سربنتسا.. مدينة بوسنية مسلمة، صبرت تحت وطأة الحصار والقصف الصربي الشديدين عاماً كاملاً، وهي تنتظر نجدة أحفاد طارق وصلاح الدين. كان يكفيها الإمداد بالسلاح دون الرجال، فلم يطلع عليها وجه نصير إلا قلة من شباب
الصحوة الذين زرعوا قبورهم في أنحاء الأرض من أجل أن يورق الأمل، أما من بقي منهم حياً فهو ينتظر الاعتقال والمحاكمة إن عاد إلى بلده بتهمة (البوسنيين العرب! ) فما أمر (الأفغان العرب) عنا ببعيد.
واضطرت المدينة البطلة بعد نفاذ الذخيرة إلى الاستسلام المهين لقوات الأمم المتحدة التي قامت بتنفيذ شروط (الصرب)، وذلك بتدمير ما تبقى من سلاح المدينة لتقف عارية أمام عدوها الفاجر.. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
سربنتسا.. ما حفظناك كما *** يحفظ الحرّةَ حرّ بالدما
عَظُمَ الخَطبُ ولم نرفع له *** رايةً تغزو العدا أو علما
لم يَثُر (هارونُ) من علج غزا *** وسبى (فاطمةً) أو (مريما)
عاث كلبُ الروم في أقداسنا *** ودفعنا جزيةً كي نَسلما!
صوفنا أو قطننا أو زيتنا *** ناله (نقفور) منا كرما! !
جزية (الكربون) من يجهلها؟ ! *** جشع يمتص منا الدسما!
سربنتسا.. أي جرح راعف *** مَلأ الآفاقَ حُزناً معتما؟ !
هذه صلبانهم... نعرفها *** حقدها يكسو رُبانا عدما
* * * *
سربنتسا.. أي ذل قاهر *** لطخ الهامات عاراً مؤلما
نحن أسلمناك للعار وما *** أغضب العارُ بنا (معتصما)
جهرةً.. تلمس كفّ المعتدي *** موضعَ العفة لمساً مجرما!
وأخو النخوة يرنو صامتاً *** كالذي يحجب عينيه العمى
كم أنين.. كم صُراخ ضارع!.. *** فهل الأسماع تشكو صمما؟ !
يا جيوشاً أُتخمَت أسلحةً *** لم تدع في بيت مال درهما!
سمنت من جوعنا.. وانتفخت *** وغدا المغنمُ فيها مغرما!
جثمت فوق تراقينا وقد *** كتمت إصرارنا فانكتما
سمنت.. حتى حسبناها إذا *** دوهمت أوطانُنا.. تحمي الحمى
كم تحدت خصمَها هادرةً *** وأتى الخصمُ ضحىً.. فالتحما
وانجلى الموقفُ عن مهزلة: *** جبهة ديست..وأنف رُغما
جرت الخذلانَ..وانسلت إلى *** مجلس الأمن.. تنادي الأمما! !
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد