ألم يأنِ أن نصحو ؟ !

4.5k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

عجبتُ لنا مهما يحيقُ بنا نَسلُو *** ولو سُلِبَت أرضٌ ولو هَلكَ النسلُ

ولو هتكَ الأوغادُ سترَ حريمنا *** ولو هُدِمَ الأقصى ولو طُرِدَ الأهلُ

ولو رسموا أمراً بلبس صليبهم *** وقرعِ نواقيسِ الكنيسةِ لم نَألُ!

كمثل غثاء السيل » مليارُ « مسلمٍ, *** كما بَيّنَ المختارُ ذلك من قبلُ

أرى أمةَ الإسلام قد طال نومُها *** قد افترشت ذلاً وألحفها ذلّ

ولمّا تُحرّكها مصيبةُ طاجكٍ, *** ولا نكبةُ البشناقِ إذ فَحُشَ القتلُ

ولا غصةُ العذراء هَدّمَ خدرها *** وأسلمَها للعارِ راغمةً نذل

تحاول أن تنسى ليرقَأ دمعُها *** ولو أنها تنسى لذكّرَها الحَملُ!

مصائبنا تترى فكل مصيبةٍ, *** على نائباتِ الدهرِ من قبلها تَعلو

ولم تُنسنا كابولُ قصةَ قدسنا *** وجاءت سراييفو فأضحى بها الشغلُ!

ذِهِلنَا فلم نفطن لنظرتهم لها *** وكم زلةٍ, للعينِ تتبعها الرّجلُ

فعاث بها الأعداءُ كيف بدا لهم *** وقد فعلوا ما لا يصدقه عقلُ

ودكّ بيوتَ الله أكفَرُ كافرٍ, *** له الويلُ والزقومُ والنارُ والمُهلُ

قد استنصرَ البشناقُ أبناءَ دينهم *** فكان جوابَ » القوم « حاصلُه الخَذلُ!

ولما رأينا الحرب قد طال أمرها *** وأُكثِرت الشكوى وألحفَت الرّسلُ

» أمَرنا « جميع الغرب أن يأخذوا على *** يد الفيلق الباغي وإلاّ لهُ الويلُ!

تضاحكَ أهـلُ الشرق والغرب عندما *** نطقنا وقد يُزري بقائله القولُ

نهددهم بالعزم فا ستهزؤا بنا *** فهزلُهُمُ عزمٌ وعَزمَتُنا هَزلُ! !

وقالوا لنا كفوا عن الجهل واصبروا *** فمشكلةُ البشناقِ أنشأها الجهلُ!

لقد خَبرَ الكفارُ قلةَ فعلنا *** وما قيمةُ الأقوالِ يخذلها الفعلُ؟ !

فعدنا إلى البشناق نحمل خُبزَنا *** وماذا عسى يغني عن الميتِ الأكلُ؟ !

عَهدنا إلى » غالي « بجود نفوسنا *** فَنَوّلَهُ الباغي على أنه جُعلُ

هُم طلبوا جيشاً يرابط عندهم *** ومطلبهم قوسٌ ومطلبهم نبلُ

لقد عقد الكرواتُ والصربُ حلفهم *** لحصرِ بني الإسلامِ كي يُحكمَ القفلُ

أرى النهرَ لا يجري إذا جَفّ نبعُهُ *** ولا يضربُ البتّارُ إن كُسِرَ النّصلُ

ولكنّ أشبالاً ببسنَةَ لم تزل *** تُباسِلُ أوباشاً ولا ييأسُ الشّبلُ

ألا ذَكَرَ الباغونَ موكبَ فتحنا *** غداةَ هزمناهم يرافقنا العدلُ

سيشهدُ أطفالٌ وشيبٌ ونسوةٌ *** بفضل بني قومي وهل يُنكَرُ الفضلُ؟

ظهرنا فلم نهدم بناءَ كنيسةٍ, *** فإن سيوفَ الله شيمتُها النّبلُ

إذا برز المقدامُ نطعمه الردى *** ونخجلُ أن يُردَى بأسيافنا الفَسلُ

وذلك لمّا كان يَحكُم شرعُنا *** إذا قال في أمرٍ, فقولتُه الفصلُ

فلما تحاكمنا إلى شرع غيرنا *** وصار إلى أعدائنا العقدُ والحَلّ

تمكن جند الكفر من رأس أمرنا *** وكان لنا من أمر أمتنا الذيلُ

ومهما يسوءُ الحالُ فالفألُ طيبٌ *** فإنّ رسول الله يعجبه الفَألُ

لقد آنَ أن نصحوا فقد طَالَ فجرُنا *** على ليلنا البالي ولن يَثبُتَ الليلُ

وها نحن قد عدنا إلى ديننا الذي *** على صفحة الحدباء ليس له مثلُ

تَخِذنا من الوحيين منهجَ دعوةٍ, *** نبلغها ببضاءَ منطقها جَزلُ

فإن نالنا الإيذاءُ فالصبر زادنا *** وكل الذي نلقاه من أجلها سهلُ

فإنّ الذي رباه دينُ محمدٍ, *** إذ قيل جُد بالنفس طابَ له البذلُ

سننشرُ نورَ الدين في كل بقعةٍ, *** ليسفرَ من أقباسه الوعرُ والسهلُ

ونحمل رايات الهداية للورى *** فإن هلكَ الآباءُ يحملها النّجلُ


السابقحب بنيتي
التالييا وحش ...
أضف تعليق