بسم الله الرحمن الرحيم
فعندما يقبل الشاب على الزواج من فتاة كثيرة الاستخدام والمشاهدة للتلفزيون وتقضي ساعات كثيرة من اليوم أمام الشاشة لتشاهد أنواعاً عديدة من المنتجات الإعلامية التي لا تراعي القيم الاجتماعية والدينية والأخلاقية الحسنة، فإن هذه الفتاه لا يتوقع منها حسن تربية لأبنائهاº لأنها استمدت العديد من القيم الأخلاقية السيئة من هذه الوسائل، وقد تقتنع بأسلوب معين في التربية تجده متبعاً في معالجة المشاكل الأسرية في الدراما التلفزيونية.
ومثال على ذلك: أمّ ترى أنه ليس من العيب أن تصادق بنتها ولداً في فترة المراهقة وأن يدخل بيتها، طالما أن الأم تعرفه من خلال إخبار ابنتها لها. ولكن العيب أن تعرفه البنت بدون علم الأم.
ومن جانب آخر..تبين الدراسات الإعلامية أن المستخدم لوسائل الإعلام بكثافة غالباً ما تضعف علاقاته الاجتماعية وخاصة داخل الأسرة.
فعند بدايات استخدام التلفزيون في الأسرة المصرية كانت الأسرة تجتمع حول الأعمال الفنية والنشرات الإخبارية ثم يتم التحدث حولها ومناقشة بعض المشاهد أو الأخبار، فأوجدت مجالاً للحوار الأسري.
وفي ظل المستجدات التكنولوجية الحديثة وتعدد وسائل الاتصال زادت فرص الاستخدام الفردي وقلت فرص الحوار الاجتماعي الأسري. وهو ما أضعف الترابط الأسري وساعد بالتالي على تفككها.
إذن فهذه التطورات في استخدام وسائل الإعلام لابد أن تلحق تطورات في التفكير وطريقة التعامل البنّاء معها والاستخدام الإيجابي لهذه الوسائل، ولا يستطيع أحد أن يصل إلى هذا الاستخدام الجيد والبنّاء إلا من خلال الوعي التام بحقيقة هذه الوسائل وطرق استخدامها ومنافعها ومضارها، ويكون هذا الوعي مبني على عقيدة سليمة وصحيحة محددة الغاية والأهداف.
فهل يتطلب هذا الأمر سؤال الفتاة قبل الزواج عن أنماط استخدامها لوسائل الإعلام؟ وماذا تشاهد ومتى؟ وكم عدد الساعات المستخدمة؟ وأي القنوات تشاهد ومواقع الإنترنت التي تستخدمها والمطبوعات التي تقرؤها؟
وهل توجه هذه الأسئلة أيضاً للمعرس عندما يتقدم لخطبة فتاة؟
وتزداد أهمية الإجابة على هذه التساؤلات عند معرفة أنه من أسباب ارتفاع معدلات الطلاق الحديثة سوء استخدام الشباب للإنترنت والفضائيات.
إن عملية تعديل أنماط الاستخدام والمشاهدة واردة ومعقولة وممكنة لدى الطرفين، فإذا أدرك العروسان أن مشاهدة الفيديو كليب الذي يسوق الإثارة الجنسية والأخلاق السيئة يؤثر سلباً على وظائف الجسم وأعضائه، وربما أدى إلى أمراض تناسلية للبنت تعوقها عن الإنجاب كما أثبت ذلك بحث أجري في مصر، ويبين أن هناك مرضاً يسمى \"دش سندروم\" يؤثر علي الجهاز التناسلي للفتاة كثيفة المشاهدة للفيديو كليب، ربما يغير المشاهد آراءه وأنماط استخدامه بعد ذلك.
وإذا أدرك العروسان أن المشاهد العنيفة والإثارة في عرض اللقطات وسرعتها وصخب المثيرات السمعية يؤثر على إفراز غدد لدى الإنسان تؤدي إلى زيادة التوترات العصبية والقلق والإرهاق وهو ما يؤثر سلباً على الأم الحامل.. ربما يغير الزوجان عادات استخدامهما لوسائل الإعلام.
وربما أظهرت هذه الأمور جميعها أهمية معيار الدين وحسن الخلق في اختيار العروسين كل منهما للآخر فيتسع مفهوم الحديث: \"إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه\"، و\"اظفر بذات الدين تربت يداك\".
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد