مسيرة وتحية وأمل

3.7k
3 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

يـا أمانـي الشَّباب! عُودي! أَطلّي *** وانـثُـري من يديكِ عِطر الشبـابِ

لـم يَـزَل للشبـابِ عِطـرٌ نـديُّ *** يـمـلأُ العمـرَ نَفحَـةً من مَـلابِ

رقَّ فـيه الحنينُ! واشتَعَـل الشـو *** قُ ! ورَفَّ الـنّدى وزُهرُ الرِّغـابِ

قـد عَرَفتُ الهُدى لَدَيهِ! أضَاء الـدَّ *** ربَ ! مـاجَت أَنواره في الشعـابِ

فـي فؤادي وأضلعي! بين جَهـري *** وعـمـيق الإسرار صـدقُ متابـي

فتواثَبـتُ في الميـاديـن أجـلُـو *** لَـهـفَـةَ الشَّوقِ عزمةً من وثـابِ

أو أشـقٌّ الـصخورَ! أَختَرقُ الليـ *** ـلَ: جِـراحي وأنَّتي واغترابـي

أقـبلي يا صعاب! جَوهَـرَةُ العمـ *** ـرِ ومـعنى الحياةِ قَهرُ الصعـابِ

روّعـي كيفَ شِئتِ! مازلتُ أمضي *** فـي ميـاديـنَ جَـولَـةٍ, وغِـلابِ

مـن يـقينـي بالله حـبـلٌ متيـنٌ *** ووفـاءٌ لـمـوثِقـي وصحـابـي

يـمـلأُ الحـبٌّ كـلَّ جارحـةٍ, مِنّـ *** ـي ويُـغنـي خواطري وطِلابـي

يَـهُبُ العمرَ آيةَ الحُسـنِ! يُزكـي *** كـلَّ مَـسـعـي لِـصَـادِقٍ, أوّابِ

يَـنبُـع الحبٌّ كُلٌّـه مِن هُـدى اللـ *** ـه! هُـدى مُـنعِـمٍ, لنـا وهَّـابِ

أنـا بالحبِّ نشـوة العمـرِ، أنشـو *** دةُ آفـاقِــهِ وزهـوُ الـشـبـابِ

* * *

هـا هنـا ملتقـى الأحبّـة! نـادٍ, *** مـن وَفـاءٍ, وفـسحـةٌ من رِحـابِ

كم تُرى من كَـواكبٍ, أَشرقَـت فيـ *** ـه عـلى ساحِـهِ رُؤى الأحبـابِ

ووجـوهٌ كـأنّـهـا طـلعـة الفجـ *** ـرِ وفـيضٌ من نـوره المنسـابِ

ورؤى الـبشـر فـوَّحـت بشـذاه *** مِـن بـيـانٍ, يُجلـى وآي خِطـابِ

بين بَـردِ الظِّـلالِ! بين رَفـيـفٍ, *** مِـن نَسيـمٍ, الوَفـاء والتَّرحـابِ!

فاقبلـوهـا تحـيّـةً هي أحـلـى *** مِـن نـسيمٍ, سَرى وَبَـردِ الشـرابِ

هـي من جَـنّـةٍ,! سـلامٌ من اللـ *** ـه وعـطـرُ الوفاء! حُسنُ الثواب

* * *

جِـئتكُـم والـفـؤاد يَحمِـل هَمّـاً *** مـن عَنَـاء السّنيـنَ والأَوصَـابِ

مـن ديـارٍ, تـنـاثَـرت وأمـانٍ, *** بـين طُول السٌّرى وطول اغتـرابِ

بَينَ دَربِ الحيـاة أو رهبـة المـو *** تِ وبَـعـثٍ, وآيـةٍ, مـن حِسـابِ

وأرى الدربَ طـال بالناس! أعيـا *** هـم خـداع السراب حـرٌّ اللّهـابِ

* * *

يـا ديـارَ الإسلام! يَا لَهفَـةَ التـا *** ريـخ ! إِشراقَـةَ الهُدى والوِثـابِ

يا حَنين الأَجيـالِ! يا عِـزَّةَ الإنـ *** ـسَـان! زهوَ العُصُور والأحقـابِ

أُمَّـتـي! كيـفَ هُنـتِ؟! تناثَـر *** تِ شظايا! وغِبتِ خلف الضّبـابِ

صُـوَرُ الـمجـدِ لم تَعُـد تَتَـراءى *** في الذٌّرا! في السٌّفوح! بين الروابي

طُوِيـت كُلّهـا وغابَـت وأضحَـت *** هـمسـاتِ الضّمـيـرِ والأهـدابِ

كُنتُـم خيـر أمَّـةٍ, أُخرَجَـت للنّـ *** ـاس نـوراً وآيـةً مِـن كِـتَـابِ

جَـمَعَت في مَسِيـرةِ الحـقِّ إِشـرا *** قَـةَ بُـشـرى نبـوَّةٍ, وصِـحـابِ

خًُتِمـوا كُلٌّهـم بـأحـمَـدَ يُوفـي *** مـن رسـالاتِـهـم ومـن إيعـاب

سـيّـدُ الخلقِ! خاتَمُ الرٌّسل أحيـا *** مـن نُـفُوسٍ, ماتت على الأنصَـابِ

أنـقَـذَ النّـاسَ مِن ضَـلالٍ, بعيـدٍ, *** فـي متـاهـات مهمَـهٍ, وسَـرَابِ

وبَنـى أُمَّـةً على الحـقِّ صَـفّـاً *** مـن مَتِيـن الأركَـانِ والأَسبـابِ

ورِبـاطٍ, مِـن الأخـوّة يُـعـلـي *** عَـزمـةَ الحقِّ في خِضَـمِّ عُبَـابِ

* * *

أُمّتي ! كيفَ غِبتِ عن وثبَـةِ الحَـ *** ـقِّ وعـن جـولـةٍ, وسَاحِ غِـلاب

فَتَـداعَـت عَليـكِ مـن أُمَـمِ الأَر *** ضِ زُحُـوفُ الـضَّلالِ والأوشـابِ

وعَـدا المجرمون! فُجِّـرَتِ الأهـ *** ـواء! جُـنّت قـواطِـعُ الأنيـابِ

بـين مَكـرٍ, يَمـوجُ بين حَنايـا الـ *** أَرضِ! يَطغَى على الربى والقِصابِ

زخـرفُـوا كـلَّ فِتنَـةٍ, ورمَـوهـا *** بـين سـاحـاتِنَـا وبينَ شِـعـابِ

كـلٌّ ما يَدَّعُـون من زُخرفِ القَـو *** لِ خِـداعُ الـنفـوس والأَلـبـابِ

وإذا الأرضُ سـاحـةٌ مـن دَمـارٍ, *** بـين أَكـوامِ أضـلُـعٍ, ورِقــابِ

وركـامٍ, يَطـوي بقـايـا مِن الإنـ *** ـسـانِ ! من أنّـةٍ, وطُولِ عـذابِ

يُـسـحـقُ الآدمـيٌّ بيـن ذَويـه *** ويُـهـالُ التَّـرابُ فـوقَ التّـرابِ

* * *

أَيٌّـها المجرِمُونَ في الأرضِ! جِئتُم *** بِـحضَـاراتِ فِـتَـنَـةٍ, وخَـرابِ

قـلـقٌ حـائـرٌ ورعشـةُ خَـوفٍ, *** ومـتـاهـاتُ ضـائـعٍ, مُـرتَـابِ

فـاظلِمُـوا واقتُلوا وخَلٌّوا الضحايـا *** طُـعـمَـةً لـلبُـزَاةِ أو للـذِّئـابِ

وانحَـرُوا الطٌّهرَ والعَفـافَ قَرابِيـ *** ـنَ وصُـبٌّـوا الدِّمـاءَ للأَنصـابِ

عَـربِدُوا بالمُجُونِ، بالدّم، بالوَحـ *** ـلِ، بـمستَنقَـعٍ, ولَوثَـاتِ عـابِ

وانـهَبُـوا واسرُقُوا! فكـلٌّ مَتَـاع *** هُـوَ حَـقُّ لـغـاصـبٍ, نَـهَّـابِ

واصـنَعُوا من هوى الجَبَانِ بُطُـولا *** تٍ, ومـن زَيـفِهـا عُـلُـوَّ كِـذابِ

واجـمَعُوا هذه الفَواجِـعَ! ضُمٌّـوا *** مِـن أَنينٍ,! ولَملِمُـوا مِن مُصَـابِ

واجعَلوهَـا حَـضَـارةً مِن هَشيـمٍ, *** تَـتَهـاوَى علـى هَشِيـمِ رِغـابِ

الحَضَـاراتُ كُلّـهـا تَـتَـهـاوَى *** تَـحـتَ أَقـدَامِ مُـجـرِمٍ, كَـذَّابٍ,

* * *

فـإذا بـالـنِّـداءِ يَـعـلـو دَويَّـاً *** يَـمـلأُ الأُفـقَ والـذٌّرا والرَّوابـي

لَـهـفَ نَفسِي! أللهُ أَكبَـر أحيَـت *** مِـن نُـفُـوسٍ, وأطلَقَت مِنِ وِثـابِ

يـا نِـداءَ الإسلام! يا دَعـوةَ الحـ *** ـقِّ وأُنـشـودَةَ الـفتـى الوَثَّـابِ

المياديـنُ فُتِّحـت في سَبيـلِ اللَّـ *** ـه بُـشـرَى شَـهـادَةٍ, وثَـوابِ

أبشِري أُمَّتى! وقَـد أقبَـل النَّصـ *** ــرُ وفَـاءً لـمِـوثِـقٍ, وغِـلابِ


أضف تعليق