بسم الله الرحمن الرحيم
فجأة وبلا مقدمات انقلبت الحياة رأساً على عقب، ودخلها طرف ثالث غير البيت والمدرسة في حياة الشباب العربي، الطرف الثالث احتل مقدمة الأولويات، وعلى الرغم من حالة الرفض القيمي والمجتمعي له إلى درجة وصلت لاشتعال المظاهرات ضده إلا أن الجميع لا يملك سوى أن يستسلم له ويتراجع عن قرارات رفضه أمام سحره وإغراءه، هذا الطرف هو القنوات الفضائية التي تتسلل عبر التلفزيون ويتزايد عددها يوماً بعد يوم، وتبث برامجها التي بدأت في الآونة الأخيرة بأحداث زلزال غير عادى في حياة الشباب العربي مثل برامج الأخ الكبير، وستار أكاديمي، وغيرها.
الدكتور صلاح الفوال أستاذ الاجتماع: انتشار جرائم الاغتصاب والخطف بسبب ما يبثه التلفزيون:
- الدكتور صلاح الفوال صرح بأن هذه الفضائيات تخريب للقيم الدينية، والهدف منها تدمير البنيان الاجتماعي، واختيار أسوأ الأساليب، وإثارة الشهوات، والإسلام حارب الزنا، وما يحدث في الفضائيات كلها مقدمات للزنا، وإثارة الشباب والفتيات، ولذلك نرى جرائم الخطف والاغتصاب قد انتشرت، والبنات في المدارس الثانوية يتنافسون على الشباب، ونرى في بيوتنا على سلالم العمارات ما يحدث بين الفتيات والشباب، وهذه قنوات مأجورة وموجهه ضد العرب والمسلمين لهدم بنيان المجتمع العربي، ففي أوروبا هذا شيء عادى ويمارسون الحب دون حياء، أما في بلادنا العربية التي تلتزم بالأخلاق والدين، والزنا محرم بها يلجأ الشباب الذي يثار عن طريق هذه الفضائيات للعادة السرية أو الزواج العرفي، وانتشار ظاهرة \"كبر عقلك\" على حد قوله وتسطيح فكر الشباب وكلها أمور ضغط اجتماعي ونفسي على الشباب، والدين الإسلامي أكثر الأديان التي اهتمت بالجنس كثقافة، وشرح للمسلم كيف يقابل زوجته، والمسيحية فيها نفس التوعية والثقافة الجنسية، فلماذا يلجأ الشباب للفضائيات وأغاني الفيديو كليب العارية، وأنا عندما كنت أستاذ زائر لمعهد الدراسات الإسلامية في فرنسا رأيت بنفسي المجتمعات الفرنسية ومدى الإباحية بها، والفرق بيننا وبينهم أنه لا يجبر حر على البغاء، فنحن نهاجم الجنس وثقافته، ونمارسه في بيوتنا، ونشاهد الفضائيات العارية والجنسية، فكيف نقول للشباب: صلي وصوم، وهذا عيب، ويرى المطربات العاريات في الفضائيات العربية، والبرامج التافهة التي تثير الغرائز، والتي تستهدف تخريب لقيم مجتمعاتنا العربية، وهى في الأساس حرب على الإسلام؟!.
- دكتور أحمد المجذوب - الخبير الاجتماعي بالمركز - يعلق على هذه الفضائيات قائلاً: هذه القنوات وأغاني الفيديو كليب لها أهداف لم تنشأ من فراغ، ونحن نعلم أن إنشاء قناة فضائية يتكلف بحد أدنى 25 مليون دولار، فهذا المبلغ الضخم يحتاج لأناس أثرياء لديهم أضعاف هذه الملايين، ومن المعروف أن تمويل القنوات الفضائية يعتمد على الإعلانات، غير أنه من الملاحظ أن هذه الفضائيات تكاد تخلو من الإعلانات، إذن فهي تم إنشائها لغرض معين، وهى موجهة بالدرجة الأولى إلى الشباب وليس كبار السن، وتهدف إلى تسطيح فكر الشباب، وتغييب وعيه بحيث يصبح مثل من يتعاطى المخدرات، ولا يفكر في هموم أمته، ولا ينظر للمستقبل، ويظل غارقاً في الجنس، وتتملكه أحلام اليقظة، وقد أجريت بحوث في أمريكا حول تحول الأزواج عن زوجاتهم فكشف البحث أن 70% منهم متأثرين بالفضائيات والبرامج الجنسية إلا أن الأزواج اعترفوا بأنهم يريدون نساء كاللاتي على الفضائيات حيث يقارنون بين نسائهم والغانيات ومن هنا فترت العلاقة الزوجية، فإذا كان هذا حال المتزوجون فما هو حال العازب وكبار السن، والأخطر من هذا وذلك حال الشباب في مرحلة البلوغ من سن 14 عام خاصة في مجتمعاتنا العربية ففي مصر وحدها 9 مليون ذكر وأنثى بين سن 20 إلى 35 بدون زواج منهم 9.5 مليون ذكر و 3.5 من الإناث فالفضائيات تقدم لهم ما يثير الشهوة، ولا يفكر في دراسته، والرغبات التي تفجرها الفضائيات وبرامج الهوا سوا وستار أكاديمي على سبيل المثال لا الحصر تجعل من الشباب قنابل متحركة موقوتة لا يدرى أحد متى ستنفجر، وسيكون تأثيرها مميت على المجتمعات كلها.
ثانيا: من المعروف أن الأوطان العربية تواجه الآن على المستوى الداخلي الحرمان من الحقوق، وضغوط من الخارج من جانب أمريكا لتجعلنا نبتعد عن تدريس المدارس الدينية، وللأسف الأنظمة العربية تستجيب لهذه المحاولة، بل وبدأت تطبقها وتقلص حجم المادة الدينية حتى أمتد هذا للأسر التي فوجئت بأحد الأحاديث للمطرب روبي يقول: أن ابنتي قد رزقها الله نعمة الجمال، والجسم الرشيق، فلماذا الحقد عليها، والحملة التي تتعرض لها، وقال: فهي تعرض هذه النعمة؟ أترون لأي مدى وصل الإسفاف؟ وأدى إلى أن العري تعبير عن النعمة، وأنا تناولت دراسة عن زنا المحارم، وقد التقيت بنماذج من هؤلاء ووجدت أن الأخ يزني مع أخته، وكانت الكارثة: بنت 17 عام وأخوها 21 عام يشاهدون الدش يومياً وينفعلوا بما يرونه والكارثة أن البنت هي التي عرضت نفسها على أخيها وعندما ظنت أنها حامل من أخيها قامت بإبلاغ قسم الشرطة والوالدان يعملان في دولة عمان، ولا يدريان شيء عن أولادهم، وهو بحث أجرى على 200 حالة وكلها جاءت نتيجة مشاهدة الفضائيات والإنترنت، فهذه القنوات لها مخاطر كبيرة، وتأثير بالغ الخطورة على الشباب المراهق، وتحطم كل القيم والأخلاق وتؤدي إلى أن تكون المرأة في مجتمعاتنا هدف لاغتصابها، ومصدر للشهوة والجنس، وهذا يتنافى مع ما يطالبون بحقوق المرأة فقد زادت جرائم اختطاف النساء، وجرائم الاغتصاب سواء للإناث أو الذكور، بل زادت جرائم التحرش الجنسي في الأماكن المزدحمة، وهذه الفضائيات وهذه البرامج تهدف إلى تدمير قيمنا والقضاء على هويتنا باسم التحرر والمساواة، وباسم الصداقة علماً بأن هناك محاولة مستميتة من أمريكا لتغيير اتجاهات الصداقة ذات المضمون الجنسي بداخلها، وقد تحدث معي دكتور إيرلندى حول أن الأوروبيين ينظرون للعرب باعتبار أن الدين الإسلامي مصدر قوته، وشبهه بأنه الموتور الذي يوضع في العربة الصدأة - يقصد بها العرب - فتتحرك وتمشي، وقال لي: أنتم أغبياء، ولا تدركون مصدر قوتكم، ونفس الجهاز الإعلامي متواطئ، ويعلنون أنهم على طول الخط مؤيدين للخطة الأمريكية، وهذا ما نراه في مهازل الفضائيات العربية.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد