مصطلحات فضائية ؟


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الفيديو (

(كلب) عفواً (كليب)!

في الشارع وفي الحافلة وفي السيارة ومن النافذة تقتحم أسماعك عنوة أنغام وكلمات مغناة تطير في الضوضاء والإزعاجº فتشق طريقها إلى الأذن، وهذا شيء يذهب لحاله في لحظات قليلة... وفجأة تسافر في طائرة أو حافلة سياحية فتقتحم نفس الكلمات عليكم هدوءك في مقعدك عن طريق تلفاز موجه للركاب وهذا الأمر أصعب (صوت وصورة) فإذا بنفس الكلمات نسمعها ونراها (بالفيديو كلب)º فهنا تبدأ الكلمات تسقط وتسقط مع حركات غانية خليعة أو مجموعة من الإناث اللواتي لا يتقنّ إلا التعري ومجموعة من الذكور يتلوون كراقصات مبتذلات، أو تكون الكلمة بعيدة عن الصورة فالمطرب يوجّه كلماته لعشيقته أو زوجته التي تكون إما في سن ابنته أو حفيدته، والمفارقة المضحكة يكون هو أيضاً حتى لو كان شاباً (بدوياً) ويلبس زيّه البدوي وفي صحراء شاسعة تطلع علينا عشيقته الأمريكية المنظر والزي؟؟!! وهنا تندم النفس أشد الندم على هذا المطرب المسكين الذي أهان كلمات أغنيته إلى مهاوي الرداءة والانحلالº والانحراف فضاعت الكلمة وابتذل المطرب وسقط اللحن على خصور الغانيات المائلات العاريات وديست كل الأغنية باهتزازات جسدية يستطيع (كلب مدّرب) عرضها في (السيرك) مع الإتقان التام.

 

مطرب ومطربة ولكن:

مطرب وسيم وشاب يغني في قاعة امتلأت بالجميلات وعارضات الأزياء، وينظرن لهذا المطرب نظرة التبجيل والاحترام وربما تتمنى هذه الجميلة أن تكون معه لحظات، ولكن عندما تسمع عن مجلاتكم (الفنية) وما تحشوه من أخبار فاسدة تتهم هذه الأدباء بأن ذلك المطرب والعياذ بالله لا يصلح لأن يكون زوجاً أو رجلاً لأنه... وهو الذي يلهب قلوب الجواري الجميلات اللاتي لا يفكرن إلا بأجسادهن.. وكذلك المطربة العارية التي تلهب غرائز الشباب في كلمات الحب المشبوبة، وهي ذاتها لا تعرف الحب ولا الاستقرار ولا الأمومة... عجبي.

 

تمثيلية عربية:

المسلسلات التي تقتحم بيوتنا ليلاً ونهاراً حتى أصبحت جزءاً من عاداتنا اليومية، ولكن لو نظر الإنسان العاقل لها بتمعن لأفرط في الضحك ورأى الأمر مسلياً مع أنه مبكياً في الواقع تماماً كالأفلام الهندية التي كلنا نشاهدها ونبكي حتى احتراق المآقي، وعندما كبرنا نضحك على أنفسنا، لأن القصة معروفة من البداية إلى النهاية وهي ضرب من الخيال المحلّق.

أما مسلسلاتنا العربية فهي في مضمونها تهجّم على المبادئ والقيم الإنسانية الحقيقية ومن بعض اللقطات.. رجل أعمال كبير بالسن وسيم وقور يسكن القصور وله ما هبّ ودب من السيارات الفخمة عداك عن الخدم والعبيدº وكل مظاهر التخلف التي نهى عنها الإسلام، وإذا بهذا الكهل الوسيم يقع في حب إحدى موظفاته الجميلة الفقيرة البسيطة وطبعاً الصغيرة ويبدأ بإظهار إنسانيته بعلاج أهلها أو شراء بيت لهم أو.. إلى آخره، ولكن السؤال هل هذا كله ثمن الحب غير المتكامل سناً وعقلاً وبيئة..؟ ولماذا لا يفعل كل هذا الخير لموظفيه الفقراء كالمراسل والعامل ليرفع من شأنهم، أم أن هذا هو دائماً ما يذكر به الرجل العربي؟!

 

موهبة:

الله - سبحانه وتعالى- عندما وهبنا نعمة البصر والسمع والفؤاد.. ونحن مقصرون جداً في حق اللهº فكيف إذا تعدّينا على حقوق الله وأنكرنا نعمه وغدونا نستغل هذه النعم لتعود علينا بالوبال وإغضاب الله؟ ومن أكبر النعم هي نعمة العقل وما يرافقها من مواهب رائعة من جميع النواحي، وخاصة الشعر والنثر والرسم، فلو قمنا بتسخير هذه المواهب لخدمة الذوق الرفيع والفكر السليم، ولتكون غذاء للنفس البشرية المطمئنةº لكنّا في ألف خير! تخيّلوا أي ذنب نرتكبه عندما نسخّر القلم الذي أقسم الله به إلى فساد وإفساد؟! تخيّلوا إذا رسمنا لوحات ونقوشات خارجة عن ذوق الإنسان السويّ، وتخيلوا عندما يقال عن الفنّ الهابط موهبة من الله بما يحتويه من رقص خليع وغناء وضجيج و.. و..

 

أم كلثوم:

مسلسل بثّ على جميع القنوات الفضائية والمحلية في أفضل أشهر الله، وبعد الشهر الفضيل بدأت الفضائيات والدعوات والجوائز والتقدير والتبجيل والأوسمة لجميع من اشترك في هذا المسلسل وكأن أم كلثوم كانت سبباً في نصرنا على أعدائنا الذين لم ننتصر عليهم حتى الآن.. ولكن لماذا مثلاً لا نجد تكريماً لرجل مسلم عالم أو امرأة أفادت البشرية بعلمها المثمر، أو بأدبها الرفيع، أو بأمومتها الحقيقية، خاصة إذا كانت ملتزمة بدينها الإسلامي؟! أم أن المرأة أصبحت لا تكرّم إلا إذا كانت تطرب وتلهي وترقص لأصحاب النزوات واللاهين عن ذكر الله؟! ونتساءل لماذا نحن لا نتقدم؟! ولماذا كلما تزايد عدد المزعجين والمزعجات من أصوات نشاز نزداد سوءاً وضعفاً وتشتتاً وتدهوراً، ونلهث وراء عدونا لنوقع معاهدات استسلامية لا نأخذ منها شبراً واحداً من أرض قاحلة؟!

ملاحظة: كل هذه المصطلحات تقدم إما قبل الإخبار أو بعدها لتكون حبة مهدئ أو مخدّر لتنسينا المذابح وجرائم القتل والاغتصاب، والأهم من ذلك لتنسينا بأن هناك صلاة وصيام وزكاة وجهاد... وبأننا مسلمون!!

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply