وقـف الـعـدو مدججا بسلاحه * * * قـطـع الـطـريق بعده وعتاده
مـتـتـرسـاً بـالجلِّ مِن آلاته * * *وعُـيـونه انتصبت حذاء زناده
والـنـارُ يُـرسـلها لهيباً تلتوي * * *تـحـوي الظلام بظلمه وسواده
والـخـوذة الحمقاء تمنحه الشجا * * *عة والبطولة كي يُرى في رشده
والـجُـبـنُ يـملأ قلبه وجفونه * * *حـتـى بـدا مـتخفياً في جلده
وقـف الجبان وما علا فيما علا * * *مـتـبـجحاً بين الملا مع جُنده
إلاّ عـلـى أمَم ٍ, أضاعت مجدها * * *وتـتـبـعـت أثر الطغاة تناده
ووقفت عاري الصدر أدفع نصله * * *ويـدي تـجاوزت الجموع لصدِّه
والـمـسجد الأقصى أراه مكبلا * * * والـقـيـد بـين إباءه وصُموده
ويـئـنٌّ مُـنتخيا فيا من ينبري * * *لـلـقـيـد يـكسره بعز جهاده
ويـنـير ضوء الحق في جنباته * * *فـيـرى بـهـياً كالنجوم بجوده
الـمـسجد الأقصى أمامي خلفهم * * * مُـتـمـسـكاً يحنو على روّاده
مُـتـشـبِّـثا حراً، تبارك ربه * * *وهـب الـحـياة بأرضه وبزاده
والـغُـر مـن أبناءه في حوضه * * *ورواقـه صـفـاً تـلوذ ُ بعقده
وحـرائـرٌ فـيها البطولة والوفا * * *وقـلـوبـهن تمازجت مع عَهده
هـرعـت بـقلبٍ, واثق ٍ, مُتقدم ٍ, * * *وبـسـيـفِ عز ٍ, لا يخون بحده
والـمـسجد الأقصى جريح بيننا * * *وأسـاسه انصدعت بأرض بلاده
والـمسجد الأقصى غريب بيننا * * *حـد الـفـؤوس تـخُدٌّه في خده
يـا قدس من يبقى يساند حوضكم * * *ويـهـبٌّ مـبـتَـسماً إليه بجده
يـا قـدس يا مهد العروبة والإبا * * *يـا فـجرُ قد طاف الظلام بعيده
يـا أُمتي، من أُمتي كي ترتجى * * *مـسـرى الـرسول مُقيدٌ بقيوده
ودمـاءُه انـثرت فغطت شمسَنا * * *من لا يرى الشمس الشموس بناده
فـالـشمس لا تخفى بغربال كما * * *قـال الأوائـلُ والـحديث بعهده
يا من تفاخر بالعمى عن عرضه * * *مـتـغـافلاً عن جُرحه وصديده
فـالـضـبعُ يبلغ صيده متخوِّفا ً * * *جـزعاً يطوف بخفة عن صيده
فإذا رأى الـخوفَ الجسيمَ يهزّه * * *والـجـبـن يـعقد ركبتيه بعقده
يـستأسدُ الضبعُ الحقيرُ، تخوٌّفا ً * * *فـيُـرى بعُرفٍ, مقعيا في سعده
يـا مـن تـنـكَـرَ للبلادِ وأهلِهِ * * *يـا مـن تنازل للعدى عن جلده
وتـتـبـع الـمنبوذ من عاداتهم * * *مـسـخ تعلق بالخنا عن رشده
والـمسجد الأقصى صريعٌ بيننا * * *تـلك المدى قد أوغلت في جيده
يـا ربـي فاحمي حَوضه وبهاءَه * * *يـبقى عزيزا والجَنى من جوده
أنـت الـعزيز و أنت ربٌ قادرٌ * * *تـسـمو الخلائق بالربا في حمده
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد