تـلـك الـدمـاءُ الـمُـستباةُ مِدادُ * * * كـتـبـت بـه تـأريـخَها الأمجادُ
كـتَـبـتـهُ فوق الطينِ حين تلوَّثَت * * * أوراقُـنـا، ورثـى الـنـيامَ رقادُ
كـتَـبَـتـهُ بـالأضـلاعِ لا بأنامِلٍ, * * * هـي لـلـيـراعِ وطِـرسِهِ أصفادُ
تـبـقـيـن قـانـا شاهداً وشهيدةً * * * تـحـيـا..وأمّـا الـميتُ فالجلاّدُ
مـن طـينِكِ المغسولِ بالدمِ واللظى * * * لا بـدَّ يـبـدأ يـومـهُ الـمـيلادُ
هذا هو العصرُ الرديءُ..تأَسدَت[1] * * * فـيـه الـتِيوسُ.. وتُيِّست[2] آسادُ
سِـيـطَ الخنوعُ مع الشهامةِ فاستوى * * * نـورٌ بـأحـداقِ الـضحى وسَوادُ
أعـدادُنـا؟ لا نـفـعَ فـي أعدادِنا * * * إن لـم تُـوحَـد شَـمـلَها الأعدادُ
أضـحى \"رباطُ الخيلِ \" يربطنا الى * * * رعـبٍ, أقـامَ كـهـوفَـهُ \"الأسيادُ \"
تـنّـورُنـا \"القوميٌّ\" يسجرُهُ الأسى * * * لـهـم الـرغـيـفُ وللجموعِ رمادُ
مُـتَـنـاطـحونَ.. فَذا يُريدُ زِعامةً * * * بـاسـم الـنـضالِ وطبعُهُ استبدادُ
ومـقـيـمُ وحـدةِ \"أُمـةٍ, عـربيةٍ,\" * * * بـالـسـيـفِ حتى ضُرِّجَت أعوادُ
وَدَعـيٌّ تـحـريـرٍ, وأصـلُ كتابهِ * * * قـد حَـرَّرَت صَـفَـحاتِهِ \"الموسادُ\"
جَـزَّت نـواصِيها الكرامةُ واستحى * * * مـن مُـسـتـذلٍ,ّ بـالـسلام \"إيادُ\"
كـذِبَـت بـلاغَـتُـنا وكاد يفرٌّ من * * * أقـلامِـنـا ومـن الـلسانِ الضّادُ
ومـن الـكُـماةِ خيولُنا.. وتفرٌّ من * * * أيـامـنـا فَرط الأسى الأعيادُ
مـا هَـزَّتِ الـريـحُ المُريبةُ خيمةً * * * لـو لـم تـقـاتـل بعضَها الأوتادُ
سـادَ الـيـقـيـنُ الأقدمينَ فَسادوا * * * ولـقـد خُـذِلـنـا حـين سادَ فَسادُ
يـا أُمـةَ الـقـرآنِ زاحَـمَ صُبحَنا * * * لـيـلٌ وأوشـكَ أن يـتـيـهَ عبادُ
كـم رِدَّةٍ, سـوداء بـاسـم حـنيفِنا * * * وكـم اسـتـجـار من اللظى وُرّادُ
يـا أمـةَ الـقـرآنِ أيٌّ غِـشـاوةٍ, * * * حـلّـت فَـعَـزَّ على الرشيدِ رشادُ؟
يـا أمـةَ الـقـرآنِ أخـزى يومَنا * * * هـذا الـقـنـوطُ وهـذه الأحـقادُ
كـم قـائـدٍ, فـيـنـا وأحـرى أنهُ * * * مـن أُذنِـهِ والـمـنـخرينِ يُقادُ !
مُـدُنٌ تُـشـادُ عـلى جماجمِ أهلِها * * * بـطـشـاً وأخـرى تُـستبى وتُبادُ
غـرسـوا الـرَّزايا فالتعسفُ مِنجلٌ * * * ورؤوس أبـرارِ الـشـعوبِ حصادُ
مِـضـمـارُهـم أجـسادُنا ورغيفُنا * * * والـمُـرخِصونَ ندى الضميرِ جِيادُ
قـانـا وهـل مـن نخوةٍ, وجموعُنا * * * يـمـشـي عـلى أضلاعِها \"أفرادُ\"؟
آحـادُهُـم عـنـد الـهُتافِ مجامعٌ * * * وجـمـوعُـهُـم عند الوغى آحادُ!
الـراكـضـون الى سلام \"مناصبٍ,\" * * * ركـض الـطَّـريـدةِ راعَها الطُرّادُ
كـذِبَـت أنـاشيد النضالِ، وكَذَّبَت * * * زعـمَ الـمـنـاضـلِ آلـةٌ وعتادُ
قَـصُـرَت يـدُ الأحرارِ فهيَ رسيفةٌ * * * وَتَـنَـكـرَت لـسـيـوفِها الأغمادُ
ولـقـد يَـؤُمٌّ بـنـا الصلاةَ مُخَلعٌ * * * نَـبَـضَ الـخـنـا بِدِماهُ والإلحادُ
يـا أمـةَ الـقـرآنِ صـار جهادُنا * * * خُـطـبـاً بـهـا يـتسابقُ الأندادُ
\"لا يـسلمُ الشرف الرفيع من الاذى\" * * * حـتـى يـعـيـدَ لـنا البلادَ جهادُ
كـم سـالَ مـن دمِـنا ولم يسلم لنا * * * شــرفٌ نــديٌّ أمـسُـهُ وبـلادُ
وإذا الـسرائرُ في النفوسِ تَصَدَّعَت * * * فـالـحـتـمُ أن تـتصدَّعَ الأجسادُ
أَنـردٌّ كـيـدَ الـطـامعينَ بأرضِنا * * * يـومـاً ونـحـنُ لـبعضِنا أضدادُ؟
الـعـارُ بـالمرصادِ.. أين هروبنا؟ * * * ضِـعـنـا.. ولـيس لحالِنا حُسّادُ
--------------------------------------------------
[1] تأسدت: أصبحت أسوداً.
[2] تيست:أصبحت تيوساً.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد