التلفزيون وأثره السلبي على المشاهدين


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إن التلفزيون سلاح ذو حدين فله جانب إيجابي وآخر سلبي. يكمن الجانب الإيجابي في الدور الذي من الممكن أن يقوم به في الرفع من مستوى الوعي الثقافي لدى المشاهدين. ويكمن الجانب السلبي في عدة نواحٍ, منها النواحي الاجتماعية والثقافية والنفسية والفسيولوجية (أو العضوية) وسأقوم بتناول كل منها في هذا المقال.

 

أولاً: الجانب الاجتماعي:

مع ظهور التلفزيون ودخوله كل بيت تقريباً تُحلق أفراد العائلة حوله مشدودين إلى البرامج المتنوعة التي يقدمها طيلة ساعات البث، الأمر الذي تسبب في الحد من النشاطات الاجتماعية التي كان أفراد العائلة يزاولونها في عهد ما قبل التلفزيون مثل تبادل الزيارات العائلية مع الأهل والجيران فأصبح الإنسان لا يرى قريبه ربما لأشهر عديدة.

 

ثانياً: الجانب الثقافي والنفسي:

فكثير من علماء النفس يقومون بحملة ضد التلفزيون خاصة بالنسبة لتأثيره السلبي على النمو العقلي والفكري لدى الأطفال فهم يلقون باللوم عليه لكونه وسيلة اتصال من جانب واحد يقوم التلفزيون عن طريقها ببث ما يريده القائمون عليه من برامج وأفكار ومبادئ من جانب واحد فيفقد الطفل القدرة على التحاور وإبداء الرأي وتبادل الأفكار وبالتالي يفقد القدرة على الابتكار والمبادرة ومن ثم النمو الثقافي بل والنفسي أيضاً حيث يسبب لهم الانطوائية.

 

ثالثاً: الجانب العضوي (أو الفسيولوجي):

وهو التأثير الذي يحصل على جسم الإنسان ويخفىَ على كثير من الناس. ولكي نتعرف على هذا الجانب دعونا نلقِ الضوء على كيفية عمل التلفزيون.

إن أهم جزء في جهاز التلفزيون هو الشاشة التي تقوم بتحويل الإلكترونات الساقطة عليها من الخلف إلى نقاط ضوئية تتشكل بواسطتها الصورة التي نراها. ويتم انطلاق الإلكترونات بسرعة عالية جداً نتيجة وجود فرق جهد هائل بين مُطلِق الإلكترونات والشاشة قد يبلغ حوالي 30 ألف فولت وعندما تصدم هذه الإلكترونات بالشاشة المصنوعة في الغالب من مادة الفوسفور فإنها تسبب في انطلاق نوع آخر من الجزيئات اسمها الفوتونات (أو الجزيئات الضوئية) التي تشكل النقاط الضوئية وبالتالي الصورة على الشاشة. وتماثل هذه العملية العملية الأخرى التي يتم بها تكوين أشعة إكس المستخدمة في المستشفيات للنواحي الشخصية.

فإن جهاز أشعة إكس يحتوي على لوح معدني تصطدم به الإلكترونات المنطلقة بسرعة هائلة ويتسبب ذلك الإصطدام في انطلاق جزيئات الفوتون السالفة الذكر بطاقة كبيرة تُكَوِن بدورها أشعة إكس. وكما يعلم الجميع فإن الأشعة لديها القدرة على اختراق جسم الإنسان لتسقط على لوح فوتوغرافي ينطبع عليه شكل عضو الجسم المعرض للأشعة، وهناك حقيقة ثابتة قد تخفى على بعض الناس وهي أن تلك الأشعة ضارة بالجسم إذا تُجَاوز القدر الذي يمتصه الجسم منها حداً معيناً. لذلك نرى مختصي الأشعة يرتدون ملابس واقية مصنوعة من الرصاص لأنه مادة تمنع مرور الأشعة.

 

وكذلك فإن الغرف الموجودة فيها أجهزة الأشعة تحاط بغلاف من الرصاص، كما يدخل في مادة أبوابها الرصاص لتوفير الوقاية اللازمة للمارة خارج الغرفة. كما يوصي الأطباء بعدم التعرض لأشعة إكس الخاصة بالصدر لأكثر من مرتين سنوياً لأنها أشعة قوية.

 

 

وتكمن أضرار أشعة إكس في أنها قد تُعرض الإنسان لا سمح الله إلى تأين جزيئات خلايا جسمه مما قد يتسبب في حدوث نشاط غير عادي لتلك الخلايا، ومن الأضرار التي قد تنشأ من ذلك: العقم وإصابة العين بالجلوكوما وتورم الغدة الدرقية وغيرها.

 

وكما ذكرت آنفاً فإن الشعاع الصادر نتيجة اصطدام الإلكترونات بشاشة التلفزيون يتولد معه أشعة إكس إلا أنها ليست بنفس قوة الأشعة التي تُستعمل في المستشفيات ولكن الخطر يكمن في أنه إذا إعتاد الإنسان الجلوس أمام التلفزيون عن قُرب ولفترات طويلة فإن كمية الأشعة الممتصة تتراكم في الجسم وللأسف فإن كثيراً من الأطفال اعتادوا على الإلتصاق بالتلفزيون بحيث لا يبعدهم عنه إلا مسافة متر فقط أو أقل، لمشاهدة برامجهم المفضلة ولفترات طويلة وبدون التحول عنه مما يؤثر على قوة أبصارهم فنراهم بعد مدة وقد بدأوا يرتدون النظارات، وهناك خطر آخر بدأ يبرز حديثاً وهو دخول الكمبيوتر الشخصي إلى البيوت وَوَلَع الأطفال بمختلف الألعاب التي يقدمها لهم، ولهذا الجهاز الحديث جميع الجوانب السيئة التي ذُكِرَت سابقاً إضافة إلى التأثير الفسيولوجي الذي يحدث عندما يلتصق الطفل بشاشة الكمبيوتر، أو شاشة التلفزيون عند توصيل الكمبيوتر به كما يفعل بعض الناس لمتابعة لعبته المفضلة لساعات طويلة وبتركيز شديد يرهق البصر وقد يتسبب في إحداث المشاكل العضوية التي ذكرت آنفاً.

 

مما سبق يتبين أن للتلفزيون وشاشات الكمبيوتر جوانب سيئة ينبغي علينا معرفتها وتوعية أطفالنا وفلذات أكبادنا بها ومحاولة تفاديها للمحافظة على سلامتنا بتتبع الخطوات التالية:

 

1 - تقليص الوقت الذي يشاهد فيه أفراد العائلة، وخاصة الأطفال، التلفزيون وشاشات الكمبيوتر، بقدر الإمكان.

 

2 - التأكد من جلوس الأطفال على مسافة لا تقل عن ثلاثة أمتار عن الشاشة.

 

3 - حَض الأطفال على مزاولة النشاطات الأخرى المفيدة لعقولهم وأجسامهم مثل الرياضة والقراءة.

 

4 - استعمال الشاشات المخصصة للكمبيوتر لأنها تغطي في العادة بطبقة واقية ضد الوَهَج الذي يؤثر في العين.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply