قانا


 

بسم الله الرحمن الرحيم

تـلـك الـدمـاءُ الـمُـستباةُ مِدادُ * * * كـتـبـت بـه تـأريـخَها الأمجادُ

 

كـتَـبـتـهُ فوق الطينِ حين تلوَّثَت * * * أوراقُـنـا، ورثـى الـنـيامَ رقادُ

 

كـتَـبَـتـهُ بـالأضـلاعِ لا بأنامِلٍ, * * *  هـي لـلـيـراعِ وطِـرسِهِ أصفادُ

 

تـبـقـيـن قـانـا شاهداً وشهيدةً * * * تـحـيـا..وأمّـا الـميتُ فالجلاّدُ

 

مـن طـينِكِ المغسولِ بالدمِ واللظى * * *  لا بـدَّ يـبـدأ يـومـهُ الـمـيلادُ

 

هذا هو العصرُ الرديءُ..تأَسدَت[1] * * *  فـيـه الـتِيوسُ.. وتُيِّست[2] آسادُ

 

سِـيـطَ الخنوعُ مع الشهامةِ فاستوى * * *  نـورٌ بـأحـداقِ الـضحى وسَوادُ

 

أعـدادُنـا؟ لا نـفـعَ فـي أعدادِنا * * *  إن لـم تُـوحَـد شَـمـلَها الأعدادُ

 

أضـحى \"رباطُ الخيلِ \" يربطنا الى  * * *  رعـبٍ, أقـامَ كـهـوفَـهُ \"الأسيادُ \"

 

 

تـنّـورُنـا \"القوميٌّ\" يسجرُهُ الأسى * * *  لـهـم الـرغـيـفُ وللجموعِ رمادُ

 

مُـتَـنـاطـحونَ.. فَذا يُريدُ زِعامةً * * *  بـاسـم الـنـضالِ وطبعُهُ استبدادُ

 

ومـقـيـمُ وحـدةِ \"أُمـةٍ, عـربيةٍ,\" * * *  بـالـسـيـفِ حتى ضُرِّجَت أعوادُ

 

وَدَعـيٌّ تـحـريـرٍ, وأصـلُ كتابهِ * * *  قـد حَـرَّرَت صَـفَـحاتِهِ \"الموسادُ\"

 

جَـزَّت نـواصِيها الكرامةُ واستحى * * *  مـن مُـسـتـذلٍ,ّ بـالـسلام \"إيادُ\"

 

كـذِبَـت بـلاغَـتُـنا وكاد يفرٌّ من * * *  أقـلامِـنـا ومـن الـلسانِ الضّادُ

 

ومـن الـكُـماةِ خيولُنا.. وتفرٌّ من * * *  أيـامـنـا فَرط الأسى الأعيادُ

 

مـا هَـزَّتِ الـريـحُ المُريبةُ خيمةً * * *  لـو لـم تـقـاتـل بعضَها الأوتادُ

 

سـادَ الـيـقـيـنُ الأقدمينَ فَسادوا * * *  ولـقـد خُـذِلـنـا حـين سادَ فَسادُ

 

يـا أُمـةَ الـقـرآنِ زاحَـمَ صُبحَنا * * *  لـيـلٌ وأوشـكَ أن يـتـيـهَ عبادُ

 

كـم رِدَّةٍ, سـوداء بـاسـم حـنيفِنا * * *  وكـم اسـتـجـار من اللظى وُرّادُ

 

يـا أمـةَ الـقـرآنِ أيٌّ غِـشـاوةٍ, * * *  حـلّـت فَـعَـزَّ على الرشيدِ رشادُ؟

 

يـا أمـةَ الـقـرآنِ أخـزى يومَنا * * *  هـذا الـقـنـوطُ وهـذه الأحـقادُ

 

كـم قـائـدٍ, فـيـنـا وأحـرى أنهُ * * *  مـن أُذنِـهِ والـمـنـخرينِ يُقادُ !

 

مُـدُنٌ تُـشـادُ عـلى جماجمِ أهلِها * * *  بـطـشـاً وأخـرى تُـستبى وتُبادُ

 

غـرسـوا الـرَّزايا فالتعسفُ مِنجلٌ * * *  ورؤوس أبـرارِ الـشـعوبِ حصادُ

 

مِـضـمـارُهـم أجـسادُنا ورغيفُنا * * *  والـمُـرخِصونَ ندى الضميرِ جِيادُ

 

قـانـا وهـل مـن نخوةٍ, وجموعُنا * * *  يـمـشـي عـلى أضلاعِها \"أفرادُ\"؟

 

آحـادُهُـم عـنـد الـهُتافِ مجامعٌ * * *  وجـمـوعُـهُـم عند الوغى آحادُ!

 

الـراكـضـون الى سلام \"مناصبٍ,\" * * *  ركـض الـطَّـريـدةِ راعَها الطُرّادُ

 

كـذِبَـت أنـاشيد النضالِ، وكَذَّبَت * * *  زعـمَ الـمـنـاضـلِ آلـةٌ وعتادُ

 

قَـصُـرَت يـدُ الأحرارِ فهيَ رسيفةٌ * * *  وَتَـنَـكـرَت لـسـيـوفِها الأغمادُ

 

ولـقـد يَـؤُمٌّ بـنـا الصلاةَ مُخَلعٌ * * *  نَـبَـضَ الـخـنـا بِدِماهُ والإلحادُ

 

يـا أمـةَ الـقـرآنِ صـار جهادُنا * * *  خُـطـبـاً بـهـا يـتسابقُ الأندادُ

 

\"لا يـسلمُ الشرف الرفيع من الاذى\" * * *  حـتـى يـعـيـدَ لـنا البلادَ جهادُ

 

كـم سـالَ مـن دمِـنا ولم يسلم لنا * * *  شــرفٌ نــديٌّ أمـسُـهُ وبـلادُ

 

وإذا الـسرائرُ في النفوسِ تَصَدَّعَت * * *  فـالـحـتـمُ أن تـتصدَّعَ الأجسادُ

 

أَنـردٌّ كـيـدَ الـطـامعينَ بأرضِنا * * *  يـومـاً ونـحـنُ لـبعضِنا أضدادُ؟

 

الـعـارُ بـالمرصادِ.. أين هروبنا؟  * * *  ضِـعـنـا.. ولـيس لحالِنا حُسّادُ

  

--------------------------------------------------

[1] تأسدت: أصبحت أسوداً.

[2] تيست:أصبحت تيوساً.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply