من للفؤادِ الغضّ في أحزانِهِ * * * يشكو التعاسةَ في ربيعِ زمانهِ
عجبا لهذا الدهر كيف تكسّرت * * * سفنٌ يكّومها على شطآنهِ
أبدت له الأحداثُ كلّ فجيعةٍ, * * * وسقته سُمَّ الموتِ في ريعانهِ
الهمٌّ..والليلُ الطويلُ..و فكـرُه * * * كتبت معاني السٌّهد في أجفانهِ
و فواجـعُ الأيام أدمت قلبـهُ * * * نقشت مثالبها على جُدرانهِ
و قوافل الآلام ما أبقت له * * * إلاّ تعاسته و عضّ بنانهِ
عبست له كل الدٌّنا و تواطأت * * * جنباتُ أربُعِــهِ علـى خـذلانهِ
يمشي حسيرَ الرأس.. مجهول الخُطا * * * و الهمّ كلٌّ الهمّ في وجدانهِ
أخفى له الواشي كمائن عثرةٍ, * * * و سعى بعسكره إلى عـدوانهِ
وإذا تحدّث.. و الفضا مصغٍ, له * * * ضحك المكان على اعوجاج لسانه
يمشي فريد الهمّ بين كهوفهِ * * * وصدى الوحوش يعجُّ في وديانه
ما عاد ينعشه عبيرُ أزاهرٍ, * * * و مغردٌ يشدو على أغصانه
ما عاد يبهجه الربيع بنفحهِ * * * و تبسٌّم الآمال في ألوانه
أيرقٌّ من شفق المساءِ فؤادُه * * * و دمُ الضياء ملطّخٌ بلبانه
ترمي به النكباتُ في بيدِ الضنى * * * و تُدينه الأحداث من هذيانه
ويذلّه بأس الزمان.. وربما * * * برقت له الآمالُ في غثيانه
ويخاف من غده المريب تجهّما * * * فيزيدُه شجنا إلى أشجانه
ما عاد يؤنسه تحضٌّّن دارِهِ * * * و معاولُ التهديم ِ في بنيانه
ما عاد يوسُعُه الفضاءُ بأفقـهِ * * * و الضيق يفري في فسيح جَنَانه
يا هذه ا لدنيا فؤادك جائرٌ * * * تُشقينَ هذا الكون في إنسانه
هذي مشاعر مهجةٍ, مغلوبة * * * لمشرد ٍ, يأسى على أوطانه
يبكي بكاء الطفل من فرط الأسى * * * ويرى السلامة في عُرى أكفانه
أفنت بشاشته و بسمة ثغره * * * و استبدلت بالبؤس كلَّ كيانه
يا مــن لصرخة أمّـةٍ, مكلومةٍ, * * * يحنو عليها قبل فوت أوانهِ
ما أضعف الإنسان في الدنيا إذا * * * لم يستمد العزم من إيمانه
و احسرتاه على فؤادٍ, فارغ ٍ, * * * و عوامل التمكين في قرآنه!!