فن المقال الصحفي ( 1-2 )


بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فهذه مقالة أوضح فيها بإيجاز سمات المقالات الصحفية وكيفية كتابتها.

فالمقال الصحفي هو: الإدارة الصحفية التي تعبر بشكل مباشر عن سياسة الصحيفة وعن آراء كتابها في الأحداث اليومية الجارية، وفي القضايا التي تشغل الرأي العام المحلي أو الدولي.

ويقوم المقال الصحفي بهذه الوظيفة من خلال شرح وتفسير الأحداث الجارية والتعليق عليها بما يكشف عن أبعادها ودلالاتها المختلفة.

وإذا كان الجانب الأكبر من المقالات الصحفية يعبر عن سياسة الصحفية، إلا أن هناك جانب آخر من المقالات الصحفية قد يعبر عن رأي الكتاب والمفكرين الذين لا يعملون في الصحيفة ولا يشترط أن يكتب هؤلاء بما يؤيد سياسة الصحيفة، بل ربما تنشر لهم الصحف مقالات تخالف سياساتها وذلك عملاً بحرية الرأي وخاصة في المجتمعات الديمقراطية.

 

وظائف المقال الصحفي:

1- الإعلام: وذلك بتقديم المعلومات والأفكار الجديدة.

2- شرح وتفسير الأخبار اليومية الجارية.

3- التثقيف: وذلك عن طريق نشر المعارف الإنسانية المختلفة.

4- الدعاية السياسية: وذلك بنشر سياسة الحكومة والأحزاب وموقفها من قضايا المجتمع.

5- الدعاية الأيدلوجية: وذلك عن طريق نشر الأفكار والفلسفات والدفاع عنها ضد خصومها.

6- تعبئة الجماهير: أي حثهم ودفهم لخدمة نظام سياسي أو اجتماعي معين.

7- تكوين الرأي العام في المجتمع والتأثير على اتجاهاته سوءاً بالسلب أو الإيجاب.

8- التسلية والإمتاع وهو الأمر الذي تحققه المقالات الترفيهية أو الضاحكة أو الساخرة.

 

لغة المقال الصحفي:

لغة المقال الصحفي هي وسط بين لغة المقال الأدبي ولغة المقال العلمي، فالمقال الأدبي يعبر فيه الكاتب عن عواطفه وتجربته الذاتية ومشاعره الوجدانية تجاه موقف خاص أو موقف عام.

أما المقال العلمي فهو أداة العالم لوصف الحقائق العلمية من خلال منهج علمي يقوم على الموضوعية المطلقة، لكن المقال الصحفي ففيه شيء من ذاتية الكاتب الأدبي، وفيه شيء من موضوعية.

فلغة المقال الصحفي هي لغة الحياة العامة، أي لغة المواطن العادي، فهي لغة يفهمها جميع القراء مهما اختلفت مستوياتهم التعليمية أو الثقافية أو الاجتماعية.

لكن لا يعني ذلك أن تكون لغة المقال الصحفي هي العامية، وإنما يجب أن تكون لغة المقال الصحفي لغة عربية فصحى ولكنها ليست فصحى العصر الجاهلي أو العصر العثماني، وإنما فصحى عصر الصحافة..أي العصر الحديث.

 

أنواع المقال الصحفي:

1- المقال الافتتاحي.

2- العمود الصحفي.

3- المقال النقدي.

4- المقال التحليلي.

 

* المقال الافتتاحي:

هو مقال يقوم على شرح وتفسير الأخبار والأحداث اليومية بما يعبر عن سياسة الصحيفة تجاه هذه الأحداث والقضايا الجارية في المجتمع.

وتختلف وظيفة المقال الافتتاحي حسب طبيعة المجتمع الذي تصدر فيه هذه الصحيفة، ففي المجتمعات الليبرالية الديمقراطية يعبر المقال الافتتاحي عن مالك الصحيفة سوءاً أكان فرداً أو جماعة أو حزباً معيناً، أما في الدول الاشتراكية أو المجتمعات النامية فالمقال الافتتاحي يعبر عن سياسة الدولة أو الحزب الحاكم فيها، حيث يلعب المقال الافتتاحي هنا دور الدعاية السياسية للدولة.

الذي يكتب المقال الافتتاحي هو رئيس التحرير أو كبار الكتاب في الصحيفة ممن يثق بهم رئيس التحرير أو أصحاب الصحيفة.

يمثل المقال الافتتاحي رأي الصحيفة بأكملها وليس مجرد رأي كاتبه ولو كان رئيس التحرير.

 

العمود الصحفي:

هو مساحة محدودة معينة ثابتة في مكان محدد، وفي وقت محدد تعطيها الصحيفة لأحد كتابها الكبار، وتكون ذات عنوان ثابت ولا بد أن يحمل توقيع كاتبه.

وليس من الضروري أن يلتزم كاتب العمود الصحفي بسياسة الصحيفة واتجاهاتها، وإن كان متعارفاً على ألا يكون معارضاً لها.

كاتب العمود الصحفي له الحرية في تناول ما يريد من موضوعات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية فيها، يهم الرأي العام ويشغل تفكيره.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply