الإعلام العربي .. رمضان يفرّقنا


 

بسم الله الرحمن الرحيم 

كنت قد كتبت في المرة السابقة عن واقع الإعلام العربي في رمضان ونزوعه إلى البرامج الترفيهية، والتنافس المحموم بين القنوات الفضائية لجذب أكبر عدد من المشاهدين تحت شعار (رمضان يجمعنا)، وهو شعار يلفت نظر الجمهور العربي إلى ما تقدمه كل قناة من برامج الترفيه ومسلسلات الدراما التي لا تعرف معروفاً ولا تنكر منكراً.

ومن خلال الرصد التتبّعي لبعض هذه البرامج لا بد من أن نرفع شعار (رمضان يفرقنا).

نعم، لا بد أن يعي القائمون على هذه الوسائل أن للمسلم أوقاتاً وأزمنة للعبادة، لا تكدّر صفوها مضامين ساقطة أو إعلامات ساذجةº لقد بالغت هذه المضامين في الترفيه غير البريء، الترفيه المستهزئ بروحانية رمضان: فكراً وأسلوباً، حتى ليخال للرائي المتابع أن رمضان هو موعد للضحك، وتبلّد الإحساس، والتخمة الإعلامية التي تقدم وجبات من العهر والفجور والاستهزاء بالدين والسخرية من قيم المجتمع.

إن كانت هذه القنوات ترفع شعار (رمضان يجمعنا) من أجل العبث واللهو وكسب المال وزيادة رصيد الأرباح للمؤسسة الإعلامية، وإذا كانت الحقيقة هي أن هذه الظاهرة تتكرّر علينا كل عام فإن علينا تجاه ذلك كله أن نرفع شعار (رمضان يفرقنا) شعاراً نترجمه إلى واقع عملي يبتعد عن التنظير الذي لا يحرك ساكناً ولا يحدث أثراً.

وحتى يتحقق ذلك لا بد من أمرين أساسين:

1- زيادة جرعة الوعي لأفراد الأسرة تجاه هذه الظاهرة الإعلامية الرمضانية وبيان سوءتها، ونقدها وتحصين الناشئة من أثر مضامينها.

2- المطالبة الجماعية بإنشاء هيئة وطنية في كل قطر مسلم لمحاسبة هذه الوسائل الإعلامية إذا تطاولت على قيم المجتمع، أو قفزت على ثوابت الدين، أو قدّمت للأمة ما يتعارض مع روحانيّة الشهر الكريم، وليكن ذلك واجب العلماء والدعاة وأهل الاختصاص.

(رمضان يفرقنا) لا بد أن يتحوّل إلى حقيقة نعيشها مع هذا الإعلامº فالوسيلة الإعلامية بدون جمهور متابع مآلها الفشل.. فهل نفعل؟

  

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply