أيهما أعظم! أغاني الفيديو كليب؟ أم المخدرات؟


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

جلست مع مجموعة من الشباب وتحدثت معهم في مواضيع كثيرة إلا أنه لفت نظري طريقتهم في الحديث عن الفنانات المغنيات في الفيديو كليب، فقال الأول: أما (فلانة) فهي تغني وتلبس ملابس بلون الجسم، حتى إذا رأيتها ظننت أنها عارية.

وقال الثاني: من منكم شاهد (فلانة) التي ترقص وتغني بطريقة مثيرة، فمرة تمشي بتكسر، ومرة تركب الدراجة، فهي أكثر إثارة من الأولى.

وقال الثالث: ما كانت هذه المظاهر في قنواتنا العربية إلى أن بدأت (فلانة) في أول فيديو كليب لها، وكانت تغني وهي على الفراش داخل غرفة النوم، ثم بدأ التنافس بين شركات الإنتاج فيما تتحدثون فيه.

وقال الرابع: ولكن (فلانة) ترقص بطريقة جنونية وصوتها بشع، ولكن شكلها جميل.

وقال الخامس: أما (فلانة) فهي لبنانية، ولكن تغني باللهجة المصرية، وتلبس ملابس الرقص أثناء الغناء.

وقال السادس: أما (فلانة) فهي تغني بطريقة غريبة، وقد لبست ملابس بنت الريف، وتغسل الملابس بالطشت، وشاب يتابعها ويحاول التقرب منها، ولسان حالها يقول أنا أغسل العادات والتقاليد، وأغسل الدين والتراث، وأغسل مخ كل من يراني ويشاهدني، كل هذه الرسائل غير اللفظية وصلت إلى شبابنا، سواء قصدت أم لم تقصد.

أحببت أن أنقل لكم جلسة شبابية واحدة، ومثل هذه الجلسة في عالمنا الإسلامي كثير جداً، وأصبح هم أكثر الشباب الحديث عن (روبي ونانسي ومروة وأليسا وهيفاء ولوسي، وغيرهن كثير...) وكأنها حبوب مخدرات تخدر الشباب عند مشاهدتها، فلا يحسن الحديث ولا التفكير، ويكون همه متابعة المغنيات والفنانات، وفي كل يوم أغنية جديدة ورقصة جديدة، ففي العام الماضي تم إنتاج أكثر من ثلاثة آلاف أغنية، ويا ليت هذه الأغاني تربي شبابنا على الجد والحماس والعلم والتنمية وحسن الإدارة واستثمار الطاقة، بل إنها تخاطب غرائزهم وشهواتهم حتى يصبح الواحد منهم مدمناً على هذا النوع من الأغاني.

ونسمع بين الحين والآخر زوجة تطلقت من زوجها بسبب كراهيتها له بعدما تعلق بهذه المشاهد، وشاب اغتصب أخته، وآخر أصبح مدمناً، وكلها بسبب هذه الرسائل التي تبث عبر الشاشات، وما عدنا نناقش القضية هل هي حلال أم حرام؟ بل القضية أكبر من حلال وحرام، وإنما هي دمار ومسخ للهوية والعقيدة والثقافة والذوق، وإن كان المتطرف دينياً يؤثر على عشرة من الشباب، فإن هذا النوع من التطرف الغنائي يؤثر على المئات بل الآلاف، وكلاهما تطرف وإرهاب مدمر خاصة إذا علمنا أن نسبة الشباب في عالمنا العربي والإسلامي تقترب من (60%).

وإذا تابعت أغاني الأطفال مثل (بابا فين) فتلاحظ فيها غرساً للقيم السلبية مثل عدم احترام الكبير وتعليم الأطفال الرقص الداعر بحركات مخلة بالآداب، وأغاني كثيرة غيرها لا يسعنا المجال الآن لذكرها.

كنا نتحدث في السابق عن برنامج رياضي تقدمه فتاة بحركات مثيرة وجنسية منذ سنتين وكنا ننتقده، أما اليوم فأصبحت أغلب أغاني الفيديو كليب مثيرة وجنسية وليست فقط بالحركات والأصوات والألوان والملابس، بل حتى عنوان الأغنية يفتح خيال الشاب إلى أمور كثيرة مخلة بالآداب مثل (آه ونصف)، فماذا يفهم الشباب من هذا العنوان؟

وهذا يحتاج منا إلى زيادة الجلسات التربوية مع أبنائنا والحوار معهم لحمايتهم وتأسيس المناعة لديهم ليفكروا في حال الأمة ونصرتها والعمل على نشر الإسلام ورفع رايته، فهذه هي الهموم التي ينبغي أن يعيشها الشاب.

وإني أسأل أهل القانون: أيهما أولى بالتجريم والعقوبة؟ المخدرات المعروفة، أم المخدرات الفضائية؟ أيهما أعظم؟ أغاني الفيديو كليب الحديثة أم المخدرات؟

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply