شـوقا إلى الله طيري واهتكي الحجبا * * * الـنـور يـدنـو وطيب الجنة اقتربا
شـوقـا إلـى الله طيري مقلة عبرت * * * تـسـابـق الـريح والأفلاك والشهبا
شـوقـا إلـى الله وثـبـا غير وانية * * * فـلـيـس مـن سار وهنا كالذي وثبا
شـوقـا إلـى الله، لا خوفٌ ولا حَزَنٌ * * * هل يعرف الحزن مَن مِن ورده شربا؟
شـوقـا إلـى الله يـا أبـهى محجَّبة * * * مـن سبيك العذب ماء الشعر قد عذبا
يـا رنـد فـاس، ويـا بلقيس أندلس * * * يـا نـسـمة الأطلس الجبّار عن وهبا
لـم نـبـن لـلعشق غيما نستظلٌّ به * * * إلا تـدفَّـق مـن أجـفـانـنـا قربا
فـأرسـلـي الدّمع من جفن أضرَّ به * * * ذنـب تـعـاظـم حـتى قرَّح الهدبا
وقـد تـصـاغـر في عفو الإله إلى * * * أن صـار بعد بكاء الرّوح محض هبا
خضنا وخاضت مطايانا الهوى فهوت * * * صـواعـق الموت تبغينا الهوى حربا
خـضـنـا إلـى أن تـلـقتنا لطائفه * * * فـاسـتـفرغ القلب دمعا عز فاحتجبا
لـلـشّـوق أجـنحةٌ خضراء سابحة * * * الـسّـعـد والـرّشد والإيمان والأدبا
فـاسـتحلبي من سماء الغيب درتها: * * * تـلامـس الغيب، ليست تحذر الرقبا
تــبــارك الله، إنَّ الله أنـزلـنـا * * * دارا مـكـرّمـة لا تـعـرف النّصبا
الـسـعـد يـنـشر في أفيائها خيما * * * والـرّشـد يـضرب في أرجائها طنبا
والـحـسـن يـجعل من جفنيك متكئا * * * كـونـي إذا مـا هـمـى أمًّا له وأبا
صـرنـا سـويا إلى دار الهدى فهمى * * * نور الهدى في حواشي القلب نبع ربى
وهـبـت الـرّيح تبغي نسف خيمتنا * * * فـكـنـت أصـلـب مني عزمة وإبا
يـا هـمـة تـبـتني في النجم منزلة * * * عـزّت، وتـقـطع مما تحمل القضبا
سـوّاك ربّـك مـن أنـوار حـكمته * * * ومـن يـسـوّي بقلب الدرّة الخشبا ؟
تـبـيـت راكـعـة لـلـه خـاشعة * * * الأرضُ تـأكـل مـنها الكفّ والرّكبا
كـم زفـرة فـي ضمير الليل ترسلها * * * والـدّمـع فـي النحر بالآلام قد ذهبا
كـم كـحـلت من نشيج القلب مقلتها * * * لا كـحـل، لا قـرط تبغيه، ولا قلبا
شـوقـا إلـى الله يـا أبـهى مجاهدة * * * إن الـشّـهـادة دربٌ يُـبـلغ الأربا
أضـحـت سمية في عليائها ابتسمت * * * لـمـا رأتـك شـهـابا يرجم النصبا
وتـلـك خـولـة قد ضمّت جوانحها * * * مـن عـزمـك الفذ ما تحيي به الحقبا
مـا غابت الشّمس، والأنهار ما فتئت * * * ريـا، ولـم يـبـرح الإيمان منسكبا
ولـم تـزل هـذه الـصّحراء حاملة * * * سـرّ الـحـياة، ونبع النّور ما نضبا
تـمـدّ لـلـمـرتـضـى كفا مبايعة * * * ولـلـحـسـيـن إذا حمّ القضا نسبا
ومـن نـدى السّبط تروي حرَّ وقدتها * * * طـوعـا، وزينب للخُلد انتضت سببا
مـن أبـصـر الحرّة الحسناء عزمتها * * * تـرد عـنـد الـلـقاء الجحفل اللجبا
مـا تـلـك؟ بـرعم حبٍّ, في تفتٌّحه؟ * * * أم إنـهـا قـدر يـسعى؟ فوا عجبا !
شـوقـا إلـى الله طيري، غير عابئة * * * بـمـن غدا يزرع الأقطار حقل ظبى
وزلـزلـي تـحت أقدام الطّغاة ثرى * * * كـم ضـجّ من بطشة الباغي وكم ندبا
لا تـسـألي عن فتى الفتيان في حلب * * * فـلـسـت تـلـقين لا سيفا ولا حلبا
لا تـطـلبي من دمى صارت محنَّطة * * * لـلـنّـصـر سيفا ولا رمحا ولا نشبا
شـوقـا إلى الله طيري، أنت مرشدتي * * * وفـي يـديـك لمست النّصر والغلبا