بسم الله الرحمن الرحيم
بلا مهنية..ولا تسويق.. ولا تشـــويــق..
ولا حضور! لا إحصائيات ولا معلومات من داخل الصحافة الإسلامية
المجلات الإسلامية تلاقي رواجاً بيراً اليوم
الإسلاميون استغلوا الإنترنت أثر من غيرهم
د. فهد العسكر: الصحف الإسلامية ينقصها في الغالب العطاء المؤسسي والإنفاق المالي والتنظيم
المعلن لا يهمه ما ينشر بقدر ما يهمه من يقرأ
د. علي الدومري: قارئ الصحف الإسلامية يحتاج إلى الجذب والتشويق
جماهير الحاضر تستهويهم الإعلانات التجارية
المشارون في التحقيق:
1- د. فهد بن عبد العزيز العسكر - أستاذ الإخراج الصحفي بقسم الإعلام بجامعة الإمام.
2- د. علي بن جبريل الدومري - أستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود.
3- د. صالح بن عبد العزيز الربيعان - الأستاذ المساعد للصحافة والعلاقات العامة بجامعة الإمام.
4- د. مساعد المحيا - الأستاذ بقسم الإعلام بجامعة الإمام والكاتب المعروف.
كيف هو واقع الصحافة الإسلامية اليوم؟ وما حجم حضورها وفعاليتها؟ وهل هناك صحافة إسلامية بالفعل؟ وما الفرق بينها وبين الصحافة الأخرى؟ وإذا كانت تعاني هذه الصحافة من مرض اسمه (الضعف) فما سببه؟ هل هو سبب داخلي؟ هل هو سبب اقتصادي؟ هل غياب الكوادر له دور؟
يحار المتأمل لواقع الصحافة الإسلامية لأنه لم تعد هناك صحف إسلامية في الوقت الحاضر إلا ما ندر ولكن ما توجد هي في الغالب مجلات أسبوعية أو شهرية، وهذه المجلات رغم قلة مواردها مقارنة بالصحف العامة ظلت صامدة وقوية، بل زاد عددها في سوق المطبوعات وكثر قراؤها، بل إن المواقع الإسلامية أصبحت أكثر المواقع على الإنترنت. وفي هذا التحقيق نتعرَّف على جوانب مهمة كثيرة أثرى بها المشاركون هذا الموضوع فإلى نص التحقيق:
الأماكن المقروءة
في البداية تحدث إلينا الدكتور فهد بن عبدالعزيز العسكر أستاذ الإخراج الصحفي بقسم الإعلام بجامعة الإمام، حيث إن العمل الصحفي يجب أن يقوم على أسس احترافية مهما كان نوع ذلك العمل. فنحن الآن في زمن العمل الاحترافي والتنافس المؤسسي ومن المهم أن يستند هذا العمل أياً كان وبالذات إصدار مثل هذا النوع من الصحف، فهذا عطاء مؤسسي يشتمل على كيانات قائمة وتنظيمات وسياسات وإنفاق مالي وهذا هو المهم في إنجاح الصحف بشكل عام، بل إنه أحد أهم الأسباب، وعدم توفره يقف وراء ضعف الإصدارات الإسلامية سواءً كانت صحفاً أو مجلات. كما أن مجال عمل المطبوعات الإسلامية مجال حساس في ظل الاختلافات العقدية من فرق ومذاهب مما يجعل مجرد الخوض في موضوع من الموضوعات الإسلامية أمراً خطيراً يجب تحري الدقة فيه، خصوصاً أنه لا يوجد اتفاق في القضايا الرئيسة والأساسية بين المسلمين، فكيف إذن بالتفاصيل التي هي في الغالب عمل الوسائل الإعلامية. فهذه الوسائل لا تتناول القضايا الرئيسة في الشرع، لأنها قضايا محسومة، بل تتناول التفريعات والجزئيات وهذه الأخيرة يتم تناولها من قبل صحيفة قد يتعارض اهتمامها مع اهتمامات فئة معينة، فهذا التعارض يؤدي بالصحف إلى أن تضعف ولا تنجح.
الاعلان والنجاح
وأشار د. العسكر إلى أن الإعلان هو انعكاس للمقروئية، فالمطبوعات غير القادرة أصلاً على كسب الجماهير هي بالضرورة غير قادرة على كسب المعلن، فالمعلن لا يقدم إلا على الصحف المنتشرة والمقروءة، لأن المعلن هدفه في النهاية الوصول إلى أكبر كم من الناس لإىصال رسالته الإعلانية، فالمعلن يتجه مباشرة إلى المطبوعة التي تلقى رواجاً من الناس فأي مطبوعة ليست رائجة فإن المعلن لا يقبل عليها، فهو يدفع من أجل نجاح المطبوعة، في التوزيع ولا يهمه ما مضمون تلك المطبوعة فكلما كثر توزيع المطبوعة أقبل عليها المعلنون للوصول إلى هذه الشريحة العريضة من الناس التي تقرأ هذه المطبوعة وهذا غير متوفر في المطبوعات الإسلامية. كما أشار إلى أن هناك مصلحتين متعارضتين في الصحف عموماً وهما مصلحة القارئ الذي لا يريد الإعلانات، بل يريد مادة تحريرية إعلامية جيدة، والمعلن الذي يريد نشر إعلاناته في الأماكن المقروءة غالباً وليس في أي مكان في الجريدة، ولذلك فإن نجاح المطبوعة في النهاية يتأتى من خلال التوفيق بين هاتين الرغبتين ففي الجريدة قسم للتحرير همّه الأول هو ملء الجريدة بأكبر كم من المواد التحريرية وقسم للتسويق همّه الأول ملء الجريدة بأكبر كم من الإعلانات وبالتالي يضيع القارئ بينهما، فمتى ما استطاعت الجريدة أن تؤسس لرؤية مهنية تراعي اهتمامات القراء واحتياجاتهم وكذلك تعمل على الحصول على موارد مالية جيدة تستطيع من خلالها أن تكون قادرة على إنجاح الجريدة وتقويتها، فالجريدة التي يقبل عليها المعلنون سوف تكون بلا شك جريدة قوية ومتى كانت الجريدة أو الوسيلة أو الصحيفة قوية استطاعت أن تلبي احتياجات قرائه.
مراعاة عناصر التشويق
وفيما يخص الوظيفة الإعلامية تحدث إلينا الدكتور علي بن جبريل الدومري أستاذ الإعلام بكلية الآداب بقسم الإعلام في جامعة الملك سعود قائلاً:
إن الوظيفة الإعلامية التي تضطلع بها الصحافة ليست محصورة في القضايا السياسية وإن كانت هي من أهم الوظائف التي يسعى الكثير من القراء لمتابعتها والوقوف على الأحداث والصراعات، بل ما وراء الأحداث من تداعيات وأبعاد أخرى تابعة. فإلى جانب ذلك كلّه نجد الناس بحاجة إلى التوعية والتثقيف، كما أن قارى، الصحف والمجلات الإسلامية بشكل خاص يحتاج إلى عامل الجذب والتشويق وأيضاً يريد أن يشبع رغباته في مناحٍ, أخرى كالإمتاع والتسلية، ففي نظري أن الصحف والمجلات التي لها طابع إسلامي تقل فيها عناصر الجاذبية والإمتاع والتسلية وعلى القائمين عليها والعاملين بها أن يتحلوا بالصبر والمثابرة، ويخوضوا ميدان المنافسة الشريفة بكل ثقة ونظر ثاقب يرقب المستقبل ويرجو لرسالته السامية أن تبلغ الآفاق.
قارئ الإعلانات
أما عامل الإعلان في الصحف والمجلات فليس هو - في نظري - سبب انصراف القراء عن صحيفة ما أو مجلة لأنها تكثر من الإعلان، فما المانع من استعمال الإعلان الدعائي والتجاري، وهو يكون جزءاً مهماً من مصادر تمويل الصحيفة أو المجلة، كما يمثِّل في كثير من الصحف دعماً قوياً يدفعها إلى الأمام قدماً في عالم الصحافة ويضمن لها في أغلب الأحيان الاستمرارية والقدرة على التجديد والصمود.. إن جماهير القراء في عصرنا الحاضر تستهويهم الإعلانات التجارية.
وخلاصة الكلام أن على الصحف الإسلامية والمجلات أن تعرف قدر الرسالة التي كلفت بحملها في طياتها وبين أوراقها وفي مجلداتها وعليها أن تنهج في مضمونها المنهج الشمولي في جميع القضايا وتتناول تلك القضايا وتقدم لها الطروحات الناجعة بلغة سهلة واضحة، كما تُعنى في الوقت نفسه بالمظهر الجذاب المناسب مراعية في ذلك عناصر التشويق والجاذبية المباحة وتستدعي لذلك وتستقطب أصحاب الخبرات والمهارات في هذا المجال، ولا سيما مع وجود نعمة التقنية الحديثة المتوفرة للإخراج والتصميم وغيرهما من عناصر التشويق والجمال الجذاب، وعندئذٍ, أنا متأكد - إن شاء الله - أن النجاح سيكون حليفه.
محدودية الصحف الإسلامية
ومن جانبه أكَّد الدكتور صالح بن عبدالعزيز الربيعان الأستاذ المساعد للصحافة والعلاقات العامة بجامعة الإمام أن هناك صعوبة في تحديد مفهوم الصحافة الإسلامية، فهناك من لا يقر بوجود نوع محدد من الصحافة في البلاد الإسلامية يمكن تسميته بالصحافة الإسلامية، لأن ذلك في ظنه اتهام لوسائل الإعلام الأخرى بأنها غير إسلامية، كما أن هناك من يحصر المفهوم في إطار الصحف والمجلات التي تتناول الشؤون والقضايا الدينية والشرعية المباشرة. واتجاه ثالث يرى أنها تلك الصحف التي تصدر في الدول الإسلامية.. وعلى أي حال فإنه ليس هناك إحصائية تبين عدد الصحف الإسلامية، ولا مدى انتشارها وحجم توزيعها، فذلك من الصعب الحديث عن أنها تجد أو لا تجد رواجاً بين القراء، لكن الملاحظة الشخصية تظهر ندرة الصحف التي تصنف نفسها على أنها إسلامية، بل يمكن الجزم بأنه لا يوجد صحف يومية من هذا النوع، وهناك عدد محدود من الصحف الأسبوعية، ولعل أبرز العوامل التي أدت إلى هذا الوضع هي:
أولاً: الصحف الإسلامية في معظمها تنتمي إلى أحزاب أو تجمعات إسلامية وليست مستقلة، بل يطغى عليها الاهتمام بشؤون الجهة التي تصدرها، كما تلتزم بمواقف قادته.
ثانياً: وهي محدودة التوزيع، لأنها تتسم عادة بالمحلية.
ثالثاً: حساسية التناول الإسلامي للشؤون السياسية يحد من قدرة هذه الصحف على تخطي الحدود عبر الدول الإسلامية.
رابعاً: يضاف إلى ذلك أن العمل الصحفي اليومي المحترف يحتاج إلى طاقات بشرية مؤهلة وقدرة على الوصول إلى مواقع الأحداث وإمكانات مادية ضخمة وكل هذا لا يتوفر لأولئك الذين يرغبون في إنشاء صحف إسلامية ملتزمة وناجحة مهني.
خامساً: ضعف اهتمام المجتمع الإسلامي الملتزم بالشؤون السياسية والاقتصادية الإسلامية والدولية، وهي القضايا التي تكون عادة محل اهتمام الصحف اليومية.
سادساً: عجز رجال الأعمال المسلمين عن تفهم الأهمية الكبيرة للصحافة الإسلامية وإحجامهم بالتالي عن الاستثمار في هذا المجال، وضعف إقبالهم على الإعلان عبر المطبوعات الإسلامية.
وربما كانت طبيعة العمل الصحفي اليومي لا تتناسب مع الاتجاه الملتزمº لأن هذا النوع من الصحافة يهتم بتحليل الأخبار ونشر المقالات أكثر من حرصه على متابعة الأحداث اليومية وتحقيق السبق الصحفي. وفي هذا الإطار يمكن فهم اهتمام الاتجاهات الملتزمة عموماً بإصدار المجلات الأسبوعية والشهرية بدلاً من الصحف اليومية.
والاتجاه الإسلامي ينحى هذا المنحى، وقد صدرت عبر تاريخ الصحافة ولا تزال تصدر مجلات كثيرة تعنى بالقضايا الإسلامية بمختلف جوانبها، وانطلاقاً من هذه الحقائق فإن الحديث يجب أن يهتم بالمجلات الإسلامية أكثر من الصحف الإسلامية.
المجلات الإسلامية
ورغم انعدام الحقائق الإحصائية فإن المتابعة الشخصية توحي بأن المجلات الإسلامية تلقى رواجاً وتحقق نجاحاً لا بأس به، يدل على ذلك كثرة عددها وتواتر صدورها وتنوع اهتماماتها وحجم الإعلانات التي تستقطبه. وأضاف قائلاً: لا شك أن الصحافة الإسلامية بحاجة أولاً إلى قدر كبير من حرية التعبير، فكثرة العوائق السياسية والتحفظات الدينية والأعراف الاجتماعية تعيق قدرة هذه الصحافة في كثير من الحالات على نشر الأخبار بسرعة ودقة وموضوعية، كما تحول دون قدرتها على التعبير عن الموقف والاتجاهات المتخلفة في إطار المنظومة الإسلامية. وهذا يجعلها أسيرة بعد إسلامي واحد، وبالتالي لا يقبل عليها سوى اتجاه واحد من القراء. ثم إن الصحافة الإسلامية بحاجة إلى أن تتوافر على قدر كبير من التطور المهني المحترف الذي يمكنها من الوصول إلى مواقع الأحداث، ورصدها ونقلها إلى القراء، لأنها إن لم تكن المصدر الأول للخبر فلا حاجة بها لأن تكون المصدر الثاني. كما أنها بحاجة إلى رؤوس أموال ضخمة تستثمرها في الحصول على التقنيات الإعلامية عالية الجودة وتجعلها قادرة على الاستفادة من وسائل الاتصال الفضائية في الاتصال بمراسليها ونقل صحفها عبر العالم فضائي.
الجهد التسويقي
وقال د. الربيعان: يمكن للصحف الإسلامية أن تكون عامة تتناول كل القضايا والشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية والترفيهية.. كما يمكنها أن تكون متخصصة في بعض هذه القضايا، فلكل نوع من الصحف قراؤه، وإن كان الاتجاه الصحفي العام يميل نحو التخصص. وهي بحاجة إلى جهد تسوقي فعّال تقنع من خلاله القراء المسلمين - بل وغير المسلمين - بأنها وسيلة حيوية لكل من يريد أن يعرف العالم ويفهمه من وجهة نظر إسلامية. كما لا بد أن يتجه هذا الجهد التسويقي لرجال الأعمال المسلمين ليقنعهم بأهمية الصحافة الإسلامية من جهة وبالمسؤولية الملقاة على عواتقهم نحوها من جهة ثانية. إلا أنه أشار رغم أهمية الإخراج والتصميم في جذب القراء بشكل عام إلى أن الصحافة الإسلامية ليست بحاجة إلى المبالغة في الاهتمام به، لأنها أولاً ليست صحافة إثارة، وجذب أجوف، ثم إن فئة القراء التي تستهدفها هذه الصحافة أقل اهتماماً بهذه الجوانب الشكلية، وهذا لا يقلل من أهمية أن تظهر الصحف الإسلامية بشكل جميل وأن تخرج بشكل يخدم المضمون التحريري بها ولا يطغى عليها ويفقده قيمته.
وأخيراً فإن شبكة الإنترنت قد فتحت آفاقاً أرحب للصحافة الإسلامية، وقد كان الاتجاه الإسلامي صاحب المبادرة في استغلال هذه الوسيلة الاتصالية الجديدة للوصول إلى القراء عبر العالم، وتشير دراسة قام بها باحث ألماني إلى أن المواقع الإسلامية بمختلف اهتماماتها وتوجهاتها تحتل مكانة متقدمة في قائمة المواقع الأكثر زيارة عبر العالم. ولعل مرد ذلك إلى قلة تكلفة إنشاء الموقع وحجم انتشاره الكبير، بالإضافة إلى المساحة الكبيرة من حرية التعبير التي تتمتع بها مواقع الإنترنت.
الإشكاليات
ومن جانبه قال الدكتور مساعد بن عبد الله المحيا أستاذ قسم الإعلام بجامعة الإمام: إن في تقديري أن مفهوم الصحافة المتخصصة لدينا يحتاج إلى مزيد من البلورة والتحديد ولا سيما أن الحديث عن الصحافة الإسلامية هو شكل من أشكال الحديث عن هذه الصحافة المتخصصة. ومن الجدير التأكيد على أن ثمة إشكاليات لا يزال يواجهها هذا النوع من المجلات، فالبيئة المحلية والاجتماعية لا يزال يتطلع الكثير منها إلى نمط محافظ من المجلات ووفقاً لرؤية الكثير من هؤلاء الشعبوية والثقافية فإن المجتمع المحلي لا يزال بحاجة ماسة إلى أنماط عديدة تستوعب حاجاته وإشباعاته.. غير أن كثيراً من هؤلاء وبكل صدق وشفافية يقل إقبالهم على هذه المجلات سواء كان ذلك لأسباب تتعلق بالمجلة وعدم قدرتها على جذب هؤلاء أو لأسباب تتعلق بالجمهور نفسه وسلبياته تجاه ما يتطلع إليه على الأقل وفقاً لتعبيره ورأيه الذي يتحدث عنه في حين أن هذا الشخص أو هؤلاء يستخدمون الصحافة العامة، الأمر الذي يشير إلى نمط من المقروئية لديهم. المهم إذن أن الصحافة الإسلامية والمجلات الإسلامية بالذات ربما كانت في مجتمعنا لا تبتعد كثيراً في اهتماماتها عن الصحافة العامة نتيجة وجود كثير من المعايير المشتركة التي تسهم في توجيه العمل الصحفي وجهات أكثر انضباطية. وعليه فإنني أحسب أن المجلات الإسلامية يصعب أن يكون مفهومها لدينا على الأقل من الناحية التحريرية والفنية متسقاً مع ذات المفهوم في بيئة أخرى تكون الصحافة العامة فيها جانحة إلى حد البوح بالكفر البواح. وأشار إلى القول بأن الصحافة الإسلامية لا تلقى رواجاً فذلك أمر أتحفظ عليه نتيجة النمو المطرد في مجتمعنا لهذه المجلات وسوقها الاستهلاكية، بل ما تزال السوق تشهد بين وقت وآخر مجلات جديدة مع إقبال جيد، والأمر يتوقف على طبيعة هذه المجلة أو تلك والجهد المبذول فيها وحجم الإنفاق عليها، أما جريدة المسلمون فهي حالة فريدة نشأت بروح ثم عاشت بروح أخرى غير أنها انتهت بروح مختلفة عن النشأة ولذلك كان لها أن تنتهي.
الإعلان والربح
مبيّناً بأن الإعلان يسهم في دعم الإنفاق على المجلة وتكلفة تحريرها وإخراجها وطباعتها، وربما تحقيق بعض الهامش الربحي له.. بيد أن الإعلان لم يصل بعد في مجلاتنا الإسلامية باستثناء رمضان وربما الحج إلى حد أن يزيد أو يطغى على المادة التحريرية، بل لا تزال كثير من المجلات تقاتل من أجل الحصول على ما يكفيها أو يسد قدراً من حاجتها من الإعلان برغم سعره الزهيد.. والإعلان في أحيان كثيرة هو شكل من أشكال الخدمة التي تقدمها المجلة لقارئها فهو يحقق إحدى الوظائف التي تقوم بها المجلة أو الصحافة المطبوعة. إن العلاقة الطردية قوية ودائمة بين ازدياد حجم القراء وبين نمو الإعلان في المجلة أو الصحيفة.. وعليه فلا يمكن للمعلن أن يتجه إلى صحيفة لا تمتلك جمهوراً، ولا تتمتع بمقروئية واسعة إلا إذا كان يجد لهذه المجلة جمهوراً فئوياً يريد مخاطبته.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد