حب بنيتي


 

بسم الله الرحمن الرحيم

ما سرٌّ حبِّ بنيـّتي

لحقيبةٍ, تُمضي سُوَيعاتٍ,

ترتّبُ زهرَها؟

ويهيمُ عصفورُ الخيالِ

مغرّداً في روضِها

أغلى الأحبةِ كلّهم

هي أجملُ الأشياءِ باتت

في خميلةِ دُرجِها

هل يا ترى في ناظري

هي نفسُها في عينِها؟

ماذا بها؟

فيها كتابان فقط

ويراعةٌ كالرمحِ

يبدو رأسُها

ففتحتُ يوماً دُرجَها

ورأيتُ في وجهِ الحقيبةِ

وجهَها

فاحَ الشذا من زهرِها

وتبسّم الألفُ الجميلُ

وقد أمال الرأيَ يُعلن حُبَّها

والباءُ بات مميزاً

متوسداً قرطاسَها

وأجلتُ طرفي

في الجوانب كلّها

أستافُ عرفَ براءةٍ,

وأرى دمىً وعرائساً

ولكل واحدةٍ, مسمًى عندَها

أما المفاجأةُ الكبيرةُ أنها

وضعت بجبيب بجنب كتابها

مشطاً وصورةَ أمِّها

والميلَ والعقدَ الجميلَ وكحلَها

فضحكتُ وابتسم الفؤادُ لأجلِها

وتحرك الطفلُ الصغيرُ بداخلي

وطفقتُ آنسُ للصدى

لشريطِ ذاك العمرِ

في عمقِ المدى

لحقيبتي ولرائعاتِ طفولتي

أحسستُ أني وقتها

طيرٌ حبيسٌ قد شدا

وتبلّلت وجناتُه

من أدمعٍ, مثلِ الندى

فصحوتُ من ذاك الشرودِ

مسهّداً

وأعدتُ أشياءَ الحقيبةِ ذاتِها

يا ربّ فاحفظها لها

روحي فدًى لبُنيّتي

ولكلِّ طفلٍ, مثلِها

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply