نرتوي***بـحـلـيـب ود ٍّ, مثلُ عين ٍ, تنبعُ
لفطام صدرك ِ كان صبري مُوجعا ً ***فـالـعـيـنُ تبلى للفراق ِ وتجزعُ
قـد فاق َ صبري كل َّ صبر ٍ, قسوة ***قـطـعـا ً فبُعدي عن حَنانك مُفزعُ
ودَّعـتُ فـي الدنيا مَناحِل َ مشربي ***فـهـي الـحياةُ ومن حنان ٍ, تشرعُ
صَارعتُ أيدي الأهل ِ حين تجرٌّني ***عـن بـحر ِ جود ٍ, من دِمائك ِ يَفرعُ
ومـسكتُ صدرك َ كالغريق ِ بموته ***فـكـأن َّ صـدرك َ لـلمنايا مِبضعُ
جـاءو بـأ لوان ِ المشارب ِ والمنى ***بـدلا َ لـشـرب ٍ, من حنانك ِ يَطلعُ
عُـذرا فـقد مزّقتُ ثوبك َ مُجبرا ***وأظـافري في الصدر ِ جرح ٌ يُوجعُ
يوما ً سحبت ِ الصدر َ عن ثغري فلا *** صـبـر ٌ لـدي َّ ولا فِـطامِك أدفعُ
الـصـخـرُ يبكي حينَ يَشهدُ حالتي ***مـن صـدرك ِ المَلآنُ ثغري ينزعُ
لـم تـحـلُ للروح ِ المشارب كلها*** مـن بعد ِ صدرك ِ فالمشاربُ تلسعُ
ورأيـتُ بَـعـدي من يُعانقُ لاهفا ً ***صـدرا ً ويـشـربُ ما أحُبُ وأولعُ*
أخـذوا مـكـانـي أخـوة ٌ بتولع ***لـنـعـيـم مـا أصبو وما أتطلعُ
عُـمـري بـأيـام ِ الرضاعة ِ كله***فـهَـوَ الـكـمالُ بما شربتُوأضجعُ
تـبـا لـعـمر ٍ, جاوزَ العمرَ الذي***جـسـمـي بـحُضنك ِ راقد ٌ يتدلعُ
جـسـمي برحمك ِ قد تكونَ مُعجزا عـلـمُ الأجـنـة ِ أو عقولا ً تبدعُ
خـلقت برحمك ِ مُضغة ًمن بيضة ***مـن بـعـدهـا لحما ً لعظم ٍ,ِ يُودعُ
اللهُ قـد خـلـق َ الأجـنـة َ قادرا ***مـن نـطفة ٍ, مُشجت برحم ٍ, تزرعُ
جـسـمـي بـرحم ٍ, والأجنة خلقوا*** خـلـقـا ً بـأطوار ٍ, تصاغ وتطبعُ
الأم ٌّ صـانِـعـةُ الـحـياة ِ وخلقها***حَـسُـنـت بـأم ٍّ, لـلرذيلة ِ تدفعُ
وتـدوم دُنـيـانـا بـخير فضائل ***إن كـانَ جـل ٌّ نـسـائـه ِ تتورعُ
الأم صـانـعـةُ الرجال ِ وفكرهم***خـيـرُ الـرجال ِ لخير ِ ام ٌّ ترجعُ
ألأم تـعـطي في الحليب عواطفا ً***وعظيمُ حب ٍّ, في المراضع ِ مُوضعُ
سـنـتان ِ تحتَ منابع ٍ, من صدرها***أروي حـيـاتـي مـن نعيم ٍ,ِ أكرعُ
وأذا كـبـرّتُ لا يـقـل ٌّ حـنانها***لـلـمـوت ِ يـبقى لا يمل ٌّ ويَهجعُ
وفـطـمـتُ مـنك والفطامُ نوائب *** ٌلـلـطـفـل أيـام ٌ تـزولُ وتقشع
لـكـن ّ حُـبـك للجنين ِ وراضع ***حـتـى الـكهولة ِ لا يقل ٌّ ويَضلعُ
الأم لا تـعـلـى وأن ّ حـنـانها***هـبـةُ الـجـواد ِ فلا لغير ٍ, تودعُ
عَـددَ الـشهور ِ فتسعة ٌ في رحمها***أحـيـا كـأنـي آمـر ٌ يـتـتبعُ
سَـيـضـل ٌّ قـلبُك للوليد ِ مُناجيا ***حـتـى أذا لـلـقلب ِ بات َ يُقطعُ
وأذا حـلـيبُ الطفل ِ كان مُصنعا ***لا خـيـرَ عـنـدَ شـبـابه يُتوقعُ*
وصَرخت قبلي حين عِشتُ بواجع ٍ,**** ولـطـمت ِ خدّك بعد صبر ٍ, يُقنعُ
وإمـلت حملَ مَواجعي عن كاهلي***فـكـأن آلامـي لـقـلـبك مُشفعُ
وسـهرت ليلك ِ حول مهدي تنشدي***أهـزوجـة فـكأن صوتك ِ مَسفعُ
صَـوتـي لـقلبك ِ كالنسيم ِعذوبة *** ًوجـهـي لـوجـهك ِ كالمريا يُطلعُ
مـا كـنتُ أحسبُ أن خيرك زائل ***مـن قـبـل ِ بُـعدك فالنعيمُ مُوسّعُ
لـكـن بُـعدك ِ للعواطف ِ نائب ***وعـظـيـمُ كرب ٍ, للمراحم ِ يَقطعُ
مـهـمـا عَـملتُ لأجلي أمٌّي أنما***عـمـلـي كقطر ٍ, في بحور ٍ, يَقبعُ
أنـت الشموسُ لكل ّ عين ِ أبصرت***يـومـا ضياءا ً من حنانك ِ يَسطعُ
أمٌّـي أنـادي حـين يُؤلمُني القذى***أو حـيـن يَظهرُ في حياتي مُروعُ
الـعـشـقُ أخلاص ٌ وحب ٌ خالد ***والـعـشـقُ داء ٌ لا يطيبُ ويَخنعُ
الـعـشـقُ حرف ٌ في كتاب ٍ, أسمه***عـطفُ الأمومة ِ حيث سفر ٌ يُنصعُ
أن كـنـت محظوظا ً أفوزُ بدعوة ***لـلـه ِ مـن أمـي بـقـلب ٍ, يركعُ
تـبـقـين َ في ذكري وذكركُ خالد ***والـذكـرُ لـلأحـباب ِ زاد ٌ يشبعُ
حُـزنـي لبُعدُك كالممات ِ لطامع ***حُـزنـي عظيم ٌ أي َّ حزن ٍ, أجرعُ
الـحـزنُ عطف ٌ والدموعُ شوافي ***والـحـزنُ لـبـس ٌ والبكاءُ يُنزّع
يـا عـيـنُ أبكي يا مدامعُ أهدري***حُـزنـا ً لـفـقدك ِ لا لعين ٍ, تهجعُ
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد